الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/07/07

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: مفطرية تعمد الكذب على الله أو رسوله أو الأئمة الأطهار (عليهم السلام)
 قلنا ان ماذكره العلماء من ان الكذب على الله أو على رسوله (صلى الله عليه واله) أو على أحد الائمة (عليهم السلام) يوجب الافطار، وكل هذا بالنسبة لنا مورد للشك فلا نجزم به لوجود مايخدش بهذا الاستدلال
 فكل الموجود من الادلة هو عبارة عن روايتين مع الاشكال في دلالتهما لقرائن بل لو جود قرائن اخرى حكم العلماء بعدم مفطريتها واللسان فيهما واحد كالغيبة والسب والظلم فكلها غير مفطرة مع انه ورد في الروايات ان هذه الامور مفطرة
 وعليه فمن قال بالاحتياط الوجوبي فان قوله هذا ليس شططا لوجود هذه القرائن
 وعلى مبنى السيد الماتن من المفطرية فيقول اذا قلنا ان الكذب على الله أو رسوله (صلى الله عليه واله) أو أحد الائمة (عليهم السلام) مفطر فلا فرق بين ان يكون هذا الكذب في امور الدين أو امور الدنيا وذلك لاطلاق النصوص
 ولكن صاحب كشف الغطاء ذهب الى ان الكذب المفطر هو الكذب في امور الدين أما الكذب بالنسبة للامور التكوينية الطبيعية فهو ليس بمفطر وذلك للإنصراف فان انصرف الكذب على الله أو على الرسول (صلى الله عليه واله) أو أحد الائمة (عليهم السلام) ينصرف الى الامور الدنيوية
 نحن نقول ان الإنصراف غير ظاهر بعد صدق عنوان الكذب حتى فيما يرجع الى الامور الدنيوية فلا انصراف بالنسبة للامور الدنيوية بل مطلق الكذب على الله أو رسوله (صلى الله عليه واله) أو أحد الائمة (عليهم السلام) يوجب الافطار لو قلنا بمفطريته
 فما ذكره صاحب كشف الغشاء بالنسبة للانصراف غير واضح
 نعم هناك روايات في غير الصوم تقول ان الكذب المتعلق بأمر ديني مثلا (من كذب علينا كذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن كذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) كذب على الله) باعتبار ان الائمة (عليهم السلام) ليسوا مجتهدين وكذا رسول الله (صلى الله عليه واله) غير مجتهد فبالواقع هو كذب على الله وهذا في الامور الدينية
 وعليه فالكذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) في امور الدنيا ليس كذبا على الله تعالى
 ثم نقول ان من قال بمفطرية الكذب لايفرق بين الكذب بالاخبار أو الكذب في الفتوى فان الفتوى ظاهرا تحكي عن الواقع بتوسط الحجة وهو الخبر فاذا قال هذا رأي الشرع وهو لايعلم انه رأي الشرع فهو كذب في الفتوى وكذب في الاخبار وكذب في الشريعة
 أما اذا قال هذا هو فهمي واجتهادي فهو ليس اخبار عن الشريعة بل هو كذب على نفسه وليس كذب في الاخبار ولاكذب في الشريعة
 ثم ان الكذب تارة يكون بالقول وتارة يكون بالكناية وتارة يكون بالفعل وتارة يكون بالاشارة فالكذب هو اظهار ماهو خلاف الواقع وهو يتحق بكل هذه الامور المذكورة فالكذب على الله أو رسوله (صلى الله عليه واله) أو أحد الائمة (عليهم السلام) يشمل كل هذه الأنواع المذكورة للكذب
 وكذا لو كان الكاذب شخص آخر وأعلم به الاّ انني أذكر هذا الخبر بعنوانه خبر صادق فهو من الكذب
 مسألة 19: الأقوى الحاق باقي الانبياء والاوصياء بنبينا (صلى الله عليه واله) فيكون الكذب عليهم موجبا للبطلان بل الأحوط الحاق فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بهم أيضا وهذه الالحاق هو فتوى من قبل صاحب العروة
 قال صاحب الجواهر ان هذا الالحاق لادليل عليه فلو كذبنا على موسى (عليه السلام) في امور الدنيا فهو ليس بمفطر وذلك لعدم الدليل على المفطرية في حق غير نبينا (صلى الله عليه وآله) أو أحد الائمة (عليهم السلام)
 نعم اذا كذبنا على باقي الانبياء في امر ديني فهو من الكذب على الله تعالى وهو مفطر
 ففتوى صاحب العروة في الحاق الانبياء والاوصياء بنبينا و أوصيائنا مطلقا لانقبله نعم هو في امور الدين صحيح
 ثم يقول صاحب العروة بل الأحوط الحاق فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بهم أيضا وهذا الالحاق لادليل عليه لأن الدليل مختص بالكذب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه واله) وعلى الائمة (عليهم السلام)
 فنقول ان الكذب عليها في امور الدين يوجب الافطار اما الكذب عليها في غير امور الدين مما لايؤدي الى الكذب على الله تعالى فالظاهر انه ليس بمفطر
 فاطلاق الالحاق بالائمة (عليهم السلام) و الرسول (صلى الله عليهو اله) محل اشكال نعم الالحاق في امر الدين تام باعتباره كذب على الله تعالى
 مسألة 20: إذا تكلم بالخبر غير موجه خطابه الى أحد أو موجها الى من لايفهم معناه فالظاهر عدم البطلان وان كان الأحوط القضاء فهذا لايوجب بطلان الصوم
 السيد الخوئي يقول ان هذا مفطر أيضا بل يقول ان فتوى صاحب العروة مشكلة باعتبار ان هذا خطاب والخطاب اما خبر أو إنشاء والخبر اما صادق او كاذب، ولايتوقف الخبر على وجود من يسمع الكلام او من يفهم الكلام
 فالخبر والانشاء لايتوقف على وجود من يسمع أو عدم وجوده ولايتوقف على ان يكون السامع يفهم المعنى وعليه فيصدق عليه انه خبر ولكن لايصدق انه أخبر بذلك فهو من الخبر ولكنه ليس من الإخبار
 هذا والموجود في الأخبار عنوان الكذب على الله تعالى أو على رسوله (صلى الله عليه واله) أو على أحد الائمة (عليهم السلام) والكذب يصدق ويتحقق حتى مع عدم وجود أحد يسمعه
 نحن نقول ان الكذب له معنيان
 الاول: كذب بالمعنى اللغوي وهذا المعنى يصدق على كلام السيد الخوئي
 الثاني: كذب المعنى العرفي وهو يتوقف على وجود السامع للكلام ويفهم الكلام اما مع عدم وجود من يسمع ويفهم فلا يقال ان المتكلم كذب من الناحية العرفية
 ثم انه هنا تهافت في كلام السيد الخوئي حيث قال ان لم يوجد احذ في الغرفة وتكلم الانسان كذبا فيقول هنا صدق عنوان الكذب ولم يصدق الخبر
 فنقول كيف يصدق الكذب ولايصدق الخبر؟ مع علمنا بان الخبر ينقسم الى الصدق والكذب