الأستاذ السيد مجتبی الحسيني
بحث التفسیر

46/03/14

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: التفسير الموضوعي/تفسیر الآيات المصدرة بيا ايها الناس / تفسير الآية الاولى من سورة النساء

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [1]

نحن فی بحثنا التفسیری فی ایام الاربعاء فی کل اسبوع تناولنا الآیات المصدرة ب ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾" فبدئنا من " اربعاء1جمادي الأولى سنة 1442 وانتهينا في ليلة الجمعة25 من شهر رمضان المبارك سنة 1445 وكان مجموعها 92 آية ولكن شمل بحثنا للآيات التي تكون مخاطبا تحت تلك الخطابات فعدد المحاضرات صارت 165 محاضرة وهي مكتوبة جاهزة مع اصواتها في موقع مدرسة الفقاهة على النت.

وبعد ذلك دخلنا في البحث عن الآيات المصدرة ب ﴿يا أيها الناس﴾ فبدئنا في يوم الأربعاء من 15شوال سنة 1445والى قبل عطلة الصيفية بحثنا آيتين منها وهي الآية 21من سوره بقره، والآية 168 من نفس السورة في خمس محاضرات واليوم نبحث حول الآية الأولى من سورة النساء وهي ثالث آية بدأت ب ﴿يا أيها الناس﴾.

فی قراءة الآية قال فی المجمع: (قرأ أهل الكوفة تسئلون بتخفيف السين والباقون بتشديدها وقرأ حمزة والأرحامِ بالجر والباقون بالنصب وقرئ في الشواذ والأرحامُ بالرفع). ثم ذكر وجه هذه القراءات بقوله:

(من خفف تسئلون أراد تتساءلون فحذف التاء من تتفاعلون لاجتماع حروف متقاربة ومن شدد فقال «تَسائَلُونَ» فإنه أدغم التاء في السين وحسن ذلك لاجتماعهما في أنهما من حروف طرف اللسان و أصول الثنايا و اجتماعهما في الهمس فخفف هنا بالإدغام كما خفف هناك بالحذف قال أبو علي من نصب «الْأَرْحامَ» احتمل انتصابه وجهين (أحدهما) أن يكون معطوفا على موضع الجار والمجرور (والآخر) أن يكون معطوفا على «اتَّقُوا» و تقديره و اتقوا الله و اتقوا الأرحام ... وأما من جر فإنه عطف على الضمير المجرور بالباء...الخ)[2]

هنا خلاف فی کیفیة خلق الحواء ففي قول ان الله خلق حواء من بقية طين آدم ويدل على هذا المعنى روايات:

منها ما رواه- فِي تَفْسِيرِ الْعَيَّاشِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَيِّ شَيْ‌ءٍ خَلَقَ اللَّهُ حَوَّا؟ فَقَالَ، أَيَّ شَيْ‌ءٍ يَقُولُونَ هَذَا الْخَلْقُ؟ قُلْتُ، يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَهَا مِنْ ضِلْعٍ مِنْ أَضْلَاعِ آدَمَ، فَقَالَ: كَذَبُوا، كَانَ يُعْجِزُهُ أَنْ يَخْلُقَهَا مِنْ غَيْرِ ضِلْعِهِ؟ فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَيِّ شَيْ‌ءٍ خَلَقَهَا، فَقَالَ. أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ طِينٍ، فَخَلَطَهَا بِيَمِينِهِ- وَ كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ- فَخَلَقَ مِنْهَا آدَمَ، وَ فَضَلَتْ فَضْلَةٌ مِنَ الطِّينِ فَخَلَقَ مِنْهَا حَوَّاءَ.

والقول الثانی خلقه من ضلع آدم عليه السلام ويجعلون "من" للتبعيض:

منها ما رواه الصدوق فِي عِلَلِ الشَّرَائِعِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: سُمِّيَتِ حَوَّا حَوَّا لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيٍّ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها﴾.

