درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/01/19

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: نظريّة الخطابات القانونية ـ مقترحاتنا في تحسين تقرير النّظريّة وتنسيقها في قوالبها القشيبة / 24
البحث عن مکوّنات الخطاب الخمسة وخصائلِه وخصائصِه:
البحث عن مکوّنات الخطاب الخمسة يشتمل علی عمدة مايَبحث عنها أصحاب الأصول تحت عنوان «المبادئ الأحکاميّة»، وهي تعدّ کمبادئ تصديقيّة لنظريّة الخطاب الشرعيّ من جهة، وکمقوّمات لماهيّة الحکم الشّرعي و هويّته من جهة أخری؛ فلهذا کان ينبغي أن نبحث عن کلّ منها تفصيلاً، ولکن لايسعنا المجال للبحث عنها کذالک، فنجتزّ بدراستها إجمالاّ ونحوّل التفصيل علی عاتق الفرصة الموسّعة، بأذن الله وتوفيقه وهو الموفِّق الهادي، وهي کالآتي:
الأوّل: البحث عن خصائل مصدر الخطاب وخصائصه، ونسمّيه المبدأ المصدريّ:
يجدر هيهنا البحث عن التّوحيد وأبعاده ومراتبه، ناظراً إلی دورِ کل منها في الشّؤون الأربعة للخطاب والحکم بالتفصيل، ولکن نکتفي بذکر بعض الوجوه والجهات نموذجاً.
1. فمنها أنّ مبدأ التّشريع واحد؛ فلايمکن أن تکون في زمن واحد شرايعٌ متعدّدة، کما أنّه لايجوز أن تصدر عن ساحته التشريعيّة أحکام متعارضة؛ وتدلّ عليه بعض الآيات، نحو «إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ »[1] و« أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فيهِ اخْتِلافاً كَثيراً»[2]
2. ومنها أنّ مبدأ التّشريعات الدّينيّة، حيٌّ، مدرِک، غنيّ، عليم، قادر، سميع، بصير، مريد، أزلي و أبدي؛ وأيضاً هو (عزّ إسمه) حکيم، عدل،  متکلّم، صادق، و يمتلک من هذه الصفات أعلی مراتبِها؛ وبما أنّ المبدأ محيطٌ علی الإنسان والظروف المختلفة واللأحوال الطّارئة کلّها، فهو بريئ سبحانه في تشريعه عن الخطأ واللغو والظّلم ومنع الفيض والفشل والتردّد و ... مطلقاً، فتکون تشريعاته کاملة وجامعة، معقولة ومفهومة، منسجمة ومتلائمة، ناجحة وخالدة .
3. ومنها أنّ کلّاً من أسمائه و صفاته تعالی، يمتلک معنی محصَّلاً (رغم ما تفوّه به أصحاب المدرسة التحصّلية التّجريبيّة)، هذا أوّلاً، وأيضاً يمکن التّعرّف علی معانيها (رغم قول المعطّلة والسّلبيّة) ثانياً؛ وإلّا فيکون البحث عنه(تعالی شأنه) و أفعالِه ومنها التّشريع لغواً جزافاً، بل يکون التّعرّف علی مشيّته التشريعيّة، مستحيلاً من أساس.


[1] سوره يوسف، آيه40.
[2] سوره نساء، آيه82.