الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

42/09/08

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: تفسير الموضوعي / تفسير آيات المصدرة ب"يا ايا الذين آمنوا /تفسير آیة 264 الي 266 سورة البقرة

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْ‌ءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ . ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ تَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ . ﴿أَ يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ أَصابَهُ الْكِبَرُ وَ لَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾[1]

قد تحدثنا في اليوم الماضي في هذه الآيات المباركات ولم نجد فرصة لان نقوم باطلالة في حقل الروايات حول مسألة الانفاق فاليوم نريد ان ندرك الفائت و نفي بالوعد فاليكم نماذج منها:

فِي كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِذَا أَحْسَنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ ضَاعَفَ اللَّهُ لَهُ عَمَلَهُ بِكُلِّ حَسَنَةٍ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى «وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ»[2]

الظاهر ان الامام عليه السلام في هذه الرواية المباركة اشار الى صدر الآية 261 من سورة البقرة ثم ذكر ذيلها بنصها فيفيد ان التضاعف الى سبعمأة اقلها و المضاعفة لا حد لها وتعود الى مشيئة الله عزوجل.

وَ قَالَ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَجُلٍ سَلَفَتْ مِنِّي إِلَيْهِ يَدٌ أَتْبَعْتُهَا أُخْتَهَا وَ أَحْسَنْتُ بِهَا لَهُ، لِأَنِّي رَأَيْتُ مَنْعَ الْأَوَاخِرِ يَقْطَعُ لِسَانَ شُكْرِ الْأَوَائِلِ.[3]

الظاهر ان الامام عليه السلام في كلامه أراد أن يبين أنّ الأولوية في الانفاق الى من يتوقع الخير من المنفق.

1119- عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ﴾ قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثُمَّ ضَرَبَ مَثَلَ الْمُؤْمِنِين" [4]

ان امير المؤمنين هو الاول بعد رسول الله في جميع الخيرات والكمالات وهو المصداق الاتم وهذا لا ينافي شمول الآيات لنوع المؤمنين.

عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع تَصَدَّقْتُ يَوْماً بِدِينَارٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص- أَ مَا عَلِمْتَ يَا عَلِيُّ أَنَّ صَدَقَةَ الْمُؤْمِنِ لَا تَخْرُجُ مِنْ يَدِهِ- حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا مِنْ لُحِيِّ سَبْعِينَ شَيْطَاناً- كُلُّهُمْ يَأْمُرُهُ بِأَنْ لَا يَفْعَلَ- وَ مَا تَقَعُ فِي يَدِ السَّائِلِ- حَتَّى تَقَعَ فِي يَدِ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ- ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ أَ لَمْ يَعْلَمُوا- أَنَّ اللّٰهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ‌عَنْ عِبٰادِهِ- وَ يَأْخُذُ الصَّدَقٰاتِ وَ أَنَّ اللّٰهَ هُوَ التَّوّٰابُ الرَّحِيمُ"[5]

عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ص خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ وَ ذَخَائِرِهِ الصَّدَقَةُ.[6]

وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ﴿فَأَمّٰا مَنْ أَعْطىٰ- وَ اتَّقىٰ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىٰ﴾- بِأَنَّ اللَّهَ يُعْطِي بِالْوَاحِدَةِ عَشَرَةً إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ- فَمَا زَادَ ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرىٰ﴾ قَالَ- لَا يُرِيدُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا يَسَّرَهُ اللَّهُ لَهُ الْحَدِيثَ.[7]

نعم الشروط وما اصعبها لضعاف النفس مثلي.

وعَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ لَا يَكْمُلُ إِيمَانُ الْعَبْدِ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ أَرْبَعُ خِصَالٍ- يُحْسِنُ خُلُقَهُ وَ تَسْخُو نَفْسُهُ- وَ يُمْسِكُ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ- وَ يُخْرِجُ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ".[8]

وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةً أَحَبُّ إِلَيَّ- مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً وَ رَقَبَةً- حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَشْرٍ وَ مِثْلَهَا وَ مِثْلَهَا- حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعِينَ- وَ لَأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ- أُشْبِعَ جَوْعَتَهُمْ وَ أَكْسُوَ عَوْرَتَهُمْ وَ أَكُفَّ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ حَجَّةً- وَ حَجَّةً حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَشْرٍ وَ عَشْرٍ وَ مِثْلَهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعِينَ.[9]

