الموضوع:- حجية الاجماع المحصَّل عند الامامية، حجية الشهرة - مبحث الاجماع.

رأيٌ للشيخ العراقي: -

ذكر الشيخ العراقي(قده) في نهاية الافكار[1] في حجية الاجماع المنقول أنه إذا كان الناقل للاجماع هو من المتقدمين الذين كانوا يعيشون أواخر الغيبة الصغرى وأوائل الغيبة الكبرى من قبيل الشيخ الكليني والصدوقين والمفيد والسيّدين كان نقله حجة وسوف يثبت الحكم الشرعي، لأنه يحتمل في حق هؤلاء الوصول إلى الامام عليه السلام وأخذ رأيه منه بالمباشرة، ومادام يحتمل تحصيل رأي الامام عليه السلام عن حسٍّ فسوف يكون النقل المذكور حجة لأصالة الحس وبالتالي تشمله أدلة حجية الخبر.

وفيه: - إنَّ ما افاده غريب فإنَّ الامام عليه السلام فترة الغيبة الصغرى لم يلتقِ بأحد سوى السفراء الأربعة، واحتمال لقائه معهم في عصر الغيبة الصغرى هو كاحتمال لقائه في عصر الغيبة الكبرى بأحد الفقهاء من دون فرق، فإذا نقل فقيه الاجماع في عصر الغيبة الكبرى فنقول إنَّ نقل الاجماع حجة لاحتمال أنه التقى بالإمام عليه السلام، وإذا قلت من البعيد أن يلتقي الفقهاء بالإمام عليه السلام حال الغيبة الكبرى قلنا من البعيد أيضاً أنه يلتقون به في فترة الغيبة الصغرى فإنه كان يلتقي بالسفراء الاربعة فقط لا غير.

مبحث الشهرة الفتوائية: -

تنقسم الشهرة عند الاصوليين إلى ثلاثة أقسام، روائية، وعملية، وفتوائية، أما الشهرة الروائية فالمقصود منها ما إذا كان لدينا روايتان متعارضتان فمن أحد المرجحات هو الشهرة الرواية فتقدم الرواية المشهورة على غير المشهورة، فالروايات المتعارضة إذا كانت واحدة منها مشهورة روائياً - يعني بين الرواة حيث ينقلها الكثير منهم - فقد يقال بأنَّ هذه من المرجّحات لإحدى الروايتين على الأخرى، فالشهرة الروائية تستعمل كمرجّحٍ لأحدى الروايتين على الأخرى، وأما الشهرة العملية فالمقصود منها ما إذا كانت لدينا رواية واحدة - وليس المورد مورد باب المعارضة - وهذه الرواية كانت ضعيفة السند ولكن اشتهرت فتوى الفقهاء على طبقها فحينئذٍ هل ذلك يوجب جبرها إذا كانت ضعيفة السند؟، وأما الشهرة الفتوائية فهي أنَّ نفترض أنَّ حكماً من الأحكام لا يوجد له مستند من الكتاب الكريم أو من السنَّة الشريفة ولكنه حكم مشهور بين الفقهاء والفقهاء يفتون به من دون وجود روايةٍ تدل عليه فهل هذه الشهرة الفتوائية حجة أو ليست بحجة؟

ونحن كلامنا في هذا القسم الثالث، فنحن حينما دخلنا في الشهرة الفتوائية لابد وأن نميز بأنه توجد فتوى مشهورة بين الفقهاء ولكن لا توجد آية أو رواية تدل عليها غايته أنه توجد شهرة على هذه الفتوى فهل ذلك يوجب حجية الفتوى المذكورة أو لا؟، فكلامنا هو أنَّ الشهرة الفتوائية هل هي حجة وتوجب حجية الفتوى أو لا؟