وَ روى بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ مَرْأَةً لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الْمَرْءِ يَعْنِي خُلِقَتْ حَوَّا مِنْ آدَمَ". کما ورد فی عِلَلِ الشَّرَائِعِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ عَنْ أَبِي- عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: "سُمِّيَ النِّسَاءُ نِسَاءً لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أُنْسٌ غَيْرُ حَوَّاء"َ.

و فِي الْكَافِي أَبَانٌ عَنِ الْوَاسِطِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنَ الْمَاءِ وَ الطِّينِ فَهِمَّةُ ابْنِ آدَمَ فِي الْمَاءِ وَ الطِّينِ، وَ خَلَقَ حَوَّا مِنْ آدَمَ فَهِمَّةُ النِّسَاءِ فِي الرِّجَالِ فَحَصِّنُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ."

اما حول نشأة ذرية آدم ونشرها فيها أيضا خلاف واليك بعضها:

قيل: بالتزاوج بين الاخوة والاخوات ويدل على ذلك روايات:

منها: ما رواه الحیری فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ النَّاسِ كَيْفَ تَنَاسَلُوا مِنْ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: حَمَلَتْ حَوَّاءُ هَابِيلَ وَأُخْتاً لَهُ فِي بَطْنٍ، ثُمَّ حَمَلَتْ فِي الْبَطْنِ الثَّانِي قَابِيلَ وَأُخْتاً لَهُ فِي بَطْنٍ، تَزَوَّجَ هَابِيلَ الَّتِي مَعَ قَابِيلَ وَتَزَوَّجَ قَابِيلُ الَّتِي مَعَ هَابِيلَ ثُمَّ حَدَثَ التَّحْرِيمُ بَعْدَ ذَلِكَ.

ومنها: - فِي كِتَابِ الْإِحْتِجَاجِ لِلطَّبْرِسِيِّ (ره) عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ﴿قَالَ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يُحَدِّثُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ، لَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ وَاقَعَ حَوَّاءَ وَلَمْ يَكُنْ غَشِيَهَا مُنْذُ خُلِقَ وَ خُلِقَتْ إِلَّا فِي الْأَرْضِ، وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ، وَ كَانَ آدَمُ يُعَظِّمُ الْبَيْتَ وَمَا حَوْلَهُ مِنْ حُرْمَةِ الْبَيْتِ، وَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْشَى حَوَّا خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ وَأَخْرَجَهَا مَعَهُ، فَإِذَا جَازَ الْحَرَمَ غَشِيَهَا فِي الْحِلِّ ثُمَّ يَغْتَسِلَانِ إِعْظَاماً مِنْهُ لِلْحَرَمِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى فِنَاءِ الْبَيْتِ فَوُلِدَ لِآدَمَ مِنْ حَوَّا عِشْرُونَ ذَكَراً وَ عِشْرُونَ أُنْثَى فَوُلِدَ لَهُ فِي كُلِّ بَطْنٍ ذَكَرٌ وَأُنْثَى. فَأَوَّلُ بَطْنٍ وَلَدَتْ حَوَّا هَابِيلُ وَمَعَهُ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا إِقْلِيمَا" الی ان قال: "وَوَلَدَتْ فِي الْبَطْنِ الثَّانِي قَابِيلَ وَ مَعَهُ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا لَوْزَا وَكَانَتْ لَوْزَا أَجْمَلَ بَنَاتِ آدَمَ.قَالَ: فَلَمَّا أَدْرَكُوا خَافَ عَلَيْهِمْ آدَمُ مِنَ الْفِتْنَةِ فَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ، أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ يَا هَابِيلُ لَوْزَا وَ أُنْكِحَكَ يَا قَابِيلُ إِقْلِيمَا، قَالَ قَابِيلُ، مَا أَرْضَى بِهَذَا أَ تُنْكِحُنِى أُخْتِ هَابِيلَ الْقَبِيحَةِ وَ تُنْكِحُ هَابِيلَ أُخْتِيَ الْجَمِيلَةَ؟ قَالَ، فَأَنَا أُقْرِعُ بَيْنَكُمَا، فَإِنْ خَرَجَ سَهْمُكَ‌ يَا قَابِيلُ عَلَى لَوْزَا وَخَرَجَ سَهْمُكَ يَا هَابِيلُ عَلَى إِقْلِيمَا زَوَّجْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا الَّتِي يَخْرُجُ سَهْمُهُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَرَضِيَا بِذَلِكَ فَاقْتَرَعَا، قَالَ، فَخَرَجَ سَهْمُ هَابِيلَ عَلَى لَوْزَا أُخْتِ قَابِيلَ وَ خَرَجَ سَهْمُ قَابِيلَ عَلَى إِقْلِيمَا أُخْتِ هَابِيلَ، قَالَ فَزَوَّجَهُمَا عَلَى مَا خَرَجَ لَهُمَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، قَالَ، ثُمَّ حَرَّمَ اللَّهُ نِكَاحَ الْأَخَوَاتِ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ. فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِيُّ. فَأَوْلَدَاهُمَا قَالَ. نَعَمْ فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِيُّ فَهَذَا فِعْلُ الْمَجُوسِ الْيَوْمَ. قَالَ. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ. إِنَّ الْمَجُوسَ إِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ بَعْدَ التَّحْرِيمِ مِنَ اللَّهِ، لَا تُنْكِرْ هَذَا إِنَّمَا هِيَ شَرَائِعُ جَرَتْ، أَ لَيْسَ اللَّهُ قَدْ خَلَقَ زَوْجَةَ آدَمَ مِنْهُ ثُمَّ أَحَلَّهَا لَهُ؟ فَكَانَ ذَلِكَ شَرِيعَةً مِنْ شَرَائِعِهِمْ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ التَّحْرِيمَ بَعْدَ ذَلِكَ".