1 - مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَنِّي أُصِبْتُ بِابْنَيْنِ- وَ بَقِيَ لِي بُنَيٌّ صَغِيرٌ فَقَالَ تَصَدَّقْ عَنْهُ- ثُمَّ قَالَ حِينَ حَضَرَ قِيَامِي مُرِ الصَّبِيَّ- فَلْيَتَصَدَّقْ بِيَدِهِ بِالْكِسْرَةِ وَ الْقَبْضَةِ وَ الشَّيْ‌ءِ وَ إِنْ قَلَّ- فَإِنَّ كُلَّ شَيْ‌ءٍ يُرَادُ بِهِ اللَّهُ- وَ إِنْ قَلَّ بَعْدَ أَنْ تَصْدُقَ النِّيَّةُ فِيهِ عَظِيمٌ- إِنَّ اللَّهَ عَزَّوَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ- وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ وَ قَالَ: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ- وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا الْعَقَبَةُ- فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعٰامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ- يَتِيماً ذٰا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذٰا مَتْرَبَةٍ﴾ - عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى فَكِّ رَقَبَةٍ- فَجَعَلَ إِطْعَامَ الْيَتِيمِ وَ الْمِسْكِينِ مِثْلَ ذَلِكَ- تَصَدَّقْ عَنْهُ[10] .

3مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: مِنْ أَلْفَاظِ رَسُولِ اللَّهِ ص الْمُوجَزَةِ- الَّتِي لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهَا- الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى.[11]

و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ فَيَدُ اللَّهِ الْعُلْيَا- وَ يَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا- وَ يَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى- فَأَعْطِ الْفَضْلَ وَ لَا تُعْجِزْ نَفْسَكَ.[12]

في هاتين الروايتين جعلت يد العليا يد المنفق، فإمّا أراد من العليا ماهو فوق يد المنفق عليه مكانا وكثيراً مّا يتفق ذلك، وامّا اراد من العليا عليا رتبةً، ولو كانت سفلى مكاناً، لانّه ورد في بعض الروايات استحباب تقديم الصدقة بان يجعلها المنفق على كفه ويقدّم الى الفقير بكل احترام، معللاً بانّ يد الفقير بمنزلة يد الله، ولا منافات بين الهاتين الطائفتين من الروايات لانّ كون يد الفقير فوق يد المنفق أقرب الى إكرامه وكونها تحت يد المنفق قد يكون أقرب الى إخفاءه فلكل مقال مقام.

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ كَانَ فِي وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع (أُوصِيكَ فِي نَفْسِكَ بِخِصَالٍ احْفَظْهَا عَنِّي- ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنْهُ) إِلَى أَنْ قَالَ- وَ أَمَّا الصَّدَقَةُ فَجُهْدَكَ جُهْدَكَ- حَتَّى تَقُولَ قَدْ أَسْرَفْتُ وَ لَمْ تُسْرِفْ.[13]

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص "تَصَدَّقُوا وَ لَوْ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ وَ لَوْ بِبَعْضِ صَاعٍ- وَ لَوْ بِقَبْضَةٍ وَ لَوْ بِبَعْضِ قَبْضَةٍ وَ لَوْ بِتَمْرَةٍ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ- فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقِي اللَّهِ - فَقَائِلٌ لَهُ أَ لَمْ أَفْعَلْ بِكَ أَ لَمْ أَفْعَلْ بِكَ- أَ لَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعاً بَصِيراً- أَ لَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَ وَلَداً- فَيَقُولُ بَلَى فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- فَانْظُرْ مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ- قَالَ‌ فَيَنْظُرُ قُدَّامَهُ وَ خَلْفَهُ- وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ- فَلَا يَجِدُ شَيْئاً يَقِي بِهِ وَجْهَهُ مِنَ النَّار"ِ.[14]

الظاهر ان التدرج الذي نراه في مقادير الصدقة المذكرة في الحديث، لاَنْ لا يكتفي الموسر بالأقل.

