الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/11/17

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: حقيقة الموت بين الفقهاء والاطباء

 فماهي حقيقة الموت عند الفقهاء وعند الاطباء؟

وقبل الدخول في البحث نذكر امور اربعة تمهيدية

الامر الاول: ان هذا البحث هو بحث جديد فقد حصل عند حدوث اجهزة الانعاش الجديدة والمعقدة وربط آلات الطبيب بالمريض

 بل تمكن الطب في هذا العصر ان يوقف القلب عن العمل ويوضع للانسان بدل القلب مضخة اثناء عمليات القلب المفتوح وان يضع هذا القلب في التبريد العميق حتى لايتلف وبعد خمس او ستة ساعات يعاد القلب الى عمله السابق بعد اعادة درجة حرارته بالتدريج

 وايضا امكن في هذا الزمان استبدال الرئتين ووضع جهاز تنفسي صناعي يتنفس به المريض

 فهل يمكن القول ان الموت هو توقف القلب اوالنفس؟

الامر الثاني: لاجل هذه الاجهزة الجديدة نحى الطب الى القول بان حقيقة الموت هو موت الدماغ الذي هو ثلاثة اقسام وهي المخ والمخيخ وجذع الماغ

 فاذا اصيب شخص بتوقف القلب او التنفس نتيجة لاصابة الدماغ بصدمة بحيث توقف الدماغ عن العمل او نتيجة اصابة هذا الانسان بغرق او خنق او مواد سامة فهنا يوجد امل في انقاذه وهو ربط اجهزة الانعاش

 فاذا اصيب الدماغ بضربة قوية فان مات الدماغ فلا فائدة لان القلب سوف يتوقف ومعه فلا تنفس

 واما اذا لم يمت الدماغ فان هذه الضربة اوقفت التنفس لمدة دقيقة وهي لاتؤدي الى الموت فيصل الدم الى الدماغ فتربط به اجهزة الانعاش

الامر الثالث: سابقا لم تكن هناك صعوبات في تشخيص الموت

 اما الان وفي العصور الحديثة فاثراً لحالات الجرائم المؤدية الى التسمم والقتل وغير ذالك احتاجت الحكومات الى شهادة بالوفاة من الطب وكذا المولود لابد له من شهادة ولادة من المستشفى

 فسابقا اذا شك الطبيب في سبب الوفاة فيرسل الميت الى الطبيب الشرعي لمعرفة سبب الموت،واذا الطبيب شك في اصل الموت بان الشخص مات او لا فيستخدم وسائل اخرى للتأكد من حصول الوفاة

 اما الان فان تشخيص الموت اصبح امرا عسيرا مختلفا به حتى بين الاطباء

 فالاطباء اختلفوا في حقيقة الموت فبعضهم قال ان الموت هو موت الدماغ باكمله باقسامه الثلاثة واول من نبه الى حقيقة الموت هي المدرسة الفرنسية سنة 1959 فقالوا ان الموت هو موت جذع الدماغ

 ثم اعقبتها المدرسة الامريكية سنة 1968 حيث قرروا ان حقيقة الموت هو موت جذع الدماغ ثم اخذت الابحاث تتسع وتنتشر موضحين تكوين الدماغ ومفهوم وعلامات موت الدماغ وعقدت ندوات لحل الاختلاف فيما بين الاطباء باعتبار ان موت الدماغ هو نهاية الحياة الانسانية

الدماغ يتكون من ثلاثة اجزاء

الاول: الطبقة العليا من الدماغ تسمى المخ وهي مركز التفكير والذاكرة والاحساس

الثاني: المخيخ الذي يكون في الجهه الخلفية من الرأس ووظيفته توازن الجسم

الثالث: جذع المخ او جذع الدماغ وهو المركز الاساسي للتنفس والتحكم بالقلب والدورة الدموية

موت الدماغ او موت جذع الدماغ

 ان مفهوم موت الدماغ هو عبارة عن توقف الدماغ عن العمل تماما وابداً وعدم قابليته للحياة

 فاذا مات المخ ومات المخيخ فانه يمكن للانسان ان يعيش بحياة غير عادية وتسمى الحياة النباتية فلا احساس ولاتفكير ولاتوازن للجسم، والموجود هو جذع الدماغ فقط

 أما اذا مات جذع الدماغ الذي هو الاساس لدقات القلب والدورة الدموية والتنفس فهو يعني نهاية الحياة الانسانية عند اكثر الاطباء الغربيين

 ولكن هناك من الاطباء من خالف كون موت جذع الدماغ هو نهاية الحياة البشرية فقالوا ان موت جذع الدماغ لوحده لايعني موت الانسان

 فعند الاطباء على النظرية الاولى اذا مات جذع الدماغ فان الشخص ميت، وسوف يكون الشخص محكوما بموته اذا مات جذع الدماغ وان كانت الدورة الدموية جارية والتنفس موجود والقلب ينبض

 اما على النظرية الثانية فان هذا حي لان الدورة الدموية جارية والقلب ينبض والتنفس موجود

متى يموت جذع الدماغ

 يقول الاطباء اذا انقطع الدم عن الدماغ لمدة اربع دقائق فان جذع الدماغ سوف يموت ويكون توقف القلب عن الحركة مؤديا الى موت الدماغ

 فاذا لم يحصل انقاذ لهذا القلب فان جذع الدماغ سوف يموت بعد اربع دقائق من توقف عمل القلب

 فلا مشكلة اذا توقف القلب عن العمل ولم يعاد الى العمل، كما انه لامشكلة اذا مات الجذع فان القلب سوف يتوقف عن العمل

 انما المشكلة اذا تحققت صدمة للانسان ووضع في الاجهزة فعندها يجرى الدم ويتحرك القلب ويحصل التنفس اثراً لهذه الاجهزة فانه الآن مغمى عليه ولايعلم الطبيب ان جذع دماغ المريض يعمل او لا، فهل جذع الدماغ حي الآن أو هو ميت؟

 فالطبيب يحتاج الى اثبات ستة امور حتى يتأكد من موت جذع الدماغ أو عدمه، وبعض الاطباء قالوا ان هذه الحالات الستة ليست يقينية للموت والحياة بل هي ظنية

 كما ان التوقف الموقت للقلب له عشر حالات لابد للاطباء من اجرائها والتأكد من عدمها حتى يمكن ان ينسب توقف القلب الى جذع الدماغ

 فهناك ستة حالات يثبت موت الدماغ وعشر حالات يثبت ان توقف الدماغ عن العمل ليس بحالات طارئة

 وعندها يحكم بموت جذع الدماغ

 وسنتعرض لهذه الحالات الستة عشر انشاء الله