القول الثالث: یقول کان التزاوج بین اولاد أدم والحور والجن وقد نطق بذلک بعض الروایات وفیها استنکار لقول القائلين بالتزاوج بين الاخوات والاخوة؟ وفیها ایضا انکار لخلق حواء من ضلع آدم واليك نصها:

منها ما رواه الصدوق بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ نُوبَةَ رَوَاهُ عَنْ زُرَارَةَ فیها انکار للتزاوج بین الاخوات والاخوة ورد فیه: قَالَ زُرَارَةُ: ثُمَّ سُئِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ خَلْقِ حَوَّاءَ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أُنَاساً عِنْدَنَا يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ الْأَيْسَرِ الْأَقْصَى، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً، يَقُولُ مَنْ يَقُولُ هَذَا: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْقُدْرَةِ مَا يَخْلُقُ لِآدَمَ زَوْجَتَهُ مِنْ غَيْرِ ضِلْعِهِ، وَجَعَلَ لِمُتَكَلِّمٍ مِنْ أَهْلِ التَّشْنِيعِ سَبِيلًا إِلَى الْكَلَامِ يَقُولُ: إِنَّ آدَمَ كَانَ يَنْكِحُ بَعْضُهُ بَعْضاً إِذَاكَانَتْ مِنْ ضِلْعِهِ، مَا لِهَؤُلَاءِ حَكَمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ أَمَرَ الْمَلَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ وَأَلْقَى عَلَيْهِ السُّبَاتَ، ثُمَّ ابْتَدَعَ لَهُ خَلْقاً ثُمَّ جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ النُّقْرَةِ الَّتِي بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَ ذَلِكَ لِكَيْ تَكُونَ الْمَرْأَةُ تَبَعاً لِلرَّجُلِ، فَأَقْبَلَتْ تَتَحَرَّكُ فَانْتَبَهَ لِتَحَرُّكِهَا فَلَمَّا انْتَبَهَ نُودِيَتْ أَنْ تَنَحَّيْ عَنِّي، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا نَظَرَ إِلَى خَلْقٍ حَسَنٍ يُشْبِهُ صُورَتَهُ غَيْرَ أَنَّهَا أُنْثَى، فَكَلَّمَهَا فَكَلَّمَتْهُ بِلُغَتِهِ، فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ خَلْقٌ خَلَقَنِي اللَّهُ كَمَا تَرَى، فَقَالَ آدَمُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَبِّ: مَنْ هَذَا الْخَلْقُ الْحَسَنُ الَّذِي قَدْ آنَسَنِي قُرْبُهُ وَ النَّظَرُ إِلَيْهِ؟ فَقَالَ اللَّهُ هَذِهِ أَمَتِي حَوَّاءُ أَ فَتُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مَعَكَ فَتُونِسَكَ وَ تُحَدِّثَكَ وَ تَأْتَمِرَ لِأَمْرِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ وَ لَكَ عَلَيَّ بِذَلِكَ الشُّكْرُ وَ الْحَمْدُ مَا بَقِيتُ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَاخْطُبْهُا إِلَيَّ فَإِنَّهَا أَمَتِي وَ قَدْ تَصْلُحُ أَيْضاً لِلشَّهْوَةِ وَ أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِ الشَّهْوَةَ، وَ قَدْ عَلِمَ قَبْلَ ذَلِكَ الْمَعْرِفَةَ فَقَالَ: يَا رَبِّ فَإِنِّي أَخْطُبُهَا إِلَيْكَ فَمَا رِضَاكَ لِذَلِكَ؟ قَالَ رِضَائِي أَنْ تُعَلِّمَهَا مَعَالِمَ دِينِي، فَقَالَ: ذَلِكَ لَكَ يَا رَبِّ إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ، قَالَ قَدْ شِئْتُ ذَلِكَ وَ قَدْ زَوَّجْتُكَهَا فَضُمَّهَا إِلَيْكَ فَقَالَ: أَقْبِلِي فَقَالَتْ: بَلْ أَنْتَ فَأَقْبِلْ إِلَيَّ، فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ أَنْ يَقُومَ إِلَيْهَا فَقَامَ وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَكُنَّ النِّسَاءُ هُنَّ يَذْهَبْنَ إِلَى الرِّجَالِ حَتَّى خَطَبْنَ عَلَى أَنْفُسِهِنَّ، فَهَذِهِ قِصَّةُ حَوَّا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا.[3]

وهناک حدیث آخر بهذا المعنى مع تفصيل اكثر واليك نصه:

وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ مُقَاتِلٍ عَمَّنْ سَمِعَ زُرَارَةَ يَقُولُ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ بَدْوِ النَّسْلِ مِنْ آدَمَ كَيْفَ كَانَ؟ وَ عَنْ بَدْوِ النَّسْلِ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ فَإِنَّ أُنَاساً عِنْدَنَا يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى آدَمَ أَنْ يُزَوِّجَ بَنَاتِهِ بَنِيهِ، وَ إِنَّ هَذَا الْخَلْقَ كُلَّهُ أَصْلُهُ مِنَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً، يَقُولُ مَنْ قَالَ هَذَا: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ صَفْوَةَ خَلْقِهِ وَأَحِبَّائِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ مِنْ حَرَامٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْقُدْرَةِ مَا يَخْلُقُهُمْ مِنَ حَلَالٍ، وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى الْحَلَالِ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ. فَوَ اللَّهِ لَقَدْ نُبِّئْتُ أَنَّ بَعْضَ الْبَهَائِمِ تَنَكَّرَتْ لَهُ أُخْتُهُ، فَلَمَّا نَزَا عَلَيْهَا وَ نَزَلَ كُشِفَ لَهُ عَنْهَا، فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهَا أُخْتُهُ أَخْرَجَ غُرْمُولَهُ ثُمَّ قَبَضَ عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهُ حَتَّى قَطَعَهُ فَخَرَّ مَيِّتاً وَ آخَرُ تَنَكَّرَتْ لَهُ أُمُّهُ فَفَعَلَ هَذَا بِعَيْنِهِ، فَكَيْفَ الْإِنْسَان‌ فِي إِنْسَانِيَّتِهِ وَ فَضْلِهِ وَ عِلْمِهِ؟ غَيْرَ أَنَّ جِيلًا مِنْ هَذَا الْخَلْقِ الَّذِي تَرَوْنَ رَغِبُوا عَنْ عِلْمِ أَهْلِ بُيُوتَاتِ أَنْبِيَائِهِمْ وَ أَخَذُوا مِنْ حَيْثُ لَمْ يُؤْمَرُوا بِأَخْذِهِ، فَصَارُوا إِلَى مَا قَدْ تَرَوْنَ مِنَ الضَّلَالِ وَ الْجَهْلِ بِالْعِلْمِ كَيْفَ كَانَتِ الْأَشْيَاءُ الْمَاضِيَةُ مِنْ بَدْءِ أَنْ خَلَقَ اللَّهُ مَا خَلَقَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ أَبَداً ثُمَّ قَالَ: وَيْحَ هَؤُلَاءِ أَيْنَ هُمْ عَمَّا لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَلَا فُقَهَاءُ أَهْلِ الْعِرَاقِ؟ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ الْقَلَمَ فَجَرَى عَلَى اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَبْلَ خَلْقِ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، وَأَنَّ كُتُبَ اللَّهِ كُلَّهَا فِيمَا جَرَى فِيهِ الْقَلَمُ فِي كُلِّهَا تَحْرِيمُ الْأَخَوَاتِ عَلَى الْإِخْوَةِ مَعَ مَا حُرِّمَ، وَ هَذَا نَحْنُ قَدْ نَرَى مِنْهَا هَذِهِ الْكُتُبَ الْأَرْبَعَةَ الْمَشْهُورَةَ فِي هَذَا الْعَالَمِ: التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، أَنْزَلَهَا اللَّهُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ عَلَى رَسُولِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، مِنْهَا التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَ الزَّبُورَ عَلَى دَاوُدَ والْإِنْجِيلَ عَلَى عِيسَى وَ الْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَعَلَى النَّبِيِّينَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ لَيْسَ فِيهَا تَحْلِيلُ شَيْ‌ءٍ مِنْ ذَلِكَ، حَقّاً أَقُولُ مَا أَرَادَ مَنْ يَقُولُ هَذَا وَشِبْهَهُ إِلَّا تَقْوِيَةَ حُجَجِ الْمَجُوسِ، فَمَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا كَيْفَ كَانَ بَدْوُ النَّسْلِ مِنْ آدَمَ وَكَيْفَ كَانَ بَدْوُ النَّسْلِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فَقَالَ إِنَّ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وُلِدَ لَهُ سَبْعُونَ بَطْناً فِي كُلِّ بَطْنِ غُلَامٌ وَ جَارِيَةٌ إِلَى أَنْ قُتِلَ هَابِيلُ فَلَمَّا قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ جَزِعَ آدَمُ عَلَى هَابِيلَ جَزَعاً قَطَعَهُ عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فَبَقِيَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَغْشَى حَوَّاءَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ تَجَلَّى مَا بِهِ مِنَ الْجَزَعِ عَلَيْهِ فَغَشِيَ حَوَّاءَ، فَوَهَبَ اللَّهُ لَهُ شِيثاً وَحْدَهُ لَيْسَ مَعَهُ ثَانٍ، وَاسْمُ شِيثٍ هِبَةُ اللَّهِ وَهُوَ أَوَّلُ وَصِيٍّ أَوْصَى إِلَيْهِ مِنَ الْآدَمِيِّينَ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ وُلِدَ لَهُ مِنْ بَعْدِ شِيثٍ يَافِثُ لَيْسَ مَعَهُ ثَانٍ فَلَمَّا أَدْرَكَا وَ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُبْلِغَ بِالنَّسْلِ مَا تَرَوْنَ وَ أَنْ يَكُونَ مَا قَدْ جَرَى بِهِ الْقَلَمُ مِنْ تَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْأَخَوَاتِ عَلَى الْإِخْوَةِ، أَنْزَلَ بَعْدَ الْعَصْرِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ حَوْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ اسْمُهَا نَزْلَةُ، فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ أَنْ يُزَوِّجَهَا مِنْ شِيثٍ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنَ الْغَدِ حَوْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ اسْمُهَا الْمَنْزِلَةُ، فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ أَنْ يُزَوِّجَهَا مِنْ يَافِثَ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ، فَوُلِدَ لِشِيثٍ غُلَامٌ وَوُلِدَ لِيَافِثَ جَارِيَةٌ، فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ حِينَ أَدْرَكَا أَنْ يُزَوِّجَ بِنْتَ يَافِثَ مِنِ ابْنِ شِيثٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ فَوُلِدَ الصَّفْوَةُ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ مِنْ نَسْلِهِمَا، وَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَلَى مَا قَالُوا مِنَ الْإِخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ"

