الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

36/07/04

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الأصول \تعلق الأمر

وقبل الخوض في تفاصيل ذلك لا بد من البحث في نوع الأعراض لما له من دخالة في بحث التزاحم والتعارض والإستلزامات العقلية فنقول: ذكر الحكماء والمناطقة بأن الأعراض على أقسام :
القسم الأول الأعراض الذهنية : وهي التي تعرض للمعروض في الذهن إذ لا يعقل للعرض الذهني أن يتعلق بوجود خارجي ومثَّل لذلك بالمعقولات الثانوية التي ترد على الأشياء بعد تعقلها
 1- كما نتعقل الحيوان والإنسان وغيرهما ثم نعقل بعد ذلك شيء آخر فنقول الحيوان جنس الإنسان نوع فالمعروض هنا في الذهن وظرف العروض في الذهن وظرف الإتصاف في الذهن
2 – الأعراض الخارجية : وهي ما يعرض الأشياء في الخارج بمعنى أن للعرض وجودا خارجيا حقيقيا وظرف الإتصاف في الخارج فالحرارة تعرض النار في الخارج وتوصف النار بها في الخارج
3 – الأعراض المتوسطة : وهي التي إختلف فيها المناطقة مع الحكماء ومثلوا لها بالإستلزامات كإستلزام العلة للمعلول وإستلزام وجود النقيض لعدم الآخر الى ما هنالك , فقد ذهب الحكماء الى ان هذا النوع يتصف به الخارج ولكن لا وجود له خارجا فالإنسان الخارجي مثلا يتصف بأنه ممكن الوجود بينما لا وجود للإمكان وهذا غاير مع ما سبق فهناك الحرارة اللازمة للنار موجودة خارجا
 وأما الإمكان فلا وجود له في الخارج وإن إتصف به بل يلزم المحال وعللوا ذلك بأن وجود الممكن ممكن والإمكان موجود وهو ممكن فيتسلسل والتسلسل باطل وبناء عليه قال الحكماء إن هذا العرض " الإنسان ممكن " يوجد ويعرض في الذهن لا في الخارج فيصبح معقولا ثانويا بخلاف ما ذكره المناطقة وعلى رأسهم السبزواري المنظومة صفحة 39 وما ذكر لا يمكن تعقله أي أن يفارق العرض المعروض بأن يكون أحدهما في الخارج والآخر في الذهن وكذلك الإستلزامات فإنها وإن لم توجد في الخارج لكنها قضايا واقعية وصادقة وليست محض إعتبارية ولا تتبع العقل في وجودها وإنما العقل يدرك ذلك وبعبارة أوضح ليس للإستلزام واقع خارجي مادي ولكن , الخارج له هو نفسه واقعيته , أي ان لوح الواقع أوسع من لوح الوجود الخارجي فخارجية كل شيء بحسبه وواقعية الإستلزام هي خارجيته وأيضا إن دعوى ان الإمكان والإستلزام من المعقولات الثانوية الذهنية التي لا واقع لها وارء الإعتبار من المحالات إذ يوجد فارق بين قولنا النقيضان لا يجتمعان وبين قولنا من له مليار عين يرى كل شيء فإن الثانية إعتبارية محضة ولو صدقت والمراد القول ان الإستلزام ليس إعتباريا محضا وأن تصور الإنسان له إدراك لا خلق ولذا قيل في العدم أنه امر واقعي وإن لم يكن له وجود خارجي لأن خارجيته في واقعيته وهي ما عرف بنظرية العقول العشرة والن الإستلزامات موجودة في واقع من هذه العقول