درس خارج فقه استاد محمدعلی خزائلی

99/12/16

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: الاطعمة والاشربة/طهارة مالاتحلة الحیاة /روایات المسئلة واقوال الفقهاء

 

موضوع:

تحریر الوسیلة: «المسئلة الخامسة و الثّلاثون: قد مرَّ فی کتاب الطّهارة، طهارةُ ما لا تحلّه الحیاة من المیتة حتّی اللّبن و البیضة اذا اکتَسَت جلدَها الاعلی، الصُّلب و الاِنفَحة و هی کما انّها طاهرةٌ، حلالٌ ایضاً».[1]

اقول: اذا مات الحیوان المأکول اللّحم ففی طهارة لبنه قولان: فذهب الشّیخ الطّوسی[2] و اکثر المتقدّمین و جماعة من المتاخرین منهم الشّهید الی انّه طاهرٌ و اذا کان طاهراً فهو حلالٌ ایضاً.

و ذهب ابن ادریس و المُحقّق و اکثر المتاخّرین الی نجاسته لملاقاته مع المیّت، قال فی الجواهر: «فالاقوی فی النّظر طهارته وفاقاً للشّیخ و ابنی زُهرة و حمزة[3] و کشفی الرّموز[4] و اللّثام[5] و الدّروس[6] و جماعة من المتاخّرین کالسّید فی مدارک الاحکام[7] و حکی فی کشف اللثام عن الاکثر و قال فی الکفایة الاحکام[8] : «الاشهرَ الطّهارة» و قال المُحقّق السّبزواری (محمّد باقر) فی شرح الارشاد[9] للعلّامة: «قال الصّدوق و الشّیخ و کثیر مِن الاصحاب بالطّهارة و فی البیان[10] : «انّه قولٌ مشهورٌ» و فی الدروس[11] : «القائل بالمنع نادرٌ».[12]

قال فی الجواهر: «دلیلُ الطّهارة فی لبن میتة مأکول اللّحم، اصلُ الطّهارة و العمومات السّالمة عن مُعارضتِه ما دلّ علی نجاسةِ المیتة الاّ بقاعدة نجاسة المُلاقی مع الرّطوبة الّتی یجب الخروج عنها هنا باجماعِ الخلاف[13] علی طهارةِ ما فی ضرعِ الشّاة المیّتة من اللّبن و اجماعِ الغُنیة[14] علی جواز الانتفاع بلبن میتةِ ما یقع الذّکاة علیه.

و یُخرج عن قاعدةِ نجاسة المُلاقی مع الرّطوبة بصحیحة زرارة رواها محمّد بن الحسن باسناده عن الحسن ابن محبوب عن علّی ابن رئاب عن زرارة عن ابی عبدالله (ع): «قال سئلته (ع) عن الاِنفحة تُخرج من الجَدی المیّت قال: لا بأس به، قلت: اللّبن یکون فی ضرع الشّاة و قد ماتَت؟ قال: لا بأس به قلت: و الصّوف و الشَعر و عظام الفیل و الجلد و البیض یُخرج من الدّجاجة فقال: کلّ هذا لا بأس به» و رواه الصّدوق باسناده عن الحسن ابن محبوب مثلَه الاّ انّه اَسقط لفظ الجلد و هو الصّواب و قال فی آخره: «کُلّ هذا ذکیٌ لا بأس به».[15]

قال صاحب الوسائل: «حُکم الجلد فی روایة الشّیخ مَحمولٌ علی التقیّة مع احتمال کون اِثباته سهواً من بعض النُّساخ». [16]

و روی محمّد بن یعقوب صحیحاً عن علی بن ابراهیم عن اَبیه عن حمّاد عن حریز قال: قال ابوعبدالله (ع) لزُرارة و محمّد بن مسلم: «اللّبن و اللّباء (اوّل اللّبن عند الولادة)... و کلّ ما یفصل من الشّاة و الدّابة فهو ذکیٌّ و ان اَخذتَه منه بعد ان یموتَ فَاغسِله وَ صَلّ فیه». [17]

 


[1] .تحرير الوسيلة(دو جلدى)، خمينى، روح الله‌، ج2، ص154.
[2] .النهاية، الشيخ الطوسي، ج1، ص585.
[3] .الوسيلة، ابن حمزة الطوسي، ج1، ص361.
[4] .كشف الرّموز، الفاضل الآبي، ج2، ص368.
[5] .كشف اللثام و الإبهام عن قواعد الأحكام، الفاضل الهندي، ج9، ص273.
[6] .الدروس الشرعية في فقه الإمامية‌، الشهيد الأول، ج3، ص15.
[7] .مدارك الأحكام، الموسوي العاملي، السيد محمد، ج2، ص274.
[8] .كفاية الأحكام، المحقق السبزواري، ج1، ص58.
[9] .ذخیرة المعاد في شرح الإرشاد، المحقق السبزواري، ج1، ص148.
[10] . البيان، الشهيد الأول، ج1، ص38.
[11] .الدروس الشرعية في فقه الإمامية‌، الشهيد الأول، ج3، ص15.
[12] .جواهر الكلام، النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن، ج5، ص328.
[13] .الخلاف، الشيخ الطوسي، ج1، ص519.
[14] .غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع، ابن زهرة، ج1، ص401.
[15] .وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج16، ص366، أبواب الاطعمة المحرمة، باب33، ح10، ط الإسلامية.
[16] . وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج16، ص367، أبواب، باب، ح، ط الإسلامية.
[17] .وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج16، ص365، أبواب الاطعمة المحرمة، باب33، ح3، ط الإسلامية.