وفی كِتَابِ عِلَلِ الشَّرَائِعِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ حَوْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَزَوَّجَهَا أَحَدَ ابْنَيْهِ، وَتَزَوَّجَ الْآخَرُ إِلَى الْجِنِّ فَوَلَدَتَا جَمِيعاً فَمَا كَانَ مِنَ النَّاسِ مِنْ جَمَالٍ وَحُسْنُ خَلْقٍ فَهُوَ مِنَ الْحَوْرَاءِ وَمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ سُوءِ الْخَلْقِ فَمِنْ بِنْتِ الْجَانِّ، وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ زَوَّجَ بَنِيهِ مِنْ بَنَاتِه"ِ.

وفِي تَفْسِيرِ الْعَيَّاشِيِّ عَنْ أَبَى بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "إِنَّ آدَمَ وَلَدَ أَرْبَعَةَ ذُكُورٍ فَأَهْبَطَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَرْبَعَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَزَوَّجَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَاحِدَةً فَتَوَالَدُوا ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ رَفَعَهُنَّ وَ زَوَّجَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ أَرْبَعَةً مِنَ الْجِنِّ فَصَارَ النَّسْلُ فِيهِمْ فَمَا كَانَ مِنْ حِلْمٍ فَمِنْ آدَمَ وَمَا كَانَ مِنْ جَمَالٍ فَمِنْ قِبَلِ الْحُورِ الْعِينِ، وَمَا كَانَ مِنْ قُبْحٍ أَوْ سُوءِ خُلُقٍ فَمِنَ الْجِنِّ."

