درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/04/10

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: في أسماءالإشارة

ويلاحظ عليه:
أوّلاً: للإشارة کفعل إنساني، علامات وآلات شتّی؛ وکلّ واحدة منها، علامات مستقلّة للإشارة إلی المشار اليها المناسب لها والمقصود منها، ولهذا قديستعمل کلّ واحدة منها، من دون إستخدام أيّة آلة إشاريّة أخری معه فيحصل القصد.
ثانياً: استعمال أسماء الإشارة مقترناً باستخدام الآلات الإشاريّة الأخری، للتّاکيد لا لتتميم الدَلالة؛ کما أنّ شرطة المرور مثلاً تقف في تقاطع الشّوارع، وتشير باليد إلی اليمين، بقصد هداية السائقين والمارّين إليه، وتقول أيضاً: «إلی اليمين» مثلاً، رغم وجود الصُواء الدّالّ عليه هناک! ]، أو لرفع الإلتباس إذا کانت المصاديق المشار اليها متعددةً، کما هو ظاهر لمن تأمّل بأدناه.
ثالثاً: يصحّ أن يُسئل عن معني لفظة «هذا» مثلاً، فيجاب: هي للإشارة إلی المفرد المذکّر، أو يقال: مثلاً هي بالفارِسيّة بمعنی «اين» وبالإنگلزية بمعنی «this»، وهکذا...، فهذه تدلّ علی أنّ لها معناها، من دون التقيّد بالإقتران إلی الآلات الإشاريّة الأخری و تحقّقِ الإشارة خارجاً.
رابعاً: قال المحقّق الخوئي: «فكلّ متكلّم تعهَّدَ في نفسه بأنّه متی ما قصد تفهيم معانيها أن يتكلّم بها مقترنة بهذين الأمرين»، ولکنّنا نتسائل: أينَ ومتی وکيف وأنّی تعهَّد؟ علی أنّه يُنقَض بعدم وجدان کلّ منّا کمتکلّم، لمثل هذا «التعهّد»، شيئاً. ولو فَرضنا أنّه يتعهّد بهذا، فيا تُری أنّ المخاطب ـ کائناً من کان ـ يَفهم منه هذا التعهّد؟ ومايدور في خَلْده؟ ولو سلّمنا بنظريّة التعهّد هذه، فنقول بأنّه ليس من صقع نفس الأفراد المتکلّمين وإنما هو جاء من خارج وجودها.
خامساً: إن کانت وضعتْ كلمة " هذا " أو " هو " لواقع المفرد المذکّر ـ ولعلّه هو الحقّ ‌ـ فلِما ذا نقيّد معناها الموضوع له، بالإشارة والتخاطب الخارجيّين، ودلالتَها باستخدامِ آلةٍ إشاريّة أخری معها؟ ولو لم نستخدم آلة الإشاريّة الخارجيّة، فهل تفتقد الکلمة دَلالتها مطلقاً؟ علی أنّه لابأس باستعمال لفظة «الرّجل» مثلاً مکان لفظة «هذا» ولايلزم محذور منه.
سادساً: والحقّ أنّ عدم ضروريّة المسئلة ضروريٌّ، وإلّا لَما وقع فيها من الإختلاف ما وقع؛ ولو کان الأمر وجدانيّا حقاً، لإتّفق أهلُ النظر، بل الناس کلّهم فيه، ولکنّه ليس کذلک.