الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

35/05/09

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الصحيح والأعم في المعاملات\ المشتق\اسم الزمان
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.        
ورد الشهيد الصدر رحمه الله مفرقا بين الوجود العرضي الدفعي كلوح الخشب وبين الوجود التدريجي كالزماني ومنه المقتل" مقتل الإمام الحسين عليه السلام"  قائلا: أن الجود الجزئي في الزمان يبرر عرفا اتصاف العامود الزماني بالصفة لأنه تدريجي متواصل وأن المناط هو النظر العرفي لا الفلسفي والعرف طالما قطّع الزمان الى أيام والى شهور بل والى سنوات وبناء عليه يرون لما بعد الزمان الآني إتصالا ووحدة وهذا يكفي في صدق القتل ولو انقضى المبدأ الزمان وما ذكره قدس سره وعلى وجاهته نسبيا لكنه عديم الفائدة, اذ ما ذكر لا ينطبق الا على ما لا يتعدى الدقائق بل الثواني والتعبيرات العرفية أدوات لغوية لا يراد منها الدقة ولذا لا يمتثل من خوطب بالتسبيح في زمن قتل الحسين بعد يوم او بعد شهراذ لا بد للزمان من زمان ولا يتعدد . 
النقطة الرابعة:  تردد في بحث المشتق الفاظ من قبيل حال التلبس وحال الإنقضاء وحال الإستقبال مما اوهم ان الزمان داخل في معنى المشتق , مع انه من نوافل علم اللغة ان لا دلالة للمشتقات سوى الفعل على الزمان ومن هنا تصدى العلماء لبيان المراد من حال التلبس ومما ذكر :
‌أ.أن المراد به هو الذات المتلبسة بصفة دون اي قيد للزمان فقولنا عالم اي ذات لها العلم لا حين النطق ولا حال الحدوث فقد أخذ المشتق على النحو اللابشرط من أي شيء .
‌ب.أن يقال بأن المشتق موضوع للذات المتلبسة بالمبدأ مقترنا مع النطق دون ان يكون الزمان قيدا فالمأخوذ هو واقع النطق لا زمان النطق وإنما يفهم الزمان من باب اللابدية للزمانيات من الوقوع في زمن اذ لا بد للفعل من زمان لكنه ليس موضوعا له
‌ج.أن يقال بأن المشتق وضع لذات متلبسة بالمبدأ كالعلم حال الجري وحال وقوع الحكم عليه لا حال النطق وتظهر الثمرة بين هذه الأقوال ففي قولنا زيد عالم الذي نفهم منه الفعلية يكون على الوجه الثاني ناشيء من الدلالة الوضعية دونه على الوجه الثالث وإنما يفهم من الإنصراف وأما على الإحتمال الأول فالإستفادة من دال آخر ولو من الإنصراف مع عدم وجود أي قرينة .
والصحيح: الموافق لنظام اللغة والعرف هو الإحتمال الأول فكلمة عالم لا تدل الا على ذات لها العلم ويؤيد ما ذكرنا:
·اولا: انا لا نتحسس المجاز في قولنا زيد ضارب امس اذ لا تلبس في زمن النطق مع انه لا إشكال عند اهل اللغة انه استعمال حقيقي.
·ثانيا: أن أخذ قيد النطق في مفهوم عالم اذا أريد منه المفهوم فهو غير قابل للإنطباق وإن أخذ واقع النطق لزم ان لا يكون لكلمة عالم معنى الا حين النطق وهذا مخالف للبديهة وأيضا فإن دعوى وضع عالم لزمن التلبس مخالف للتبادر وللفهم العرفي العام اذ لو أريد من عالم وقت التلبس والحكم عليه فهذا يستلزم أن لا يكون لعالم معنى مستقل الا في جملة وايضا فإن قولنا زيد عالم عبارة عن هوهو فلو كان حال الجري جزء من المعنى لزم خروج المعنى بعد الإستعمال ومن هنا يتضح بأن المشتق لم يوضع للصفة لا حال النطق ولا حال الجري بل وضع للذات المتصفة بهذه الصفة وإنما نفهم الفعلية بالإنصراف مع عدم القرينة