و فِي كِتَابِ عِلَلِ الشَّرَائِعِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَأَلَ‌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ آدَمَ خُلِقَ مِنْ حَوَّا أَمْ خُلِقَتْ حَوَّا مِنْ آدَمَ؟ قَالَ: بَلْ حَوَّا خُلِقَتْ مِنْ آدَمَ، وَلَوْ كَانَ آدَمُ خُلِقَ مِنْ حَوَّا لَكَانَ الطَّلَاقُ بِيَدِ النِّسَاءِ وَلَمْ يَكُنْ بِيَدِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَمِنْ كُلِّهِ خُلِقَتْ أَوْ مِنْ بَعْضِهِ؟ قَالَ: بَلْ مِنْ بَعْضِهِ، وَ لَوْ خُلِقَتْ مِنْ كُلِّهِ لَجَازَ الْقِصَاصُ فِي النِّسَاءِ كَمَا يَجُوزُ فِي الرِّجَالِ، قَالَ: فَمِنْ ظَاهِرِهِ أَوْ بَاطِنِهِ؟ قَالَ: بَلْ مِنْ بَاطِنِهِ وَ لَوْ خُلِقَتْ مِنْ ظَاهِرِهِ لَانْكَشَفْنَ النِّسَاءُ كَمَا يَنْكَشِفُ الرِّجَالُ، فَلِذَلِكَ صَارَ النِّسَاءُ مُسْتَتِرَاتٍ، قَالَ: فَمِنْ يَمِينِهِ أَوْ مِنْ شِمَالِهِ؟ قَالَ: بَلْ مِنْ شِمَالِهِ وَلَوْ خُلِقَتْ مِنْ يَمِينِهِ لَكَانَ حَظُّ الْأُنْثَى مِثْلَ حَظِّ الذَّكَرِ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلِذَلِكَ صَارَ لِلْأُنْثَى سَهْمٌ وَلِلذَّكَرِ سَهْمَانِ، وَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ مِثْلَ شَهَادَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ خُلِقَتْ؟ قَالَ مِنَ الطِّينَةِ الَّتِي فَضَلَتْ مِنْ ضِلْعِهِ الْأَيْسَرِ، قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ" الحديث.

وعن الكليني: عن عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: "قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلَقَ الرِّجَالُ مِنَ الْأَرْضِ وَإِنَّمَا هَمُّهُمْ فِي الْأَرْضِ وَخُلِقَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرِّجَالِ، وَإِنَّمَا هَمُّهُمْ فِي الرِّجَالِ، احْبِسُوا نِسَاءَكُمْ يَا مَعَاشِرَ الرِّجَالِ"

وعن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ خَالِدِ بْنِ إِسْمَعِيلَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ "ذَكَرْتُ لَهُ الْمَجُوسَ وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ نِكَاحٌ كَنِكَاحِ وُلْدِ آدَمَ فَإِنَّهُمْ يُحَاجُّونَّا بِذَلِكَ، فَقَالَ أَمَّا أَنْتُمْ فَلَا يُحَاجُّونَكُمْ بِهِ لَمَّا أَدْرَكَ هِبَةُ اللَّهِ قَالَ آدَمُ يَا رَبِّ زَوِّجْ هِبَةَ اللَّهِ، فَأَهْبَطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَوْرَاءَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَرْبَعَةَ غِلْمَةٍ، ثُمَّ رَفَعَهَا اللَّهُ فَلَمَّا أَدْرَكَ وُلْدُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ يَا رَبِّ زَوِّجْ وُلْدَ هِبَةِ اللَّهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنْ يَخْطُبَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْجِنِّ وَ كَانَ مُسْلِماً أَرْبَعَ بَنَاتٍ‌ لَهُ عَلَى وُلْدِ هِبَةٍ فَزَوَّجَهُنَّ، فَمَا كَانَ مِنْ جَمَالٍ وَ حِلْمٍ فَمِنْ قِبَلِ الْحَوْرَاءِ وَ النُّبُوَّةِ، وَ مَا كَانَ مِنْ سَفَهٍ أَوْ حِدَّةٍ فَمِنَ الْجِنّ"ِ.

اقول: کل هذه الروایات ضعیفة السند وردت فی تفسیر نور الثقلین عن مصادرها وکل ما ذکر فیها لیس بمستحیل عقلا ولا شرعاً ولا یهمنا ذلک فانها اخبار لا یترتب علیها حکما شرعیا حتی نحتاج لها حجة شرعیة وعلی تعبیر شیخ الرأیس بو علی سینا رضوان الله علیه (کلما قرع سمعک من العجائب فذره فی بقعة الامکان ما لم یذدک عنه قائم البرهان). نبحث فی مدالیل الآیئ الشریفة فی الاسابع القادمة وان شاء الله

 


[1] سوره نساء، آيه 1.
[2] مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الشيخ الطبرسي، ج3، ص6.
[3] تفسير نور الثقلين، العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي، ج1، ص429.