الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

35/05/01

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الاشتراك اللفظي في اللغة\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.        
وأما الصيغة الثانية للتعهد وهي عند إرادة تفهيم معنى ما ان يأتي بلفظ ما فقد يقال لا مخذور في البين لوجود شرطيتين اثنتين وكل شرط مغاير للآخر كما في مثال المولى فيصور التعهد إذا أردت المعنى الرفيع فسآتي بلفظ المولى  اذا اردت المعنى الداني فسآتي بلفظ المولى فإن المتكلم اذا اطلق لفظ ما ولم يعلم ما قصد فلا يحضر المعنيان معا وانما الإشكال يقع في الترادف لإتحاد لاشرط وهو الحيوان المفترس مثلا في لفظ أسد وسبع وغضنفر اذ يلزم الإتيان بسائر الألفاظ.
 وحاول الشهيد الصدر ان يدفع الإشكالية بدعوى الإلتزام بتقييد التعهد    ليصبح التعهد كما يلي : اذا أردتُ افهام معنى الحيوان المفترس آتيكم بلفظ أسد اذا لم آتي بلفظ سبع . وما ذكره الشهيد وإن صح في فن التخريج ولكن الوضع أبسط من ذلك اذ هي عملية عقلائية قد يمارسها الأطفال بل لا وجدان لما ذكر سيما ما ذكرناه من الوضع المجموعي للبشرية وهذا من مؤشرات بطلان مذهب التعهد في الوضع وأنه مذهب في الإستعمال والإفهام .
النقطة الثالثة: استعمال المشترك في معانيه : والمقصود ههنا أن يستعمل في معانية استقلالا دون أخذ قاسم مشترك كما في المولى مثلا لذي يطلق على السيد والعبد والأخ والصديق والحبيب والوفي الخ فلو جمعنا عنوان الكريم وأطلقنا لفظ المولى عليه فهو استعمال في معنى واحد وما نبحث عنه هنا استعماله وافناؤه في كل معنى على حدة مع تغاير المعاني فقد ادعى جماعة من الاصوليين انه محال وذلك ببيانات عدة :
1.ما ذكره الميرزا النائني رحمه الله بأن الإستعمال كالحكم في توقفه على تصور المعنى وتصور اللفظ وتصور المعنى مرتبط بتصور اللفظ فلو استعمل اللفظ في أكثر من معنى استلزم لحاظ معنيين كإصدار حكم واحد في اتجاهين دون قاسم مشترك مع ان النفس التي يقع فيها التصور بسيطة فلا يعقل اجتماع لحاظين فيها وإن امكن من خلال ضمائم كالتفاحة التي تدرك النفس الملاسة من جهة القشرة والحلاوة من جهة الذوق والجمال من خلال العين وهكذا وما قاله الميرزا يرد عليه ان ما ذكره من بساطة النفس وان صح بمعنى عدم التركيب لأنها ملحقة بالمعاني النورانية الروحانية وبساطة ذلك قول ولكن ذلك لا يعني عدم تصور متعدد كما يرى المرْ جماعة بعينيه ويرسلها الى النفس هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن المركب الإعتباري هو لخاظ جميعي قبل اللحاظ المجموعي فكما أمكن ذلك يمكن في اللفظ بلحاظ المعنى هذا على مستوى النقض واما الحل فهو بإبطال دعوى بساطة النفس في التصور فإنها مقبولة من حيث عدم التركيب كالجسد لا بمعنى انها لا تملك لحاظا لأكثر من معنى في آن واحد كما يقال في بساطة الملك وهذا خاضع لقوة التجرد .
2.ما ذكره الأصفهاني ويتضح من خلال مقدمتين :
الأولى : إننا عندما نتلفظ بلفظة ما فإنا نوجدها حقيقة ماهية ووجودا وهو في ىن واحد وجود تنزيلي للمعنى والوجود التنزيلي كما أفاد هو عين الوجود الحقيقي للفظ فهناك هوهوية وإذا تعدد أحدهما استلزم تعدد الأخر لا محالة مع ان اللفظ واحد فما يلزم منه المحال محال .