الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

46/05/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- اجوبة اخرى على الآيات الكريمة الناهية عن العمل بالخبر - مبحث حجية خبر الواحد.

الجواب الثاني: - ما ذكره الشيخ الاصفهاني(قده)[1] ، وحاصله: إنَّ مدرك حجية كل ظهور ومنه ظهور الآيات الناهية عن الظن هو سيرة العقلاء، وحينئذٍ نقول لا يمكن اجتماع كلا الامرين - أي انعقاد سيرة العقلاء على العمل بخبر الثقة وانعقادها أيضاً على العمل بظهور الآيات الكريمة الناهية عن العمل بالخبر - فإنَّ العقلاء يوجد عندهم تنافي بين هذين الأمرين، وحيث أننا فرضنا أنَّ العقلاء جزماً يعملون بخبر الثقة فيلزم من ذلك عدم عملهم بظهور الآيات الكريمة الناهية عن العمل بالخبر.

وفي التعليق نقول:- إنَّ هذا يتم بناءً على تفسير حجية الشيء لدى العقلاء بعملهم الفعلي على طبق ذلك الشيء، فإذا كان التفسير هكذا فحينئذٍ نقول إنَّ حجية ظهور الآيات - مثلاً - تعني عمل العقلاء بالفعل بظهور الآيات الكريمة، فيكون ظهور الآيات الكريمة التي يعمل بها العقلاء رادعاً عن السيرة، وأما إذا فسرت حجية الشيء عند العقلاء بأنه ينبغي العمل على طبق ذلك الشيء فسوف تزول المنافاة حيث نقول إنَّ ظهور الآيات الرادعة عن العمل بالظن هو حجة بمعنى أنه ينبغي العمل بظهورها القاضي بعدم حجية الظن، ومن المعلوم أنَّ حجية ظهور الآيات بمعنى انبغاء العمل - وليس بمعنى العمل الفعلي - لا يتنافى مع عمل العقلاء بخبر الثقة المفيد للظن بسبب غفلة العقلاء عن التنافي، وعلى هذا الاساس العقلاء يرون أنَّ الآيات الكريمة هي حجة بمعنى أنه ينبغي العمل بظهورها لا بمعنى العمل الفعلي بظهورها وهذا المعنى لا يتنافى مع عمل العقلاء بالفعل على طبق خبر الثقة المفيد للظن فإنهم لا يرون التنافي بين عملهم بخبر الثقة بالفعل وبين حجية الآيات بمعنى أنه ينبغي العمل بظهورها.

 


[1] نهاية الدراية، الاصفهاني، ص243، 254.