الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/06/17

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الاستتئآم والاستنساخ

 كنا نتكلم بالاحكام الوضعية للاستنساخ اذا حدث في الخارج فنسبق الزمان في بيان حكم ما لم يوجد الان لو نجح الاستنساخ في الخارج فهناك احكام وضعية مترتبة عليه

 ذكرنا في الدرس السابق حكما وضعيا واحدا للاستنساخ

 ومن الغريب ان بعض علماء العامة كالدكتور حسن علي الشاذلي في مجلة مجمع الفقه الاسلامي في دورته العاشرة ج3 ص 183 استدل على حرمة الاستنساخ بأعتبار ان الاستنساخ يؤدي الى هدم التنظيم المحكم الذي اراده الله للبشرية وهو ان يكون بينهم الصحيح والمريض والقوي والضعيف والقادر والعاجز والذكي والخامل وكل من هؤلاء له دور في الحياة وبهم جميعا يسعد المجتمع ويتواد ويتراحم

 وكأنّ هذا المتكلم يعترف ان الاستنساخ يمكن ان يوجد مجتمعا صحيحا وسالما وليس فيه مريض ولكنه يعترض على هذه السلامة حيث يقول ان التنظيم يقتضي ان يكون في المجتمع خامل ومريض وضعيف

 وكأن الله قد قرر ان يكون في المجتمع الظلم والخمول والعجز وهذا دليل واضح البطلان لانه ناشئ عن تقييم باطل ورديئ للاسلام فهو تقييم باطل

اما بالنسبة للاحكام الوضعية للاستنساخ

فان النواة ان كانت من خلية ذكرية والبيضة المسلوبة النواة قد وضعا في رحم صاحبة البويضة فمن هو الاب ومن هي الام وهل هناك فرق بين ان يكون بين مصدر الوليد تزاوج او لايكون؟

والجواب ان الام هي صاحبة البيضة وبما انه لاخلية جنسية هنا فلايوجد اب في هذه المرحلة لان الاب عرفا كما تقدم هو صاحب الخلية الجنسية اي صاحب الحيمن فهنا لايوجد اب

 ولافرق بين ان تكون هذه العملية بين رجل وامراة متزوجين او رجل وامرأة غير متزوجين فهو له ام فقط على كل حال

 ثم ان هذه العملية ليست زنا وليست ادخال النطفة في رحم يحرم عليه فسواء كان تزواج او لم يكن فالعملية غير محرمة

وهذا المولود الذي له ام فقط لو اخذت فيه الخلايا المانحة وهي نواة الخلية والمستقبلة اي بيضة المراة منزوعة النواة فلو اخذت من امراة باكرة فهل الولد شرعي بمعنى انه هل تترتب عليه الاحكام الشرعية؟

والجواب نعم ان صاحبة البيضة هي ام وتترتب جميع الاحكام عليها وعلى ولدها

بمعنى انه

اولا: يجوز للولد ان ينظر اليها

ثانيا: لايجوز له ان يتزوجها

ثالثا: اذا مات احدهما فانه يرث الاخر

 فقد قال تعالى حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وهذا ولد للام لان الاحكام تاتي على العناوين

 وعلى هذا فانه يجوز له ان ينظر اليها لان الاية قالت ولايبدين زينتهن الا لبعولتهن او بائهن او ابنائهن وهذا ابنها فتترتب عليه الاحكام الشرعية

 وكذا الكلام في التوارث، فلو كان الزواج باطلا بان لم يعلم الزوج انها في عدة الغير ودخل بها وجاء ولد فالزواج باطل وتحرم عليه مؤبدا ولكن الاولاد هم اولاد شرعيون فياتي عنوان الارث لصدق الامومة والبنوة

 قال تعالى للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون فالام النسبية اذا صدقت ترث والابن اذا صدق فانه يرث فهذا ولد شرعي للام ويرثها

 ويقول الله تعالى يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حض الانثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ماترك وان كانت واحدة فلها النصف ولابويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد

 وقال تعالى ولكم نصف ماترك ازواجكم ان لم يكن لهن ولد فان كان لهن ولد فلكم الربع فهذه المراة التي لها زوج لو عملت الاستنساخ فيكون لها ولد وان لم يكن منه

 نعم في ولد الزنا فقط الشارع يقول لاتوارث بينهما مع انه ابنها ويجوز له النظر اليها

 فهذا ابن لصاحبة البيضة فان كان لها زوج فله الربع ولوفعلت النسخة لها فهو ولدها لانه تولد من بيضتها فهي امه كان هناك زواج او لم يكن

ثم ان الخلية الجسدية اذا كانت من انثى والبويضة المستقبلة المنزوعة النواة من انثى غيرها فمن يكون الاب ومن يكون الام؟

الجواب اتضح مما تقدم وهو ان الام هي صاحبة البيضة وهذا الولد ليس له اب، وان من اخذ منها الخلية لايراها العرف اماً وان صدق التولد على من تولد من بيضتها وان حملته اخرى فهي ام حاضن ومغذية فان وضعنا البيضة الملقحة في رحم اخرى فالاخرى ليست اماً لانه لم يتولد من مائها

 اذا معنى التولد يصدق على صاحبة البيضة، اما الحاضن التي حضنت الخلية في رحمها فهي حاضن فقط لانها ليست صاحبة البيضة وهي ليست اماً للجنين

 فقد تولد هذا الكائن منها لكن لابيضة لها لهذا المولود فهي بحكم الام الحاضن التي هي ليست اما حقيقة وهذه تسمى مربية ومغذية وحاضن

 قال السيد الحائري ان هذه اولى من الام الرضاعية فانه راى هنا اولوية قطعية

لكننا قلنا هنا بالاحتياط باعتبار ان الرضاع له شروط معينة لم تتحقق هنا

ثم هل انه في الاستنساخ يوجد تحدي من انسان الى انسان فانه في المولود الطبيعي يحتاج الانسان الى اب وام بينما هنا في الاستنساخ اكتشفنا السر في ان يوجد بشر له ام فقط فهل هذا تحدي على الانسان وتحدي على الخصائص البشرية؟

او نقول ان له اب وام فان ابو صاحب الخلية هو الاب وهو الجد وان والد من اخذت منه البيضة هي امه الكبيرة اي جدته؟

الجواب ان هذا ليس تحديا فان الولد المستنسخ ليس له اب وان كان صاحب الخلية الذكر له دخل في تكوين هذا الولد وامه صاحبة البيضة وهذا لايضر في الترابط

 فان من اخذت منه الخلية والبيضة ليسا هما الوالدان المباشران بل المستنسخ له ام فقط، وعنده ابو امه وهو الجد

 ولذا لايري العرف ان عيسى بن مريم لم تتحدى انسانيته مع انه ليس له اب بل هو انسان كامل كالانسان الذي له ابوان، وكذالك الكلام في ادم وحواء فانهما ليس لهما اب ولا ام فلا مجال في التاثير على الخصائص البشرية

 نعم الترابط هو امر جيد بان يكون له اب وام ولكن هذا لايعني ان الانسانية قد تحديت وتعدى عليها، كما ان الترابط قد يكون فيه ضرر من الحسد والشقاوة والعداء

الحكم الرابع الوضعي

 هل في الاستنساخ نسف لكرامة الانسان؟

 فهل يوجب الاستنساخ نسف كرامة الانسان التي عبر عنها القران الكريم ولقد كرّمنا بني ادم