درس خارج اصول مرحوم استاد محمدعلی خزائلی

91/10/06

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: دوران الامر بین النسخ والتخصیص/حقیقة النسخ /قال المحقق السید الخوئی

 

«دوران الامر بین النسخ و التخصیص»

حقیقة النسخ

 

المعروف بین المسلمین هو امکان النسخ و المراد منه انتهاء الحکم بانتهاء امده و مدته یعنی ان المصلحة المقتضیة لجعله تنتهی فی ذلک الزمان فلا مصلحة له بعد ذلک فالحکم المجعول علی طبق المصلحة بحسب مقام الثبوت مقیداً بذلک الزمان الخاص المعلوم عند الله تعالی المجهول عند الناس.

 

و لیس المراد منه رفع الحکم الثابت فی الواقع و نفس الامر بنحو البداء فی التشریعیات و کشف الخلاف الذی تصوره الیهود والنصاری وادعوا استحالته علی الله جتی یکون مستحیلاً علی الحکیم تعالی العالم بالواقعیات بل النسخ و ان کان بحسب مقام الاثبات و لسان الدلیل، رفع الحکم الثابت و لکن بحسب مقام الثبوت هو دفع الحکم بانتهاء مقتضاه الذی هو المصلحة او المفسدة و لا شبهة فی ان خصوصیات الافعال باعتبار الزمان و المکان دخیلة فی الاحکام و ملاکاتها و انها تختلف باختلافها و دخیلة فی استمرار الاحکام و عدمه و لا مانع من ان یکون الفعل مشتملاً علی مصلحة فی مدة معینة و فی برهة من الزمان و لا یکون مشتملاً علی المصلحة بعد انتهاء تلک المدة و الحکم من الله تعالی محدود بمدة تلک المصلحة لتبعیة الاحکام للمصالح و المفاسد فی متعلقاتها او فی نفس الاوامر و النواهی.

قال المحقق السید الخویی(ره):

«فالنسخ فی مقام الثبوت و الواقع، انتها الحکم بانتهاء امده و فی مقام الاثبات دفع الحکم الثابت بواسطة اطلاق الدلیل من حیث الزمان و لا یلزم منه خلاف الحکمة و لا کشف الخلاف المستحیل فی حقه تعالی»[1]

هذا تمام الکلام فی النسخ

حقیقة البداء

قال صاحب الکفایة(ره):

 

و أما البداء في التكوينيات بغير ذاك المعنی[ای المعنی المستحیل فی حقه تبارک و تعالی المستلزم لتغییر ارادته] فهو مما دل عليه الروايات المتواترات كما لا يخفى و مجمله: أن الله تبارك و تعالى إذا تعلقت مشيته تعالى بإظهار ثبوت ما يمحوه لحكمة داعية إلى إظهاره ألهم أو أوحى إلى نبيه أو وليه أن يخبر به[ثبوت ما یمحوه] مع علمه بأنه يمحوه أو مع عدم علمه به لما أشير إليه مع عدم الإحاطة بتمام ما جرى في علمه و إنما يخبر به[ای ان الله یخبر بثبوت الحکم مع علم النبی او الولی بان الله یمحوه او مع عدم علم النبی او الولی بان الله یمحوه] لأنه[تعلیل لقوله و انما یخبر به] حال الوحي أو الإلهام لارتقاء نفسه الزكية و اتصاله بعالم لوح المحو و الإثبات اطلع على ثبوته و لم يطلع على كونه معلقا على [أمر] غير واقع أو عدم الموانع قال الله تبارك و تعالى:﴿يمحو الله ما يشاء و يثبت﴾ الآية

نعم من شملته العناية الإلهية و اتصلت نفسه الزكية بعالم اللوح المحفوظ الذي [هو] من أعظم العوالم الربوبية و هو أم الكتاب يكشف عنده الواقعيات على ما هي عليها كما ربما يتفق لخاتم الأنبياء و لبعض الأوصياء[ای الائمة اثنی عشر] كان عارفا بالكائنات كما كانت و تكون.[2]

 


[1] مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري)، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج2، ص551.
[2] كفاية الأصول - ت الزارعي السبزواري، الآخوند الخراساني، ج2، ص196.