1400/10/12
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: الاصول العملیة/اصل الاستصحاب /اخبارالحلِّ والحرمة
«اخبار الحل و الحرمة»
اقول: اُستُدِّل علی الاستصحاب باخبار الحل و الطهارة نحو قول الامام الصادق(ع): « وَ قَالَ كُلُّ شَيْءٍ نَظِيفٌ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّهُ قَذِرٌ[1] و قوله: كُلُّ مَاءٍ طَاهِرٌ إِلَّا مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَذِرٌ[2] و قوله: كُلُّ شَيْءٍ هُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتّى تَعْلَمَ أَنَّهُ حَرَامٌ بِعَيْنِهِ[3] .
اقول: لایخفی ان الاحتمالات المتصوَّرة التی لهاقائلٌ فی مثل هذا الاخبا، ستةٌّ:
الاول ان یکون المراد منها قاعدةالطهارة و الحلیة الظاهرة و قاعدةالاستصحاب و هذا ما ذهب الیه صاحب الفصول المعاصر[4] للشیخ الاعظم.
الثانی: انَّ المراد منها جعل الطهارة و الحلیة الواقعیة للاشیاء مالم یعلم النجاسة و هذا مذهب المحقق البحرانی صاحب الحدائق.[5]
الثالث: ان یکون المراد من هذه الاخبارالثلاثة جعلَ الطهارة و الحلیة، الظاهرتین و یُعَبَّر عنها بقاعدة الطهارة و قاعدة الحلیة و هذا ما ذهب الیه المشهور و تبعه کثیر من المعاصرین کالمحقق النائینی[6] و المحقق العراقی[7] و السید المحقق الخوئی[8] و السید الامام الخمینی[9] و
الشیخ الاعظم قال باستفاده قاعدة الطهارة فقط فی خصوص مؤثقة عمار: کل شی طاهر حتی تعلم انه قذر و صحیحة کل شیء لک حلال ... عن عبدالله بن سنان و اما روایة حماد بن عثمان: الماء کله طاهر حتی تعلم انه قذر. تدل علی الاستصحاب ای انَّ الماء المعلوم طهارته بحسب اصل الخلقه، طاهرٌ حتی تعلم انه نجس، ای تستمرُّ طهارته المفروضة الی حین العلم بعروض القذارة له سواء کان الاشتباه و عدم العلم بنجاسته من جهة الشبهة الحکمیة الکلیة کالماء القلیل الملاقی للنجس او ماء البئر الملاقی للنجس ام کان الشبهة فی النجاسة من جهة الاشتباه فی الامر الخارجی کالشک فی ملاقاة الماء للنجس[10] فالشیخ فصَّل بین الروایات فی استفادة قاعدة الطهارة من اثنتین منها و استفادة الاستصحاب من احدیها.
الرابع: ان یکون المراد من خصوص روایة حماد بن عثمان: «الماء کله طاهر» جعلُ الاستصحاب بان یکون معناه: الماء المعلوم طهارته بحسب الخلقة الاصلیة – طاهرٌ حتی تعلم انه قذر» ای تستمر طهارته المفروضة الی حین العلم بعروض القذارة له. و اما قوله: کل شی نظیف حتی تعلم انه قذر و قوله: کل شی حلال فانهما ظاهران فی قاعدة الطهارة لا الاستصحاب.[11]
الخامس: ان یکون المراد بهذه الروایات الثلاثة الطهارة الواقعیة و الاستصحاب، بان یکون المُغَیَّی مثل: کل شی نظیف حتی تعلم انه قذر، اشارة الی الطهارة الواقعیة و ان کل شیء بعنوان الاولی طاهرة و "یکون قوله(ع): حتی تعلم" اشارة الی الاستصحاب و استمرار الحکم الواقعی ظاهرا الی زمان العلم بالنجاسة و هذا مختار صاحب الکفایة[12]
اقول: فالشیخ الاعظم قائل بالتفصیل بین الروایات بخلاف صاحب الکفایة.
السادس: ان یکون المراد بهذه الروایات الطهارة الواقعیة و الظاهریة و الاستصحاب هذا ایضا مختار صاحب الکفایة فی حاشیته علی رسائل الشیخ الاعظم ص 185 مکتبه بصیرتی.