45/03/23
الموضوع: - البيان الثالث لكون الحسن والقبح عقليان، الاحتمال الثالث في حجية القطع - الأقوال في حجية القطع - حجية القطع.
ومقصوده إنَّ العقل هو الذي يحكم ابتداءً بلزوم اتباع القطع بالحكم والعمل على طبقه لا أنه يكشف عن الواقع ويحكي عنه، وعليه فحجية القطع سوف تصير حكماً عقلياً ولكن بمعنى أنه يحكم ويثبت الحجية للقطع ابتداءً لا أنه يكشف أو يستكشف أنه واقعاً الحكم بالقطع حجة ككشفه عن كون الأربعة زوج.
والمقصود من ذلك أنَّ هناك بحثان تعرض إليهما الاعلام احدهما بحث حجية القطع وثانيهما بحث حق الطاعة وأنَّ الله عزَّ وجل هل له حق الطاعة أو لا؟، وقد تعرضوا إلى البحث الأول في علم الأصول وبحثوا أنَّ القطع منجز للأحكام أو ليس بمنجز؟، كما تعرضوا إلى البحث الثاني في علم الكلام، فهم فصلوا بين هذين البحثين وكان المناسب بحثهما معاً في علم الأصول فنقول إنَّ الله عزَّ وجل هو خالقنا والمنعم علينا فله حق الاطاعة علينا قد ثبت له هذا الحق علينا بسبب المنعمية ولكن في أي دائرة ثبت له في حقنا فهل هو ثابت في دائرة الاحكام المقطوعة أو يعم الاحكام المظنونة أو يعم الاحكام المحتملة ايضاً بحيث يكفي الاحتمال لثبوت حق الطاعة؟ والقدر المتيقن من حق الطاعة هو التكاليف المقطوعة.
وبناءً على هذا سوف يصير القطع بالتكليف ثابتاً ومنجزاً لا بحكم العقلاء الذي ذهب إليه الشيخ الأعظم(قده)، ولا بحكم العقل الذي ذهب إليه المشهور، بل لأنَّ حق الطاعة وسيعٌ والقدر المتيقن منه هو القطع بالتكليف.