درس خارج اصول مرحوم استاد محمدعلی خزائلی

91/07/04

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: الخطابات الشفاهیة/کلام الامام الخمینی(ره) /الخطابات الشفاهیة

 

«الخطابات الشفاهیۀ»

قال السید الامام الخمینی(ره):

«لو تأملت فی ان خطابات الله و کلامه لم تکن مسوقة لاحد من الامة و ان الوحی کان بتوسط امینه بنحو الحکایة لرسول الله تعرف عدم خطاب لفظی من الله... لا الی عباده بل تلک الخطابات القرآنیة کسائر الاحکام التی بالفاظ الخطاب و تکون اشبه بالخطابات الکتابیة مثل قول القائل «فاعلموا اخوانی» بما ان تلک الخطابات المحکیة باقیة الی زماننا و نسبة الاولین و الآخرین الیها سواء

فلا محالة يكون اختصاصها إليهم بلا وجه، بل اختصاصها إليهم ثم تعمها إلى غيرهم لغو، إذ لا وجه لهذا الجعل الثانوي من قوله مثلا -ان حكمي على الآخرين حكمي على الأولين- بعد إمكان الشمول للجميع على نسق واحد.... و الخطاب الكتبي إلى كل من يراه امراً متعارفاً كما هو المعمول من أصحاب التأليف من الخطابات الكثيرة، فظهر ان خطابات القرآن كغيرها في انها ليست خطابات حقيقية.

و اما التخلص عن هذا الإشكال بالتمسك بالقضية الحقيقية، فضعيف جداً لأن الحكم في القضية الحقيقية على عنوان للافراد قابل للصدق على كل مصداق موجود فعلا أو ما يوجد في القابل، و مثل ذلك لا يتصور في الخطاب، إذ لا يمكن ان يتعلق الخطاب بعنوان أو افراد له و لو لم تكن حاضرة في مجلس التخاطب و الخطاب نحو توجه تكويني نحو المخاطب لغرض التفهيم و مثل ذلك يتوقف على حاضر ملتفت، ...

و (بالجملة) ما سلكناه من التمسك بالقضية الحقيقية، في غير الخطابات لا يجري فيها، إذ الخطاب الحقيقي يستلزم وجوداً للمخاطب، و وجودا واقعيا للمخاطب... و (لو اشتهى) أحد إصلاح هذا القسم من هذا الطريق أيضا فلا بدّ ان يتمسك في إثبات شمول الخطاب للمعدوم و الغائب، بان المعدوم نزل منزلة الموجود، أو غير الشاعر منزلة الشاعر الملتفت ذی شعور هو المشهور في مخاطبة الجمادات كما في الشعر.

ثم قال(ره):

و التحقيق في دفع الإشكال عن هذا القسم، ان الخطابات القرآنية ليست خطابات شفاهية لفظية بحيث يقابل فيها الشخص بالشخص، بل كخطابات كتبية، و مثلها القوانين العرفية الدائرة بين العقلاء،... و خطابات القرآنیة النازلة إلى رسوله لم تكن متوجهة إلى العباد، و لا الحاضرين في مجلس الوحي و لا الغائبين عنه و لا غيرهم ... ضرورة ان الوحي بنص الذّكر الحكيم أعني قوله سبحانه﴿نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين﴾ انما نزل على شخص رسول الله كلام اللَّه و خطاباته لم تكن مسموعة لأحد من الأمة، بل يمكن ان يقال بعدم وصول خطاب لفظي منه تعالى بلا واسطة إلى رسوله غالبا صلّى اللّه عليه و آله أيضا، لأن الظاهر من الايأت و الروايات ان نزول الوحي كان بتوسط أمين الوحي جبريل و هو كان حاكيا لتلك الخطابات منه سبحانه إلى رسوله(صلی الله علیه) فليس هنا خطاب لفظي حقيقي إذ النبي الأكرم(ص) لم يكن طرف المخاطبة له تعالى.[1]

 


[1] تهذيب‌الأصول، ج2، صفحه 47.