آثار الصدقة:

أيضا في الأحاديث نرى للصدقة آثار عظيمة نذكر نماذج منها:

عَنِ الصَّادِقِ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ: "اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ- مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ- إِنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ الْمَعُونَةَ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ".[15]

وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ صَدَّقَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ".[16]

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقْضِي الدَّيْنَ وَ تَخْلُفُ بِالْبَرَكَةِ.[17]

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ مِيتَةَ السَّوْءِ.[18]

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ الصَّدَقَةَ فِي الدُّنْيَا- إِلَّا أَحْسَنَ اللَّهُ الْخِلَافَةَ عَلَى وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ. وَ‌قَالَ: حُسْنُ الصَّدَقَةِ يَقْضِي الدَّيْنَ- وَ يَخْلُفُ عَلَى الْبَرَكَةِ‌[19]

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: الْبِرُّ وَ الصَّدَقَةُ يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ- وَ يَزِيدَانِ فِي الْعُمُرِ- وَ يَدْفَعَانِ عَنْ سَبْعِينَ مِيتَةَ السَّوْءِ. [20]

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ يَا بُنَيَّ كَمْ فَضَلَ مَعَكَ مِنْ تِلْكَ النَّفَقَةِ- قَالَ أَرْبَعُونَ دِينَاراً- قَالَ اخْرُجْ فَتَصَدَّقْ بِهَا- قَالَ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعِي غَيْرُهَا- قَالَ تَصَدَّقْ بِهَا فَإِنَّ اللَّهَ يُخْلِفُهَا- أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مِفْتَاحاً- وَ مِفْتَاحَ الرِّزْقِ الصَّدَقَةُ فَتَصَدَّقْ بِهَا- فَفَعَلَ فَمَا لَبِثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَشَرَةَ أَيَّامٍ- حَتَّى جَاءَهُ مِنْ‌ مَوْضِعٍ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ- فَقَالَ يَا بُنَيَّ أَعْطَيْنَا لِلَّهِ أَرْبَعِينَ دِينَاراً- فَأَعْطَانَا اللَّهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ.[21]

قَالَ النَّبِيُّ ص بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَمَنْ بَاكَرَ بِهَا لَمْ يَتَخَطَّاهُ الْبَلَاءُ[22]

فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَمْلَقْتُمْ فَتَاجِرُوا اللَّهَ بِالصَّدَقَةِ[23] .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‌ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ يُسْتَحَبُّ لِلْمَرِيضِ أَنْ يُعْطِيَ السَّائِلَ بِيَدِهِ- وَ يَأْمُرَ السَّائِلَ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ.[24]

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ مِنْ أَلْفَاظِ رَسُولِ اللَّهِ ص اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ- وَ اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ- ادْفَعُوا الْبَلَاءَ بِالدُّعَاءِ- مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ- وَ لَا صَدَقَةَ وَ ذُو رَحِمٍ مُحْتَاجٌ.[25]

هذا الحديث يعطي الاولوية بذي رحم فلو ان كل فرد يهتم بذي رحمه لم يبق مشكل في العالم.

7عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ- إِلَّا وَ قَدْ وَكَّلْتُ بِهِ مَنْ يَقْبِضُهُ غَيْرِي- إِلَّا الصَّدَقَةَ فَإِنِّي أَتَلَقَّفُهَا بِيَدِي تَلَقُّفاً- حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ أَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ- فَأُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي الرَّجُلُ فَلُوَّهُ وَ فَصِيلَهُ- فَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ هُوَ مِثْلُ أُحُدٍ وَ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ.[26]

المن والأذى تبطل الصدقة:

- فِي كِتَابِ الْخِصَالِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَرْبَعاً وَ عِشْرِينَ خَصْلَةً وَ نَهَاكُمْ عَنْهَا إِلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ كَرِهَ الْمَنَّ فِي الصَّدَقَةِ.[27]

عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: ثَلَثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ: الْمَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئاً إِلَّا بِمِنَّةٍ وَ الْمُسْبِلُ إِزَارَهُ، وَ الْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلْفِ الْفَاجِرِ[28] .

في مجمع البيان في قوله: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَ مَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ الآية و قد رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا سَأَلَ السَّائِلُ فَلَا تَقْطَعُوا عَلَيْهِ مَسْأَلَتَهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا، ثُمَّ رُدُّوا عَلَيْهِ بِوَقَارٍ وَ لِينٍ، إِمَّا بِبَذْلٍ يَسِيرٍ أَوْ رَدٍّ جَمِيلٍ فَإِنَّهُ قَدْ يَأْتِيكُمْ مَنْ لَيْسَ بِإِنْسٍ وَ لَا جَانٍّ يَنْظُرُونَ كَيْفَ صَنِيعُكُمْ فِيمَا خَوَّلَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى".[29]

