درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/05/03

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: بيان الملاحظات حول قول الميرزا النائيني(قد) في معني الإسم والفعل والحرف.

اقول: إضافةً الی مامرّ منّا من الملاحظات حول نظريّته في المعني الحرفي، يمکن أن نعرض علی ما نقلنا عنه ملاحظات أخری کما يأتي :
أوّلاً: : إن الخبرَ غيرُمسندٍ.
ثانياً: لوسلّمنا أو قلنا بالإنجبار أو التّسامح، ولکنّه ورد بعبارات أخری أيضاً غير ما أثبته (تنظر: تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام للسيد حسن الصدر: ص46 ـ 61)، والترجيح يحتاج إلی دليل:
فمنها: «فالإسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما اُنبِأ به، والحرف ما جاء لمعنىً».
ومنها: «فالإسم مادلّ على المسمّى، والفعل ما دلّ على حركة المسمّى، والحرف ما أنبأ عن معنى وليس باسم ولا فعل».
ومنها: «الکلام کلّه اسم و فعل و حرف؛ فالاسم: ما أنبأ عن المسمّی، والفعل: ما أُنبِأ به، والحرف: ما افاد معنیً»
ومنها: إن الإسم ما أنبأ عن المسمّى، و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى، و الحرف ما ليس باسم و لا فعل.
ومنها: ... والحرف ماربط ...
ثالثاً: إنّ النّبأ بمعنی الخبر، والإنباء بمعنی الإخبار، فهو غيرالإخطار والإحضار، فظاهره أنّ الإسم ما يَحکي عن المسمّي، أي يُبرزه .
رابعاً: لوسلّمنا، فالفعل أيضاً يکون کالإسم علي ما عُبّر عنه في الحديث من هذه الجهة، فلاتختص الإخطاريّة بالإسم!.
خامساً: الحقّ أنّ الألفاظَ الموضوعةَ کلَّها ـ حتّی الحروف ـ مخطِرة لمعني، لأنّ تلفّظ الحروف ايضاً توجِد تصوّراً في ذهن السّامع، ولکن بما أنّ دورَ الحروف هو ايجادُ الربط بين مکوِّنات الهيئات المرکّبة، فهي مخطرة لـ«معني ربطي»، و المعني الرّبطي معني مستقل في حدّ نفسه، وإن کان الرّبط في الخارج غيرَمستقلٍ؛ وهذا وجدانيّ لاغبار عليه. فعلي هذا تکون الرّوايةُ الثانية هي راجحةً، حيث تدلّ علی کون الحرف أيضاً مُنبئاً، لا عن المسمّی و لا عن حرکة المسمّی، بل عمّا سواهما. و بعبارة أخری و علی الإجمال: الربطيّة لاتستلزم الآليّة، کما أنّ العلم يربط بين العالم و المعلوم ومعهذا لا يکون غيرمستقل.
سادساً: لفظة «أوجَد» تتلائم مع الإخطاريّة أيضاً، لأنّ ايجاد المعنی بمعنی اخطار واحضار ماوضع له الحرف من قبل، في الذّهن؛ فيکون المراد من الإيجاد هو ايجاد الخطور، لاخلق المعنی من العدم المطلق، و إن کان فمن العدم المضاف، أی: ما هو معدوم في الذّهن قبل الإستعمال.