46/04/29
الموضوع:- ما استدل به على عدم حجية خبر الواحد - مبحث حجية خبر الواحد.
الاعتراض الخامس:- إنَّ لازم حجية الخبر الواحد الثقة عدم حجية خبر الثقة وهو مستحيل، لأنَّ محقق الشيء يصير نافياً لذلك والشيء وهو غير ممكن، فإنَّ محقق الشيء لا يمكن أن ينفي نفس الشيء.
وتوضيح ذلك:- إنَّ من أحد اخبار الثقات هو خبر السيد المرتضى، والسيد المرتضى هو شخصٌ ثقة، فإذا قلنا بأنَّ خبر الثقة حجة فسوف يثبت حجية خبر السيد المرتضى، ومن أحد أخبار السيد المرتضى هو أنه يدعي الاجماع على عدم حجية خبر الثقة، فلزم من حجية خبر الثقة عدم حجية خبر الثقة، فإنَّ السيد المرتضى ثقة وهو قد أخبر عن قيام الاجماع على عدم حجية خبر الثقة، فيلزم من ثبوت حجية خبر الثقة عدم حجية خبر الثقة، وما يلزم من ثبوت الحجية انتفاء الحجية يكون أصل ثبوته مستحيلاً.
وقد اطيل الكلام في كيفية الجواب ومناقشة هذا الوجه ونحن نرى أنَّ المناسب الجواب بجوابٍ مختصر وحاصله أن يقال:- إننا نحتمل أنَّ مقصود السيد المرتضى حينما نقل الاجماع على عدم حجية الخبر هو يقصد عدم حجية الخبر الضعيف السند أو بالأخرى الخبر الفاقد لشرائط الحجية، فهو يدّعي الاجماع على عدم حجية مثل هذا الخبر، ومما يدعم ما نقول إنه في الفقه يعمل بأخبار الآحاد وهذا يكشف أنه حينما ادعى عدم حجية الخبر هو يقصد الخبر غير المعتبر والفاقد لشرائط الحجية، خصوصاً وأنَّ السيد المرتضى كان كثير الاختلاط بأصحاب الاتجاه الثاني فيحتاج إلى شيء من الدبلوماسية في الردّ عليهم، فهم حينما يأتون إليه بأخبارٍ ويريدون أن يلزمونا بها فنحن في مقام دفع تلك الشبهات والأمور التي يوردونها والتخلص منها نقول إنَّ هذا خبر واحد وخبر الواحد ليس بحجة، فلعل السيد المرتضى يقصد الاشارة إلى هذا المعنى.
وبهذا انتهى الكلام عن الاعتراضات الموجَّهة على حجية خبر الثقة وقد اتضح أنَّ حجية خبر الثقة من ناحية الآية الكريمة أنه لا بأس بها.