46/06/02
الموضوع:- ما دل على عدم حجية خبر الاحد من السنة الشريفة - مبحث حجية خبر الواحد.
وهناك دعوى جانبية لا بأس بالالتفات إليها: - وهي أنَّ السيد بحر العلوم وجماعة من اعلامنا ذهبوا إلى شيء متوسط - إن صح التعبير - حيث قال السيد بحر العلوم(قده) إنَّ الأصول التي نقلت منها هذه الأخبار هي مشهورة متواترة ولا تحتاج إلى سند.
يعني إذا راجعنا التهذيب مثلاً نرى أنَّ السند يبتدئ مثلاً بنوادر أحمد بن محمد بن عيسى، فالأصل الذي ينقل عنه الشيخ الطوسي هو النوادر، والسيد بحر العلوم يقول إنّ هذه الأصول التي ينقل عنها الشيخ الطوسي في كتابيه والصدوق في الفقيه وهكذا الكليني في الكافي إذا كان ينقل عن أصل من الأصول فهنا لا نحتاج إلى طريقٍ معتبر بين المحمدين الثلاثة وبين تلك الاصول لأنها أصول قطعية الاعتبار، أو بتعبير آخر إنها معتبرة ولا تحتاج إلى طرق، نعم نحتاج إلى الطريق من صاحب الأصل -كأحمد بن محمد بن عيسى - إلى الامام عليه السلام وأما نفس الأصل فلا نحتاج إلى طريق معتبر من الطوسي أو الصدوق أو الكليني إليه.
وبناءً على هذه الدعوى سوف نستفيد نصف دعوى، لأنَّ طريقتنا الآن هي أن نلاحظ السند من الشيخ الطوسي مثلاً إلى احمد بن محمد بن عيسى ومن أحمد بن محمد بن عيسى إلى الامام عليه السلام، وعلى هذه الطريقة اليت ذكرها بحر العلوم سوف لا نحتاج متابعة السند من الشيخ الطوسي إلى الامام عليه السلام لأنَّ هذه الأصول قطعية الاعتبار، نعم قد نذكر السند تبركاً.
وبناءَّ على هذا سوف يترتب على رأيه أنَّ مشيخة التهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه التي ذكروها لأجل أن تخرج الروايات من الارسال إلى الاسناد ونحن نرجع إليها في معرفة رجال السند كما لو نقلها الشيخ الطوسي من نوادر الحكمة فنراجع المشيخة فإذا كان الطريق في المشيخة معتبر فسوف نراجع الطريق من ابن عيسى إلى الامام عليه السلام، بينما على رأي السيد بحر العلوم(قده) سوف لا نحتاج إلى مراجعة السند من المحمدين الثلاثة إلى الأصول، نعم نحتاج إلى السند من نوادر بن عيسى إلى الامام عليه السلام.
وهذا الرأي قد اختاره السيد بحر العلوم(قده) عند تعرضه إلى سهل بن زياد حيث قال: - ( إنَّ الرواية من جهته صحيحة وإن قلنا إنه ليس ثقة لكونه من مشايخ الاجازة ... لسهولة الخطب في أمر المشايخ فإنهم إنما يذرون في السند لمجرد الاتصال والتبرك وإلا فالرواية من الكتب والأصول المعلومة حيث إنها كانت في زمان المحمدين الثلاثة ظاهرة معروفة كالكتب الأربعة في زماننا )[1] .
وقد اختار هذا الرأي الشهيد الثاني قبل السيد بحر العلوم على ما نقل الميرزا حسين النوري في مستدركه، كما ونقلت هذه الرؤية عن الشيخ ابراهيم القطيفي والسيد المحقق الكاظمي، ونص عبارة الكاظمي حسب نقل المستدرك هي: - ( ومع هذا فضعف الطريق إلى تلك الأصول والكتب وجهالته غير مضرة لأن تلك الكتب ولا سيما الأصول كانت في تلك الأيام معروفة مشهورة وكيف لا تكون كذلك وفيها مدارستهم وعليها معوّلهم )[2] .