45/11/24
الموضوع: - كلام للسيد الروحاني(قده) والجواب عنه - التفصيل الخامس في حجية الظهور - النقطة الثانية ( تفاصيل حجية الظهور ) - حجية الظهور - مبجث الظن.
هذا وللسيد الروحاني(قده) كلاماً[1] يردَّ فيه على ما تمسكنا به:- حيث ذكر أنَّ نفس تخفّي الموصي أو المقر ورغبته في عدم اطلاع أحدٍ على وصيته أو اقراره عدى ورثته يمكن أن يكون شاهداً على أنه يقصد ظاهر كلامه ولذلك لم يرد اطلاع غير ورثته عليها، فرغبته في التخفي هو قرينة على أنه يقصد المعنى الظاهر وعليه فلا يصح التمسك بحجية الظهور في الوصايا والأقارير لأنَّ نفس تخفي الموصي عن غير ورثته فهذه قرينة واضحة على أنه يقصد ظاهر كلامه وعلى هذا الأساس لا يصح التمسك بالأقارير والوصايا كشاهد لحصول القرينة، فالسيد الروحاني يقول إنَّ هذا لا تستشهدوا به لأنَّ تحفظ الموصي عن اطلاع أحد على الوصية أو الإقرار غير الورثة هو شاهد صدق على أنَّ مقصود الموصي في وصيته هو ظاهر الكلام ولذلك لم يرد أن يطلع عليه أحد غير ورثته.
وفي التعليق على ما ذكره نقول: -
أولاً:- نحن لم نفترض أنَّ المقر أو صاحب الوصية قد أخفى وصيته على غير ورثته ولم ندّع أنَّ السيرة جارية عل هذا وإنما نحن ندّعي أنه لو عثر الورثة على وصيةٍ أو إقرارٍ من أبيهم بعد وفاته فإنهم سوف يذهبون بها إلى من يعرف الكلام كالمجتهد مثلاً ويسألونه ماذا يفهم منها وهو بدروه يبين لهم ظاهر الكلام المكتوب فيها وهم يأخذون بهذا الظهور وهذه سيرة جارية وهي أن دلت على شيء فإنما تدل على أنَّ الظهور حجة بلحاظ الجميع ولا خصوصية لمن قُصٍد افهامه، ولذلك يتصدى المجتهد أو أهل المعرفة من طلاب الحوزة العلمية مثلاً لبيان ظواهر الوصايا والأقارير والناس يأخذون بهذه الظواهر وهذا يدل على أنَّ الظهور حجة حتى في حق من لم يُقصَد افهامه.
ثانياً: - إنه ذكر إنَّ نفس التخفي في الوصية وحرصه على اطلاع الورثة علها فقط دون غيرهم يدل على أنه يقصد ظاهر الكلام ولذلك تخفّى بالوصية عن غير ورثته، ونحن نقول: - إنَّ التخفّي لا يدل على ما ذكره - من أنَّ الظهور ليس حجة على من لم يقصد افهامه - وإنما هذا التخفّي يمكن أن يدل على أنه يقصد معنىً آخر غير الظاهر ولكنه تخفى من الناس خوفاً من أنه لو اطلع الناس على الوصية لتصوروا أنه يقصد المعنى الظاهر وبالتالي سوف يحصل ضغط من قبلهم على الورثة كي يعملوا بهذا المعنى الذي يقتضيه الظهور. فإذاً نفس التخفي يدل على أنه يقصد الظاهر وإلا لما كان هناك داعٍ لهذا التخفي.
وأما بالنسبة إلى ما افاده الشيخ الأعظم(قده) فنقول: -
أولاً: - إنَّ صحاب الائمة عليهم السلام كانوا يعملون بظاهر كلام الائمة عليهم السلام رغم التفاتهم إلى أنَّهم عليهم السلام قد يعتمدون على القرائن المفصلة، كما أنه لم يرد ردع منهم عليهم السلام عن ذلك وهذا يدل على أنَّ احتمال مجيء القرائن المنفصلة في المستقبل لا يمنع من الاعتماد على ظاهر الكلام الصادر منهم.
ثانياً: - نقول إنَّ أصحاب الأئمة في الفترة التي صدر فيها العموم من المعصوم عليه السلام إلى حين ورود المخصّص من قبل الامام الثاني أو الثالث الذي بعده كانوا يعملون بظاهر كلام الامام عليه السلام إلى أن يأتي المخصَّص فيما بعد، وهذا يدل على أنَّ احتمال ورود القرائن المنفصلة بعد ذلك لا يمنع من تطبيق اصالة الظهور والعمل به.
وعليه فلا حاجة إلى التمسك بسيرة أصحاب الائمة عليهم الاسلام على العمل بالظواهر رغم احتمال ورود المخصّص وإنما نفس اصدار الائمة عليهم السلام للعمومات يدل على جواز العمل بها إلى حين ورود المخصّص.