درس خارج اصول مرحوم استاد محمدعلی خزائلی

91/07/08

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: الخطابات الشفاهیة/رای السید المحقق البروجردی /الخطابات الصادرة عن المُصَنِّفین

رای السید المحقق البروجردی خلافاً للمحقق الخراسانی(ره) ما مخلصه:

[ان الخطاب لیس من المفاهیم الاعتباریة الانشائیة بل هو خطاب حقیقی بمعنی توجیه] التكليف إلى المعدوم مشروطا بوجوده، بل بمعنى تعلق التكليف بنفس العنوان الكلي، بنحو القضية الحقيقية، بحيث كلما وجد فرد من الموضوع يصير موردا للحكم،

ثم قال(ره):

و مما ذكرنا ظهر فساد ما في الكفاية من كون الخطاب من الأمور الإيقاعية التي تستعمل فيها الألفاظ بداعي الإنشاء.... فيقع الكلام في أنها تشمل المعدومين حال الخطاب أم لا؟

و مخلص الكلام :

في المقام أنه إن أريد بشمولها للمعدوم شمولها له حال كونه معدوما فهذا أمر مستحيل، [لانها] صادرة بقصد الإفهام، و لا يعقل إفهام المعدوم في ظرف عدمه، و إن أريد بشمولها له شمولها لكل من صدق عليه عنوان الموضوع بعد ما وجد و صار من مصاديقه، و إن لم يكن موجودا حال التكلم و المخاطبة، ... فمثل هذا الخطاب لا مانع من شموله للمعدومين حال الخطاب، بنحو يصير كل فرد منهم بعد ما وجد و صار من مصاديق الموضوع مشمولا للخطاب.

و الخطابات القرآنية من هذا القبيل، فإنها صدرت عن اللّه تعالى بداعي الإفهام و الإعلام، و نزلت على قلب النبي صلى اللَّه عليه و آله بوسيلة جبرائيل، و ألقاها النبي صلى اللَّه عليه و آله إلى الناس بما أنها كلمات اللّه تعالى، ثم إنها بقيت بوسيلة النقل و الكتابة معا، حتى وصلت إلى جميع الناس طبقة بعد طبقة، فيكون الجميع مخاطبين بها كل في زمان وجوده،

فقوله تعالى مثلا: ﴿يا أيّها الّذين آمنوا﴾ كلام ألقي من اللّه تعالى إلى الذين آمنوا، بداعي إفهام ما تضمنه من الحكم الشرعي، و المعدوم حال عدمه ليس مصداقا للمؤمن، فلا يشمله الخطاب، و لكنه بعد ما وجد و صار مؤمنا يصير من مصاديق ما جعل موضوعا، فيصير ممن أريد إفهامه و إعلامه بنفس هذا الخطاب الواصل إليه بسبب النقل و الوجود الكتبي، فجميع المؤمنين مخاطبون بنفس هذا الخطاب من قبل اللّه تعالى، لا من قبل النبي صلى اللَّه عليه و آله،

فإنه أيضا من الوسائط و نسبته تعالى إلى جميع الموجودات في جميع الأعصار على السواء، فكل منهم في ظرف وجوده حاضر لديه و هو تعالى، محيط بالجميع إحاطة قيّوميّة و علمية... و قد أراد بكلامه خطاب الجميع، بحيث يتلقى كل منهم في ظرف وجوده كلامه «تعالى»، و يفهم مراده و يعمل بمضمونه.

...و من هذا القبيل أيضا الخطابات الصادرة عن المصنفين في مؤلفاتهم مثل قولهم: «اعلم» أو «تدبر» أو نحوهما، فإنها لما كانت تبقى ببقاء الكتابة كانت خطابات حقيقية أريد بها إفهام كل من راجع الكتاب، فافهم و تدبر. [1]

 


[1] نهایة الاصول ص351 الی 354.