الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

36/05/05

بسم الله الرحمن الرحیم

الجلسة 173
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث الاصول- السيد علي مكي- 05 /05/1436- يوم الاربعاء
الموضوع: الأصول \الضدد\الضدد الخاص
         الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. 
واما ما قيل من الإستلازام أي ان العقل إذا إطلع على وجوب شيء أدرك بالملازمة حرمة الترك , وفيه أن الإستلزام المذكور إن أريد منه عالم التشريع والجعل بمعنى التولد القهري فهو واضح البطلان لأن الجعل امرإختياري مرتبط بمبادئ وإن أريد من الإستلزام الحرمة الغيرية لترك الصلاة مثلا من أجل تنفيذ الوجوب فقد عرفت مرارا أن لا محركية لها ولا ثواب ولا عقاب , وإن أريد من الإستلزام ان التشريع الأول مثل أقيموا الصلاة يخلق في نفس المولى داعيا جديدا لحرمة النقيض اي الترك وفيه أن الداعي للتحريم هل هو نفسي أو هو غيري فإن كان نفسيا فقد عرفت أن النفسي له ملاك مستقل ولا يرتبط بأحد ولا يتخلق من أحد والتصور لا يغير الواقع وإن قُصد من الداعي الحرمة الغيرية فالكلام عين الكلام لا ثواب لا عقاب لا محركية لذاته هذا كله في مقام الكلام ولوح الإثبات أما في عالم الملاك والحب والإرادة فقد يدعى هذا الإستلزام بوجوه :
1 – أن يدعى ان لا شيء في الخارج إلا البغض فمعنى أقيموا الصلاة أنه يحرم تركها وهو من البطلان بوضوح تام إذ من ينكر وجود المصالح في حركة الحياة . وهو إفتراض للعينية أيضا وتوحيد المصالح والمفاسد
2 – أن يقال بوحدة الدافع فإن نسبناه الى ما يلائم المولى كان حبا وإرادة ووجوبا وإن نسبناه الى عدم الملائمة كان بغضا وزجرا ونهيا . وهذا بالتدقيق يعني العينية وهو واضح البطلان إذ البغض شيء والحب شيء آخر وإن أمكن إجتماعهما لكنه ليس ضروريا مضافا الى عبارة الدافع فإنها تنسجم مع الوجوب إذ النهي زجر وإمساك وردع
3 – أن نلتزم بوجود دافعين دافع للحب والبعث ودافع للبغض والزجر ولكنهما بملاك واحد فالإنسان العطشان يرى في شرب الماء مصلحة وإذا تصور هذه المصلحة يتولد عنده بغض لتركها فالبغض كالحب جزء من الملاك الفعلي للمولى وكلاهما يحرك المولى لقوله إشرب وهذا يتناسب مع دعوى التضمن وهو كما ترى أيضا فإن ترك المصلحة لا يلازم المفسدة كما مثلنا بل ربما غالب الفقه الإمامي على ذلك
4 – أن يدعى وجود طولية بين الحب والإرادة للشيء الذي يوجد أولا وبين البغض والزجر نتيجة تصوره لفوات ما يلائمه وهذا التفسير يتلاءم مع الإستلزام وهو أكثر وجدانية ولا يرد عليه ما قاله السيد الخوئي من أنها ولادة غيرية لا تثمر لأن البغض المتولد هو نفسي وهذا وإن كان أكثر معقولية لكنه ليس دائميا كما هو الحال في الكثير من موارد التكوين في الحياة فربما يوجب الألم وربما لا يوجب ولذا لا يقبل الإستلزام إلا على نحو الموجبة الجزئية المجملة وتحديدها بيد المولى كما قيل في السابق .
والحمد لله رب العالمين .