الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

46/03/21

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- الأدلة على حجية الشهرة الفتوائية – الشهرة الفتوائية.

مبحث حجية خبر الواحد: -

خبر الواحد - بقطع النظر عن اللغة - هو مصطلح اصولي يراد به كل خبرٍ لم يبلغ حدَّ التواتر، وربما يقال بوجود معنىً آخر له وهو الخبر الذي لا يمكن الاعتماد عليه لوجود خللٍ في سنده ككون راويه ليس بثقة - أي الخبر الذي اختلت فيه بعض شروط الحجية - ولعل من ادعى الاجماع على عدم حجية خبر الواحد يقصد المعنى الثاني لا الأول، ومما يؤيد ذلك أنَّ الشيخ الطوسي(قده) ادعى في بعض كلماته الاجماع على حجية خبر الواحد[1] ولكنه في بعض كلماته الاخرى ردَّ بعض الاخبار بأنها من الآحاد[2] ، والجمع بين هذين الكلامين قد يصلح بنفسه قرينةً على أنه يقصد من الآحاد التي حكم عليها بالردَّ هي الخبر الذي يكون راويه ضعيفاً - أي ليس بثقة - بينما الذي ادعى الاجماع عليه هو ما إذا كان راويه ثقة ولم يبلغ حدَّ التواتر.

ثم إنَّ هذه المسألة رغم أهميتها وقع الكلام في كونها أصولية أو ليست أصولية، والوجه في ذلك هو أنَّ مسائل العلم هي ما تبحث عن موضوع ذلك العلم واحوال ذلك العلم وأحكام ذلك الموضوع لذلك العلم، ومن المعلوم أنَّ البحث عن حجية خبر الواحد ليس بحثاً عن أحد أحوال موضوع علم الأصول الذي هو الأدلة الأربعة، فهذا البحث هو لا يرتبط بالكتاب الكريم ولا بالسنَّة الشريفة فإنَّ كلامنا هو في خبر الواحد وليس في أصل السنَّة مثلاً فإنَّ السنَّة حجة بلا خلاف، فلذلك وقع الكلام في أنَّ مسألة خبر الواحد مسالة أصولية أو ليست أصولية لأنها ليست من عوارض موضوع علم الأصول. لكن رغم ذلك فالمسألة ليست مهمة ولا تستدعي التوقف من هذه الناحية فسواء كانت أصولية أو غير أصولية فهذا لا يؤثر شيئاً.

ونمنهج البحث في حجية خبر الواحد في أمور ثلاثة: -

الأمر الاول: - ما استدل به على الحجية.

الأمر الثاني: - ما استدل به على عدم الحجية.

الأمر الثالث: - ما استدل به من الأخبار.

أما ما استدل به على حجيته: - فقد استدل له بالكتاب الكريم تارةً، وبالسنَّة الشريفة أخرى، وبالسيرة ثالثة.

أما الكتاب الكريم: - فأهم ما استدل به على حجية الخبر هو آية النبأ، وقد ذكر للاستدلال بها عدَّة تقريبات لعل أهمها التمسك بمفهوم الشرط والتمسك بمفهوم الوصف.


[1] عدة الأصول، الشيخ الطوسي، ج1، ص126.
[2] تهذيب الأحكام، شيخ الطائفة، ج1، ص242.. في ذيل حديث 698