- وَ فِيهِ رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ أَسْدَى إِلَى مُؤْمِنٍ مَعْرُوفاً ثُمَّ أَذَّاهُ بِالْكَلَامِ أَوْ مَنَّ عَلَيْهِ فَقَدْ أَبْطَلَ اللَّهُ صَدَقَتَهُ.[30]

فِي تَفْسِيرِ الْعَيَّاشِيِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى‌إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ وَ جَرَتْ فِي مُعَاوِيَةَ وَ أَتْبَاعِهِمَا.[31]

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَ اللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ أَنْفَقَ مَالَهُ ابْتِغَاءَ مَرَضَاتِ اللَّهِ، قَالَ فَمَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ ابْتِغَاءَ مَرَضَاتِ اللَّهِ ثُمَّ امْتَنَّ عَلَى مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ كَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ أَ يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَ أَصابَهُ الْكِبَرُ وَ لَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ قَالَ: الْإِعْصَارُ الرِّيَاحُ، فَمَنِ امْتَنَّ عَلَى مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ كَانَتْ كَمَنْ كَانَ لَهُ جَنَّةٌ كَثِيرَةُ الثِّمَارِ. وَ هُوَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ لَهُ أَوْلَادٌ ضُعَفَاءُ فَتَجِي‌ءُ رِيحٌ أَوْ نَارٌ فَتُحْرِقُ مَالَهُ كُلَّهُ[32] . هذه كلها جابب صغير من الروايات نكتفي بها وان شاء الله سوف نكون معكم في بعض الآيات الاخرى التي تصب في نفس المعنى.


[1] البقرة/السورة2، الآية264 و 265 و 266.
[2] تفسير نور الثقلين، العروسي، الشيخ عبد علي، ج2، ص282.
[3] مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الشيخ الطبرسي، ج2، ص650.
[4] تفسير نور الثقلين، العروسي، الشيخ عبد علي، ج1، ص284.
[5] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص370، أبواب ابواب الصدقة، باب1، ح12، ط آل البيت.
[6] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص371، أبواب ابواب الصدقة، باب1، ح14، ط آل البيت.
[7] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص368، أبواب ابواب الصدقة، باب1، ح5، ط آل البيت.
[8] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص372، أبواب الصدقة، باب1، ح21، ط آل البيت.
[9] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص373، أبواب الصدقة، باب2، ح1، ط آل البيت.
[10] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص376، أبواب الصدقة، باب4، ح1، ط آل البيت.
[11] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص378، أبواب الصدقة، باب5، ح3، ط آل البيت.
[12] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص338، أبواب الصدقة، باب5، ح4، ط آل البيت.
[13] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص378، أبواب الصدقة، باب6، ح4، ط آل البيت.
[14] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص379، أبواب الصدقة، باب7، ح1، ط آل البيت.
[15] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص370، أبواب الصدقة، باب1، ح11، ط آل البيت.
[16] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص370، أبواب الصدقة، باب1، ح10، ط آل البيت.
[17] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص367، أبواب الصدقة، باب1، ح1، ط آل البيت.
[18] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص367، أبواب الصدقة، باب1، ح2، ط آل البيت.
[19] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص368، أبواب الصدقة، باب1، ح3، ط آل البيت.
[20] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص368، أبواب الصدقة، باب1، ح4، ط آل البيت.
[21] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص369، أبواب الصدقة، باب1، ح9، ط آل البيت.
[22] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص371، أبواب الصدقة، باب1، ح15، ط آل البيت.
[23] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص372، أبواب الصدقة، باب1، ح20، ط آل البيت.
[24] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص377، أبواب الصدقة، باب5، ح2، ط آل البيت.
[25] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص380، أبواب الصدقة، باب7، ح2، ط آل البيت.
[26] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص382، أبواب الصدقة، باب7، ح7، ط آل البيت.
[27] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص261، أبواب الصدقة، باب12، ح5، ط آل البيت.
[28] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج9، ص453، أبواب الصدقة، باب37، ح7، ط آل البيت.
[29] تفسير نور الثقلين، العروسي، الشيخ عبد علي، ج1، ص263.
[30] تفسير نور الثقلين، العروسي، الشيخ عبد علي، ج1، ص283.
[31] تفسير نور الثقلين، العروسي، الشيخ عبد علي، ج1، ص283.
[32] تفسير نور الثقلين، العروسي، الشيخ عبد علي، ج1، ص262.