الاستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقه

العقود

32/11/09

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: استنساخ الاعضاء

 قلنا ان المهم في هذا البحث الجديد الذي هو استنساخ الاعضاء او استنساخ الانسجة معرفة الحكم الشرعي

 وقلنا ان استنساخ خلايا الاعضاء او الانسجة له صور متعددة

والصور هي:

الصورة الاولى: ا ن نأخذ اعلاق الحبل السري ونستنسخها

 فاذا اخذت اعلاق الحبل السري فهي خلايا جنينية يستخرج منها ادوية

 فهل يجوز هذا او لايجوز؟

الجواب انه جائز لان الحبل السري ليس من الانسان وليس من الجنين بشرط ان يكون الدواء لشفاء الامراض على نحو مقبول عقلائيا ولاضرر فيه على المريض

الصورة الثانية: ان تؤخذ خلايا من النخاع العظمي لعلاج امراض معينة

 فهل تجوز هذه الصورة او لا؟

والجواب انه لا اشكال فيه بشرط ان يرضى صاحب النخاع العظمي لانه ليس قتلا للانسان الذي تؤخذ منه خلايا النخاع العظمي

 ولكن يجب التأكد من عدم وجود التسرطن لمن سنعالجه

نعم قد تثار مشكلة في هذين الموردين وهي ان هذا عبارة عن التداوي بالنجس والتداوي بالنجس حرام لقوله (عليه السلام) ان الله لم يجعل فيما حرم دواء ولا شفاء وسيأتي الجواب عنه

الصورة الثالثة: استنساخ الخلايا من اعضاء الانسان بان تخرج خلية من القلب والكبد ويداوى بها المرضى

 فهل يجوز ذالك؟

الجواب انه لابأس بهذا اذا رضي صاحب العضو بذالك

 كذالك اذا اخذت خلية من الجلد فهذا لا اشكال فيه اذا رضي صاحب العضو والخلية لأنه متسلط على اعضائه وان لم يكن مالكا لها

 نعم الانسان ممنوع من القاء نفسه في التهلكة ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة فلابد ان يكون الانقاذ للغير بشرط عدم الضرر

يبقى الكلام في كون هذه الاعضاء نجسة كأن يكون مستندا الى الجلد واللحم فهو نجس والروايات حرمت ذالك ان الله لم يجعل فيما حرم دواء ولا شفاء فهل يجوز ذالك؟

الجواب ان روايات نجاسة الاعضاء المبانة من الحي لاتشمل هذا المورد لان الحياة لاتعود اليها بينما فيما نحن فيه ان الحياة ستعود اليها بعد الالتحام

لايقال هنا نشك في النجاسة والطهارة فكيف نحكم بالطهارة

نقول تكفينا اصالة الطهارة لو جرت، ولو لم تجر اصالة الطهارة فيكفينا الاصل المؤمن

 ثم ان الحرمة للنجس ان الله لم يجعل فيما حرم دواء ولا شفاء منصرف الى اكله وشربه اما الادهان بالنجس أو تزريقه فهو غير محرم

 كما انه اذا وجد دواء فيه الشفاء متوقف على شرب واكل النجس وانحصر الدواء به فهنا يجوز التناول بلا اشكال

 واما رواية ان الله لم يجعل فيما حرم دواء ولا شفاء فنقول ان هذه الرواية ناظرة الى ذالك الزمان الذي لم تكن فيه التقنية عالية

والرواية

اما ان نحملها على انه في ذالك الزمان لا يوجد دواء وشفاء بالنجس لعدم التقنية المتطورة

واما ان تكون مطلقة فنقول هذه الرواية ساقطة عن الاستدلال لان الرواية التي هي حجة لابد ان يكون سندها معتبرا وان يكون متنها مقبولا عقلا

 فالدواء اذا استخرج من النجس ولاعلاج غيره فلايكون متن الرواية مقبولا عرفا

 وتبقى شبهة اخرى وهي ان المنفصل عن جسم الانسان هو ميتة فلابد من دفنه

 يأتي الجواب عنه