الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

46/06/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- اتفصيل بين المتقدمين والمتأخرين - مبحث حجية خبر الواحد.

التفصيل بين المتقدمين والمتأخرين: -

وفي هذا المجال مرةَّ نتكلم بالنسبة إلى صاحب الوسائل، وأخرى نتكلم بالنسبة إلى ابن ادريس، فإنَّه نتمكن أن نقول إنَّ طرقهما تبركية.

أما صاحب الوسائل: - فهو قد صرح بكون طرقه تبركية، قال ما نصه: - ( الفائدة الخامسة: - في بعض الطرق التي نروي بها الكتب المذكورة عن مؤلفيها وإنما ذكرنا ذلك تميناً وتبركاً باتصال السلسلة بأصحاب العصمة عليهم السلام لا لتوقف العمل عليه لتواتر تلك الكتب وقيام القرائن على صحتها وثبوتها )[1] .

وإذا رجعنا إلى تلك الطرق وجدناها طرقاً متعددة لعلها تتجاوز العشر طرق تنتهي كلها إلى الشهيد الثاني كمحطة أولى، ثم يذكر طرقاً متعددة من الشهيد الثاني إلى الشيخ الطوسي كمحطة ثانية، وأما من الشيخ الطوسي إلى أرباب تلك الكتب فلم يذكر طرقاً اكتفاءً منه بما ذكره الشيخ الطوسي من طرقه إلى أصحاب تلك الكتب التي نقل عنها والتي ذكرها في كتابه الفهرست، ونفس هذه الطرق التي ذكرها إلى الشهيد الثاني يتلاءم مع كونها تبركية، إذ لو كان المقصود منها اثبات صحة النسخة كفاه ذكر طريقٍ واحد، ولكن بما أنها تبركية ذكر طرقاً متعددة. إذاً اتضح أنَّ طرق صاحب الوسائل تبركية.

وأما ابن إدريس:- فإنه ذكر في آخر السرائر مجموعة من الروايات التي استطرفها - أي ما رآه لطيفاً - وجعلها تحت عنوان ( مستطرفات السرائر )، ولكنه لم يذكر طرقه إليها إلا بالسنبة إلى كتاب محمد بن علي بن محبوب، حيث قال في حقه:- ( ومن ذلك ما استطرفناه من كتاب نوادر المصنف تصنيف محمد بن علي بن محبوب الاشعري الجوهري القمي وهذا الكتاب كان بخط شيخنا أبي جعفر الطوسي رحمه الله فنقلت هذه الاحاديث من خطه من الكتاب المشار إليه )[2] ، وبناءً على هذا سوف تسقط جميع المستطرفات عن الاعتبار - لأنه لم يذكر طرقه إليها -إلا ما نقله عن محمد بن علي بن محبوب.

 

وبهذا ينتهي القسم الأول من الدورة الأصولية الخامسة بحمد الله ومنه، وسيشرع البحث في القسم الثاني وهو الأصول العملية.


[1] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج30، ص169، أبواب، باب، ح، ط آل البيت.
[2] السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، ابن إدريس الحلي، ج3، ص601.