الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/11/18

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: حقيقة الموت بين الفقهاء والاطباء

 الكلام في من وضع تحت أجهزة الانعاش

 الفقهاء والاطباء متفقون في تسعة وتسعون حالة من حالات الموت ومختلفون في حالة واحدة

 فتسعة وتسعون من حالات الموت التي تعرض للانسان هو ما اذا توقف القلب فانجر الى موت جذع الدماغ بعد اربعة دقائق

 واذا ضرب على رأسة ضربة فمات جذع الدماغ وبعد ثواني يتوقف القلب عن العمل ويتوقف التنفس لان جذع الدماغ هو الذي يعطي أوامر للقلب في ان يتحرك وتضرب دقاته ويعطي الاوامر الى التنفس فاذا مات الآمر فيتوقف القلب والتنفس فلا يصل دم الى جذع الدماغ فيموت بعد اربعة دقائق وهذه من الحالات المستفيضة الكثيرة

 اما الانسان الذي تحت الانعاش وهو من توقف قلبه لدقيقتين وتوقف تنفسه لدقيقتين فوضع تحت اجهزة الانعاش والاجهزة جعلت استمرار لضربان القلب والتنفس، فيشك الطبيب ان السكتة القلبية عندما تحصل فهل يموت جذع الدماغ او لا؟

 فبعض علامات موت الدماغ موجودة وهي الاغماء وعدم الحركة وعدم النشاط الكهربائي للمخ ولكن القلب ينبض بواسطة الالات وكذا التنفس موجود والدورة الدموية جارية بواسطة الدماغ

فهنا يشك الطبيب بالموت والحياة

فتارة لو حرك رأسة ودمية العين تذهب بالاتجاه المعاكس لحركة الرأس فهذه علامة الحياة فترفع عنه الاجهزة

وتارة الاجهزة لاتنفع لانه مع وجود الاجهزة فنراه لايتنفس ولاينبض قلبه فهنا ترفع عنه الاجهزة لانه ميت

وتارة حالة ثالثة بان لم يرجع جذع الدماغ الى الفعالية ولم تتوقف الاجهزة، فهنا نشك هل هو ميت او حي؟

 فتسعة وتسعون بالمائة من حالات الموت يتفق فيها الأطباء مع الفقهاء الاّ حالة واحدة وهي هذه الحالة الثالثة

 فهنا لاعلامات حياة جذع الدماغ موجودة ولاعلامات الموت موجودة فما العمل

 الطبيب لدية ستة حالات يجريها للتاكد من موت جذع الدماغ وعشرة حالات يجريها لمعرفة كون توقف جذع الدماغ عن عمله ليس مؤقتا فحينئذ اذا توفرت هذه الحالات فالتوقف دائمي والطبيب عندها يحكم بموت جذع الدماغ وموت الانسان

والحالات الستة هي

اولا: ان هذا المريض مغمى عليه اغماء كاملا بحيث لاثؤتر عليه أي مؤثر من مؤثرات التنبيه

ثانيا: انعدام الحركة فان الحركة من المريض ولو كانت بسيطة فهو دليل الحياة

الثالثة: عدم التنفس، فحسب المدرسة البريطانية لابد ان يكون عدم التنفس لمدة عشر دقائق وحسب مجموعة هارفارد لمدة ثلاث دقائق ومجموعة ميفوتسوتا لمدة اربع دقائق

 فلابد من رفع جهاز التنفس حتى نراه يتنفس او لا فلابد من تزريق خمسة وتسعون بالمائة اكسجين وخمسة بالمائة ثاني اكسيد الكاربون عندها ترفع الاجهزة فيكون هذا العمل مسؤولا عن تنبيه جذع الدماغ فلو لم يتنفس حتى الدقائق المعينة فيعني انه ميت

الرابعة: لاتوجد افعال منعكسة من جذع الدماغ اي ان بؤء بؤء العين لايتوجه للنور الشديد أو وضع قطنة في العين فلا يكون لها ردا للانفعالات، وعدم السعال عند الضغط على رقبته أو عند لمس باطن الحلق بالملعقة

الخامسة: عدم تحرك الدمية عند تحرك الرأس فلابد من تحرك الدمية يمينا وشمالا فهذه علامة موت جذع الدماغ

 وهذ العلامات الخمسة تكرر مرّة ثانية بعد ستة ساعات او اربعة وعشرون ساعة

سادسا: عند اخذ التخطيط للدماغ يرون ان الدماغ خالي من اي نشاط كهربائي

 هناك من يشكك في هذه العلامات ويقول ان هذه العلامات ظنية فيقول ليس لدينا من العلم في ذالك الاّ رسم المخ الكهربائي وهو قطعي في بعض الحالات وليس قطعيا في بعض الحالات الاخرى فلايمكن الاعتماء على هذه العلامات

