الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

36/03/07

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الأصول \ تأسيس الأصل اللفظي
ذكر شيخنا الفقيه بأن الثواب لا يترتب على الموافقة او عدمها بل على صدق عنوان الطاعة والطاعة هي الإتيان بما يحبه المولى ولو كان غيريا ولذا يثاب واما العقاب فإنه ملازم للمعصية ولا تتحقق بالنسبة للواجب الغيري وما ذكره قدس سره يلزم منه صدق المعصية الغيرية فهما من واد واحد والتحقيق: أن الإنسان أمام الإلتزام للآخر قد يحدث لك إنفعال من سرور ورغبة لشيء ما وكذلك على مستوى ما يريد أن يطاع ثوابا وعقابا وبناء عليه فإن الإنفعال والمسرة ليست للواجب الغيري ولا لأي مقدمة بالإنفعال للنفس كالحج ولذا لو كان في مكة وترك المقدمات لما إنفعل.
           أما ما ورد من الثواب فيمكن أن يجاب عليها بأنها ثواب على النفسي لأنه يوجد فارق بين حج في يسر وحج في مشقة فالثواب على عنوان المشقة في الحج فالمقدمات تسببت بعنوان المشقة الذي أثيب عليه إذ أفضل الأعمال أحمزها ولذا لو قطع المقدمات كلا ولم يحج فلا ثواب له اما على مستوى الطاعة فالعقل يدرك لزوم تناسب الثواب مع الجهد مرتبط بعدالة المولى فبمقدار مضاعفة الجهد يتضاعف الثواب فالثواب إذا على العنوان المتخلق من الغيري لا على الغيري بنفسه ويتم عند ذلك ما قاله المشهور من أنه لا ثواب ولا عقاب على الواجب الغيري بنفسه .
وقد إعترض السيد الخوئي بناء على مبناه بان الواجب الغيري يتعلق بالمقدمة الموصلة وحاصله أن المقدمة الموصلة بنفسها ملاك لثواب مستقل فكأنه غدا لها حسن ذاتي وبنى على ذلك إستحقاق المكلف لثوابين ويمكن أن يؤيد ما ذكره السيد الخوئي بأمرين  التمسك بالوجدان إذ نرى أن كثرة المقدمات توجب كثرة الثواب وتكون الروايات على طبق القاعدة .
واما الثاني : أن يقال أنه يوجد ملاك للثواب هو طاعة المولى ويوجد ملاك ما وراء ذلك وهو تعظيم المولى ولا شك أن تعظيم المولى مناط للثواب .