الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/05/09

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: كتاب الصوم ــ النيّة قبل الزوال
 قلنا في هذه المسألة التي تقول اذا نوى الانسان الصوم ليلا ثم نوى في الصباح الافطار ثم قبل الزوال وقبل ان يفطر لو نوى الصوم فصومه صحيح في الواجب غير المعين أو لا؟
 ذهبنا الى الصحة لأن الروايات التي تقول ان من لم ينوي الصوم من الليل في الواجب غير المعين إذا نوى قبل الزوال يحسب له صوم يوم كامل تشمل مانحن فيه وهو من نوى الصوم ثم نوى الافطار ثم نوى الصوم مرة ثانية فان من لم ينوي الصوم أصلا لو نواه قبل الزوال فيصح صوم يومه فكذا من نوى الافطار ثم قبل الزوال جدد النية
 لكن صاحب العروة قال اذا أفسد صومه بالرياء فلاتنفعه النية قبل الظهر على الأحوط
 بينما أفتى السيد الخوئي والسيد الحكيم بعدم امكان الصوم مع افساد النية بالرياء، بدليل ان النصوص التي قالت بان النية قبل الزوال تقلب الامساك من الفجر الى ما قبل النية الى الصوم لاتشمل صورة الرياء فان الروايات تنزل غير الصائم وتجعله صائما مع عدم فعل الحرام أما من فعل الحرام وهو الرياء فلا تفيده النية قبل الزوال
 في حين ان الشيخ علي الشيخ باقر قال بأن النية قبل الزوال لتجديد الصوم تنفع من أفسد صومه بالرياء، بدليل ان الأخبار واردة فيمن لم ينو الصوم ولم ينو القربة الى قبل الظهر ولكنه لو نوى الصوم قبل الظهر فان هذه النية تؤثر في قلب النية الى صوم ولافرق بين الرياء والقربة وان كان الرياء في نفسه محرما وان العمل الريائي لايكون مقربا في صور كونه عصيانا اما بعد التوبة وقبل الزوال فينقلب قهرا ويكون لله تبارك وتعالى، فيقول الشيخ علي ان العمل الريائي في الصوم أوجد حرمة تكليفية واما الصوم فانه باطل لعدم القربة
 ولأجل هذه النكتة احتاط صاحب العروة ولم يفتي كالسيد الخوئي والسيد الحكيم ببطلان الصوم
 أدلة حرمة الرياء قرانية وروائية
 أما القران فقد ذم المرائي ونهى عن الرياء والنهي ظاهره الحرمة وذم الفعل علامة المبغوضية له
 منها: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون
 ومنها: والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس ولايؤمنون بالله ولاباليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا
 ومنها: يا أيها الذين آمنو لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس فالصدقات باطلة مع الرياء
 ومنها: و لاتكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله و الله بما يعملون محيط فهذه الناوهي ظاهرة في حرة الرياء
 وأما من السنة فقد بلغت أربعون رواية لكن أكثرها ضعاف ومع التواتر فلا ننظر الى صحة السند لأنها متواترة وواحدة منها صادرة قطعا
 منها: موثقة مسعدة بن زياد فاتقوا الرياء فانه شرك بالله
 ومنها: ما رواه البرقي عن أبيه عن أبي عمير عن هشام بن أبي سالم عن الامام الصادق (عليه السلام) قال يقول الله عز وجل انا خير شريك فمن عمل لي ولغيري فقد عمل لغيري
 وقد قال النجاشي عن والد البرقي انه ضعيف في حديثه في حين وثقه الشيخ الطوسي فهل هنا معارضة بينهما؟
 نقول لامعارضة بين قول الشيخ الطوسي في توثيقه وبين النجاشي في تضعيفه وذلك لأن النجاشي لم ينفي توثيق والد البرقي بل ضعّف رواياته لأنه يروي عن الضعفاء فقال هو ضعيف في الحديث وليس هو ضعيف في نفسه
 أما بالنسبة الى الرياء فهو موضوع دقيق فان الرياء كما يحصل في العبادة يحصل أيضا في غير العبادة فالعمل لأجل الغير هو رياء لكن الرياء المحرم هو في خصوص العبادة وذلك لأنه شرك بالله كما مرّ في رواية مسعدة فالعبادة لو كانت للامتثال ولشخص آخر فهي شرك واذا كانت لغير الله فهو شرك بالأولية
 فالرياء وجه من وجوه العمل وليس من وجوه القصد النفساني أي ان رؤية الناس لها مدخلية في العمل فتكون العبادة لغير الله أو أن تكون العبادة لله ولغير الله تعالى
 أما الرياء في غير العبادة كقرآءة القران فهي جائزة جهرا واخفاتا فلو جهر لأجل ان يعلم الناس بوجوده في الدار فهو رياء مقان للعبادة فهذا لايبطل العباد أو عند الصلاة جماعة أراد ان يتعظ الناس فلايكون مبطلا
 ثم ان السيد الخوئي قال بامكان ابطال الرياء حتى مع عدم وجود دليل من القران ومن الروايات على بطلانه