موضوع: في
أسماءالإشارة
«
مَا
تَرَكَ الْحَقَّ عَزِيزٌ إِلَّا ذَلَّ وَ لَا أَخَذَ بِهِ ذَلِيلٌ إِلَّا عَزَّ»
[1] الثّالث: قول المحقّق
الإصفهاني: وهو أنّ الموضوع له هو الإشارة الموجودة خارجاً، كما أنّ لفظة «الرّجل»
موضوعة لمعنیً موجود في الخارج، فلابدّ من تحقّق الإشارة باستخدام اداة من أدوات
الإشارة، كالإصبع و نحوه، حتی يجوز أويصلح استعمال لفظة «هذا» مثلاً فيها.
هذا ما يظهر منه(قدّ) وبعضِ من تبعه کالمحقّق الخويي(قدّ سرّهما) وبعض من وافقه
کالميرزا الرّشتي. (تنظر أيضاً: بدايع الأفکار للمحقق الرشتي:44)
قال في نهاية الدّراية، بعد نقد
قول المحقّق الخراساني: «
بل التحقيق أنّ أسماء الإشارة و
الضمائر موضوعه لنفس المعنى عند تعلّق الإشارة به خارجاً أو ذهناً بنحو من الأنحاء
فقولك [هذا] لا يصدق على [زيد] مثلاً إلاّ إذا صار مشاراً إليه باليد أو بالعين
مثلا فالفرق بين مفهوم لفظ المشار إليه و لفظ هذا هو الفرق بين العنوان و الحقيقة
نظير الفرق بين لفظ الرّبط و النسبة، و لفظ [من وفى] و غيرهما، و حينئذ فعموم
الموضوع له لا وجه له بل الوضع حينئذ عام و الموضوع له خاص كما عرفت في الحروف».
[2]وقال في المحاضرات، بعد نقل قول
المحقّق الخراساني(قدّ):
«
و
التحقيق انا لو سلمنا اتحاد المعنى الحرفي و الاسمي ذاتاً و حقيقة، و اختلافهما
باللحاظ الآلي و الاستقلالي لم نسلم ما أفاده - قده - في المقام، و الوجه فيه هو
ان لحاظ المعنى في مرحلة الاستعمال مما لا بد منه و لا مناص عنه، ضرورة ان
الاستعمال فعل اختياري للمستعمل فيتوقف صدوره على تصور اللفظ و المعنى، و عليه
فللواضع ان يجعل العلقة الوضعيّة في الحروف بما إذا لو حظ المعنى في مقام
الاستعمال آلياً، و في الأسماء بما إذا لو حظ المعنى استقلالا، و لا يلزم على
الواضع ان يجعل لحاظ المعنى آلياً كان أو استقلالياً قيداً للموضوع له، بل هذا لغو
و عبث بعد ضرورة وجوده، و انه في مقام الاستعمال مما لا بد منه و هذا بخلاف أسماء
الإشارة و الضمائر و نحوهما، فان الإشارة إلى المعنى ليست مما لا بد منه في مرحلة
الاستعمال، بيان ذلك انه ان أريد بالإشارة استعمال...».
[3] وأضاف قائلاً: «
فالصحيح في المقام ان يقال: ان أسماء الإشارة، و الضمائر و
نحوهما وضعت للدلالة على قصد تفهيم معانيها خارجاً، عند الإشارة و التخاطب لا
مطلقاً، فلا يمكن إبراز تفهيم تلك المعاني بدون الاقتران بالإشارة و التخاطب، فكل
متكلم تعهد في نفسه بأنه متى ما قصد تفهيم معانيها أن يتكلم بها مقترنة بهذين
الأمرين، فكلمة (هذا) أو (ذاك) لا تدل على معناها و هو المفرد المذكر إلا بمعونة
الإشارة الخارجية، كالإشارة باليد كما هي الغالب أو بالرأس أو بالعين، و ضمير
الخطاب لا يبرز معناه إلا مقترناً بالخطاب الخارجي. و من هنا لا يفهم شيء من كلمة
هذا - مثلا - عند إطلاقها مجردة عن اية إشارة خارجية، و على ذلك جرت سيرة أهل
المحاورة في مقام التفهيم و التفهم، و صريح الوجدان و مراجعة سائر اللغات أقوى
شاهد على ما ذكرناه.ثم لا يخفى: أنّ مثل
كلمة " هذا " أو " هو " إنما وضعت لواقع المفرد المذكر، أعني
به: كلّ مفهوم كلي أو جزئيّ لا يكون مؤنّثاً، لا لمفهومه، وإلا فلازمه أن يكون لفظ
" هذا " مرادفاً مع مفهوم المفرد المذكر، مع أنّه خلاف الضرورة
والوجدان، وعلى ذلك فيكون الوضع عامّاً والموضوع له خاصّاً، وقس عليهما غيرهما من
أسماء الإشارة والضمائر».
[4]
[2] نهاية الدراية، محمد حسين غروي، ج1، ص36.