الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/05/16

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: صوم يوم الشك بنية القربة المطلقة
 بالنسبة الى المسـألة السابعة عشر في العروة يقول ان صوم يوم الشك يتصور على وجوه
 فقد يتصور انه من شعبان وقد تقدم فلو تبين انه من شهر رمضان فهو يجزي على انه من شهر رمضان والاّ فانه مستحب
 واما صومه على انه من شهر رمضان فهذا باطل وقد تقدم أيضا فقد نهينا عن ذلك
 وتارة ان يصومه بانه لو كان من شهر رمضان فهو منه وان كان من شعبان فهو من شعبان هنا قال الماتن (قده) ان النية هنا مرددة والترديد في النية يعني عدم النية الجزمية لأحدهما فهو باطل
 وصورة رابعة يذكرها صاحب العروة وهي ان يصوم يوم الشك بنية القربة المطلقة، ويمكن تصويرها بتصويرين
 الأول: ان يصوم يوم الشك بقصد مافي ذمته باعتبار ان ذمته مشغولة بصوم يوم واحد لايميزه
 اما ان لايعلم بوجوب شيئ وقع على الذمة ومع احتمال وجود شيئ في الذمة يكون التعبير بما في ذمة غير تام باعتبار ان ذمته ليست مشغولة حتما
 فالصوم بنية القربة المطلق يصح في صورة انشغال ذمته بصوم يوم ولايميزه أما مع عدم انشغال الذمة فلا يستحق على هذا الصوم الثواب
 الثاني: ان يأتي بصوم هذا اليوم المشكوك ويقصد الأمر المتوجه اليه وكان في ذهنه انه من شهر رمضان أو من غير شهر رمضان، وهذا يختلف عن الترديد في النية بل النية هنا جزمية نعم الترديد هنا في المنوي لافي النية والأقوى صحة هذا الصوم
 وفرق هذه الصورة عن الصورة الثالثة هو ان يقصد الأمر المتوجه الى شهر رمضان فيقصد شهر رمضان وإذا كان الأمر المتوجه غير شهر رمضان فلايقصده فالفرق بين الصورة الرابعة والثالثة هو انه في الصورة الثالثة الترديد يكون في نفس النية بأن يقصد نوعين من الصيام
 فالصورة الثالثة التي قلنا ان الأقوى فيها البطلان اما مبنية على عدم النية جزما للترديد فيها أو مبنية على الامتثال الاحتمالي بأن يكون الباعث له على الصيام هو احتمال شهر رمضان ورجاء ان يكون من شهر رمضان
 فالصورة الثالثة اما ترديد في النية أي لاجزم في النية أو ان يأتي بالصوم برجاء ان يكون من شهر رمضان فهنا الروايات قد نهت عنه والنهي يدل على البطلان
 اما الصورة الرابعة فليس فيها ترديد في النية وليس فيها صوم بنية الرجاء وليس فيها ترديد في النية فالنواهي التي وردت في صوم يوم الشك اما انها قد وردت للترديد في النية أو لرجاء صوم شهر رمضان فلايهتم بغيره والصورة الرابعة لافيها ترديد في النية ولا الصوم الرجائي
 فالترديد ليس في النية بل النية هنا جزمية والمردد هو صفة المنوي لترددها بين شهر رمضان وشعبان فيلغي صفة المنوي ويقصد الأمر الطبيعي وهذا الفرق بين الصورة الثالثة والرابعة يوجب الفرق في الحكم
 فالصورة الثالثة باطلة لنهي الروايات عنها أو ان الروايات نهت عن صوم يوم الشك مع الجزم بانه من شهر رمضان او برجاء ان يكون من شهر رمضان فيكون الصوم باطلا واما الصورة الرابعة فان النصوص لاتشملها ومعه فالبطلان لايشمل هذه الصورة
 ثم ان السيد قال قد يقال ان الروايات أمرت بصوم يوم الشك من شعبان وهذا لم يحصل
 والجواب انه لاخصوصية لهذا العنوان وان صرحت الروايات بذلك بل قصدت الروايات من ذلك ان لايصام من شهر رمضان
 والدليل على ذلك إنه لو حُبس انسان وقد اشتبهت عليه الأشهر فلا يعلم ان غدا من شهر رمضان او من غيره فلو لم يصمه بعنوان انه من شهر رمضان فصومه يصح ويكون من شهر رمضان لو تبين فيما بعد انه شهر رمضان
 فالصورة الرابعة لو قصد الأمر المتوجه اليه فهنا لا ترديد في النية وليس هو رجاء ان يكون من شهر رمضان ويكون صحيحا هذا في الصورة الرابعة بخلاف الصورة الثالثة