الموضوع: - الأدلة على حجية الاستصحاب - مبحث الاستصحاب - الأصول العملية.

الأدلة على حجية الاستصحاب: -

الأدلة على الحجية ثلاثة: -

الدليل الأول: - إفادته للظن.

الدليل الثاني: - سيرة العقلاء.

الدليل الثالث: - الأخبار.

أما بالنسبة الدليل الأول وهو الظن فتوجيهه أن يقال: - إنَّ الشيء إذا كان ثابتاً سابقاً ثم حصل بعد ذلك احتمال زواله وانعدامه فيحصل حينئذٍ ظن ببقائه وبالتالي يحكم بالبقاء لأجل الظن المذكور.

وهذا الكلام يحتاج إلى مقدمتين: -

الأولى: - إنه يحصل الظنُّ بالبقاء.

الثانية: - إنَّ الظنَّ بالبقاء حجة.

ونحن نقول: -

أما المقدمة الأولى ففي الجواب عنها نقول: - إنَّ الأشياء مختلفة وليست على منوالٍ واحد، فبعض الأشياء قابلة للعمر الطويل وبعضها ليست لذلك، ، فالشخص الشاب القوي بعد سنة قد يشك بكونه على قيد الحياة أو لا فيحصل ظنٌّ ببقائه فنحكم حينئذٍ بأنه باقٍ، والأمر كما ذكر، وأما إذا كان شيخاً كبيراً فالظن لا يحصل كما يحصل بالنسبة إلى الشاب، وهكذا بالنسبة إلى الحيوان، فإنَّ الحيوانات مختلفة، فبعضها قابل للعمر الطويل كالفيل والأسد، والبعض الآخر عمرها متوسط كالدجاجة، وبعضها عمرها قصير كالنملة، فالأشياء ليست على منوالٍ واحد حتى يحكم بحصول الظن ببقائها، وعليه فلا يمكن دعوى حجية الاستصحاب لأجل لحصول الظن بالبقاء وذلك لكون الأشياء مختلفة كما بيّنا، فلا يمكن أن نحكم بالبقاء على الجميع عند الشك في البقاء، هذا من ناحية الصغرى.