درس خارج فقه استاد محمدعلی خزائلی

99/12/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: الاطعمة والاشربة/طهارة مالاتحلة الحیاة من المیتة /روایات المسئلة واقوالها

 

موضوع:

تحریر الوسیلة: «المسئلة الخامسة و الثّلاثون: قد مرَّ فی کتاب الطّهارة، طهارةُ ما لا تحلُّه الحیاة من المیتة حتی اللّبن و البیضة اذا اکتَسَت جلدَها الاَعلی، الصُّلب و الاِنفحة و هی کما انّها طاهرةٌ حلالٌ ایضاً».[1]

و الدّلیل علی حلیّة لبن المیتة من حیوان مأکول اللّحم مضافاً الی الصحیحتین الماضیتین، موثقة حسین ابن زرارة الّتی رواها الکلینی عن محمّد بن یحیی عن احمد بن محمّد عن ابن فضّال عن ابن بکیر عن الحسین بن زرارة قال: «کنت عند ابی عبدالله (ع) و ابی یسئله عن اللّبن من المیتة و الانفحة من المیتة و البیضة من المیتة فقال: کُلّ هذا ذکیٌّ...». [2]

و مرسلة الصّدوق عن الصّادق(ع): «عشرة اشیاء من المیتة ذَکیّة: القَرن و الحافر و العظم و السِّن و الاِنفَخة و اللّبن و الشَّعر و الصُّوف و الرّیش و البیض».[3]

روی الصّدوق فی الخِصال هذاالحدیث مُسنداً قال حدثّنا علی بن احمد بن عبدالله بن احمد بن ابی عبدالله البَرقی عن جدّه احمد بن ابی عبدالله البَرقی عن اَبیه عن محمّد بن ابی عمیر یرفعه الی ابی عبداللَّه (ع): «عشرة اشیاء من المیتة ذکیّة...»[4]

اقول:و الذکیّة بمعنی الطّاهرة فبعض هذه الاشیاء یُستعمل فی غیر الاَکل و الشّرب و بعضُها یُوکل و یُشرب فهی طاهرةٌ ذاتاً و امّا طهارةُ ظاهرِها محلّ الکلام مثلا اللّبن فی ضرع الشّاة المیتة مثلاً قولان فی طهارته و فی نجاسته لملاقاته مع النّجس و هو ضرع الشّاة و لا یقبل التّطهیر فانّه ینحلّ فی الماء و یخرج بالامتزاج عن اللّبنیة و لا یبعد ان یکون تعبیر الذکیّة او الذکیّ فی الرّوایات بمعنی الطّهارة الذاتیّة فان اللّبن او الاِنفحة و اللّباء (لبن ابتداء الولادة) لا تصیر من اجزاء المیتة بعد موت الشّاة بعدم التذکیّة و الطّهارة الباطنیة و الذاتیة لا تُنافی صیرورتها مُتّنجسةً مع ملاقاتها للمیتة و لکن الاِنفَحة قابلةٌ لتطهیر ظاهرها لانّها جامدةٌ و لکن اللّباء و اللّبن لا یمکن تطهیرهما لاِستحالتهما عن اللّبنیة، فعلی هذا فهما مُتّنجسان بملاقاتهما للمیِّتة.

فلذا افتی جماعة من المتقدّمین و المتأخّرین بالنّجاسة فیهما لِقاعدة النّجاسة مع الملاقات و عمومِ النّهی عن الانتفاع بشیٍ من المیتة و منهم ابن ادریس فی السّرائر[5] و العلّامة[6] و المُحقق الثانی[7] و سلّار ابن عبد العزیز[8] و المُحقق فی مُختصر النافع[9] و الفاضل المقداد فی التّنقیح الرائع[10] ، و لعلّه ظاهر الکتاب العزیز:– ﴿حَرّم علیکم الدّم و المیتة﴾- بل قال فی المُنتهی و جامع المقاصد: «انّه المشهور»[11] و قال فی السّرائر: «انّه نجسٌ بغیر خلاف عند المحصّلین من اصحابنا لانّه مایعٌ فی میتة ملامسٌ لها و قال: و ما اورده شیخُنا فی نهایته روایة شاذّة مخالفة لاصول المذهب لا یَعضُدها کتابٌ و لا سُنة مقطوع بها و لا اجماع».[12]

 


[1] .تحرير الوسيلة(دو جلدى)، خمينى، روح الله‌، ج2، ص154.
[2] .تهذيب الأحكام، شيخ الطائفة، ج9، ص75.
[3] .وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج16، ص366، أبواب، باب33، ح9، ط الإسلامية.
[4] .الخصال‌، الشيخ الصدوق، ج2، ص434.
[5] .السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، ابن إدريس الحلي، ج3، ص112.
[6] .نهاية الإحكام، العلامة الحلي، ج1، ص270.
[7] .جامع المقاصد، المحقق الثاني (المحقق الكركي)، ج1، ص167.
[8] .المراسم في الفقه الامامي، الفقيه سلار، ج1، ص210.
[9] .المختصر النافع في فقه الامامية، المحقق الحلي، ج1، ص245.
[10] .التنقيح الرائع لمختصر الشرائع‌، الفاضل مقداد‌، ج4، ص46.
[11] .جامع المقاصد، المحقق الثاني (المحقق الكركي)، ج1، ص167.
[12] .السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، ابن إدريس الحلي، ج3، ص112.