الأستاذ الشيخ باقر الايرواني

بحث الأصول

45/06/27

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - هل العلم الاجمالي منجز لحرمة المخالفة القطعية بنحو العلة التامة أو بنحوالمقتضي وهل الحال كذلك في وجوب الموافقة القطعية ؟ – العلم الاجمالي - الدليل العقلي.

 

وفي الجواب يقال:- إنَّ أحد الطرفين يجزم بأنه نجسٌ يحرم شربه، وحيث أنَّ الاشتغال اليقيني بهذا الواحد الواقعي الحرام يلزم تركه فمن باب احراز امتثال ترك الحرام الذي نعلم بثبوته يلزم من باب المقدمة ترك كلا الطرفين لأنَّ أحدهما شربه علينا حرام وحينئذٍ لا يجوز ارتكاب كلا الطرفين لأنه ارتكابٌ للحرام فيلزم تركهما معاً حتى نحرز ترك الحرام فإنَّ الاشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني.

وبعد ثبوت حرمة المخالفة القطعية نطرح هذا التساؤل:- وهو أنه هل حرمة المخالفة القطعية ثابتة بنحو المقتضي أو أنها ثابتة بنحو العلية؟

والفارق يظهر أنه إن قلنا بأنَّ حرمة المخالفة القطعية ثابتة بنحو المقتضي فحينئذٍ يكون تأثير المقتضي متوقفاً على عدم المانع فإذا جاء ترخيصٌ من الشارع في ارتكاب الطرفين معاً جاز ذلك، وإن قلنا هي ثابتة بنحو العلّية فالحرمة حينئذٍ لا تكون معلَّقة فيلزم تركهما معاً ولا يمكن أن يرخص الشارع في ارتكابهما.

والمعروف بين الاصوليين هو أنَّ الحرمة ثابتة بنحو العلية فلا يمكن للشارع الترخيص في ارتكابهما معاً لوجوه ستأتي فيما بعد.

وهذا وخالف في ذلك الشيخ الخراساني(قده) حيث قال:- إنَّ حرمة المخالفة القطعية ثابتة بنحو الاقتضاء، بدعوى أنَّ موضوع الحكم الظاهري محفوظٌ في كلّ طرف من أطراف العلم الاجمالي فيمكن للشارع أن يرخّص ترخيصاً ظاهرياً في الطرف الأول لأنَّ موضوع الحكم الظاهري محفوظ فيه وهو الشك - أي الشك في أنَّ هذا الطرف حرام أو لا - وحينئذٍ يمكن للشرع أن يرخّص في الطرف الأول ويرخّص في الطرف الثاني لأنَّ موضوع الحكم الظاهري محفوظ في الطرفين، وإذا قلت:- يلزم من ذلك المناقضة بين الحكم الواقعي الذي هو حرمة احدهما وبين الحكم الظاهري الذي هو حلية كليهما، قلنا:- إذا تمت هذه الشبهة فيلزم أن تتم في الشبهة البدوية أيضاً ولا تنحصر بالشبهة المقرونة بالعلم الاجمالي، فلو كان عندنا اناء واحد ونحتمل أنه نجس فهنا يلزم عدم جواز الترخيص الظاهري فيه لاحتمال أنه نجس يعني حرام واقعاً فإذا رخّص الشارع فيه يلزم حينئذٍ اجتماع الحرمة الواقعية مع الاباحة الظاهرية غايته أنهما تجتمعان على مستوى الاحتمال - فيحتمل أنهما سوف تجتمعان - ولكن اجتماع المتناقضين والمتضادين كما هو مستحيل على مستوى الجزم كذلك هو مستحيل على مستوى الاحتمال أيضاً.