 كما ان في حالات التسمم توجد فيها اغماء وعدم حركة من التسمم او الادوية المنومة

 ثم ان العلامة الاولى وهي الاغماء الكامل فالمريض في هذه الحالة لايستجيب جسمة لأي علامة

 لهذا فقد تكون هناك اصابات تؤدي الى توقف وظائف جذع الدماغ وبالتالي الى توقف التنفس وعدم وجود افعال منعكسة في حالة الاغماء لكن بصورة مؤقتة

 وهذه الستة ظنية فلابد من التاكد ان جذع المخ لم يمت فهناك اسباب لتوقف جذع المخ عن العمل

اسباب توقف جذع الدماغ عن العمل عشرة وهي

اولا: لابد من فحص بول أو دم المريض وخلوهما من العقاقير التي توجب توقف جذع الدماغ عن وظائفه

ثانيا: اذا برد الجسم فتحدث نوبة اغماء ويتوقف التنفس فاحتمال ان هذا المريض تعرض لبرودة قوية وتوقف اثرها النفس فلابد من ارجاع هذا الجسم الى الحالة الطبيعة ورفع حالة درجة حرارته الى الحالة الطبيعية

ثالثا: احتمال ان تكون الغيبوبة اثرا للتسمم بالغازات السامة فهذا التسمم يؤدي الى توقف وظائف جذع الدماغ

رابعا: اذا فشلت الكلى في العمل فانه قد يرؤدي الى غيبوبة تامة وتوقف وظائف جذع الدماغ

خامسا: احتمال توقف جذع الدماغ عن العمل لارتفاع او انخفاض السكر في الدم

سادسا: اذا نقصت الهرومات او زادت في الدم بحيث تؤدي الى توقف جذع الدماغ عن وظائفه

سابعا: حالات الغرق تؤدي الى توقف القلب توقفا فجائيا ويتوقف جذع الدماغ عن عمله

ثامنا: اذا كان الانسان تحت العمليات الكبيرة فهنا قد يحصل بهذه العمليات الكبيرة توقف وظائف جذع الدماغ

تاسعا: قد تحصل التهابات مكروبية يصيب جذع الدماغ وقد يلتهب الدماغ ايضا وهذا الالتهاب يؤدي الى توقف وظائف جذع الدماغ

عاشراً: حالة الشك في موت الطفل فلابد من حقن الشرايين الاربعة في الدماغ

 ففي حالة الشك تكون العلامات الستة كلها ظنية الاّ ان تجرى هذه العمليات العشر لاثبات ان توقف جذع الدماغ عن العمل ليس مؤقتا وعندها فالطبيب يشهد بموت جذع الدماغ

 لكن في الدول الغربية لاترفع اجهزة الانعاش عن المريض لاجل الاستفادة من اعضائه لمرضى آخرين

 الفقهاء يقولون مادامت الدورة الدموية موجودة والتنفس ونبض القلب موجودان فعلامات الموت ليست بموجودة

 فالطب يرى حقيقة الموت هو موت جذع الدماغ وعلاماته ستة ظنية وعشرة امور للتاكد من ان توقف جذع الدماغ ليس مؤقتا

 لكن الفقهاء لايقولون بما يقوله الاطباء وبينهما تباين

 فان الاطباء يقولون ان حقيقة الموت هي توقف جذع الدماغ عن العمل

 بينما الفقهاء يقولون ان حقيقة الموت هي مفارقة الروح عن البدن ويعبر عنه بالمنية والحمام والاجل

 اما الروح فقال بعض الفقهاء لايمكن معرفتها ولايجوز الخوض فيها لانها مما استأثر بعلمها الله تعالى يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي

 لكن هناك من الفقهاء من يقول ان الروح هي جسم نوراني مشتبك بالبدن اشتباك الماء بالعود الاخضر قال تعالى فنفخنا فيه من روحنا والنفخ لايتحقق الا في الجسم اللطيف

 فما هو معنى مفارقة الروح للبدن فيقولون يعني انقطاع تصرف الروح بالبدن اي يخرج الجسد عن طاعة الروح، فالموت استعصاء هذه الاعضاء عن الروح ففي الاخبار المستفيضة عن المعصومين (عليهم السلام) ان الارواح تقبض ثم تعذب او تنعم فالموت هو مفارقة الروح للبدن ويخرج البدن عن طاعة الروح بحيث يكون البدن معطلا