91/10/11
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: دوران الامر بین النسخ والتخصیص/حقیقة البداء /اقسام البداء
«دوران الامر بین النسخ و التخصیص»
حقیقة البداء
قلنا :فی تبیین معنی البداء ان القضاء الالهی بمعنی تعین الاشیاءفی علم الله من الازل، علی ثلاثة اقسام:
الاول: قضاء الله تعالی الذی لم یطلع علیه احداً من خلقه حتی نبینا(ص) و هو العلم المخزون الذی استاثره لنفسه المعبر عنه باللوح المحفوظ و البداء فی هذا القسم محال لانه عالم بجمیع الاشیاء و جمیع اطوارها و انوارها واحوالها من الازل و لا یعزب عن علمه مثقال ذرة لا فی الارض و لا فی السماء فلامعنی ان یظهر له شئ لم یکن ظاهراً قبلاً ولا یطلع علیه احداً فلا یظهر فی هذاالقسم البداء بل ینشأ منه البداء.
الثانی: القضاء الذی اخبر نبیه(ص) و ملائکته بانه سوف یقع بنحو الحتم و هذا القسم ایضاً لا یقع فیه البداء بل یقع ما اخبر الله تعالی بوقوعه.
الثالث: قضاء الله الذی اخبر نبیه و ملائکته بوقوعه فی الخارج لا بنحو الحتم بل معلقاً علی عدم تعلق مشیة الله خلافه طبق المصالح و هذا القسم یقع البداء فیه فی عالم المحو و الاثبات بدلیل قوله تعالی﴿: یمحوا الله ما یشاء و یثبت و عنده ام الکتاب﴾[1]
و تدل علیه عدة روایات:
• منها :ما فی تفسیر علی بن ابراهیم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ( ع):: قَالَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ نَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ وَ الْكَتَبَةُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا- فَيَكْتُبُونَ مَا يَكُونُ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- فِي تِلْكَ السَّنَةِ- فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُقَدِّمَ أَوْ يُؤَخِّرَ- أَوْ يَنْقُصَ شَيْئاً أَوْ يَزِيدَهُ- أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يَمْحُوَ مَا يَشَاءُ- ثُمَ أَثْبَتَ الَّذِي أَرَادَ، قُلْتُ وَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ مُثْبَتٌ فِي كِتَابِهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَأَيُّ شَيْءٍ يَكُونُ بَعْدَهُ- قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ- ثُمَّ يُحْدِثُ اللَّهُ أَيْضاً مَا يَشَاءُ تَبَارَكَ اللَّهُ وَ تَعَالَى»[2]
• و منها: ما فی تفسیره ایضاً «فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» أي يقدر الله كل أمر من الحق و من الباطل- و ما يكون في تلك السنة و له فيه البداء و المشية- يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء من الآجال و الأرزاق- و البلايا و الأعراض و الأمراض و يزيد فيها ما يشاء و ينقص ما يشاء[3]
• و منها: ما فی الاحتجاج عن امیر المومنین انه قال(ع): وَ لَوْ لَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ هِيَ هَذِهِ الْآيَةُ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ.[4]
• و منها :ما عن، تفسير العياشي عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُقَدِّمُ مَا يَشَاءُ وَ يُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ وَ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ مَا يَشَاءُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ وَ قَالَ فَكُلُّ أَمْرٍ يُرِيدُهُ اللَّهُ فَهُوَ فِي عِلْمِهِ قَبْلَ أَنْ يَصْنَعَهُ لَيْسَ شَيْءٌ يَبْدُو لَهُ إِلَّا وَ قَدْ كَانَ فِي عِلْمِهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَبْدُو لَهُ مِنْ جَهْلٍ.[5]
• و منها: ما رواه عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله (ع): سئل عن قول الله: ﴿يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ﴾[6] قال: إن ذلك الكتاب- كتاب يمحو الله فيه ما يشاء و يثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، و ذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أم الكتاب- لم يغن الدعاء فيه شيئا»[7]