الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

36/09/19

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : تفسير سورة الإسراء
في مستهل الحديث أود أن أتقدم بأسمى وأحر آيات العزاء إلى صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى صاحبة العزاء سيدتنا زينب الكبرى عليها السلام، وإلى المراجع العظام، لا سيما ولي أمر المسلمين دام ظله الوارف، وإليكم أيها المؤمنون والمؤمنات بمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهما السلام. ولما كانت هذه الأيادم تصادف ذكرى استشهاد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، فأحببت أن أخصص حديثي بهذه الشخصية الفذة التي لا مثيل لها في تاريخ البشر، وفي هذا المجال إنما أكتفي بنقل حديث عنه عليه السلام وهو على فراش الوفاة والذي سينير لنا الطريق، لكن قبل أن أتبرك بنقل الحديث، أقف وقفة موجزة عند بعض الجوانب المهمة التي تتعلق بحياة أمير المؤمنين عليه السلام.
أولاً – بعد أن استلم أمير المؤمنين عليه السلام زمام خلافة المسلمين، قام بنقل دار الخلافة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة. وهذا النقل حقق أهداف مهمة وطويلة الأمد، نشير إلى بعض منها، أولا – لما كانت العراق تقع في منتصف جغرافية الحكومة الإسلامية الممتدة من الحجاز إلى شام من جهة ومنها إلى إيران من جهة أخرى آنذاك، فكانت إدارة البلاد، والسيطرة على الأوضاع  على مختلف صعد أسهل وأوفر من مدينة الكوفة، ثانياً – أنه لولا هذا النقل لما بقي من الإسلام اسم ولا رسم في عراق، وذلك أنهم وإن أسلموا، لكنهم لم يكونوا على معرفة دقيقة بحقيقة الإسلام ومعارفه القيمة، فحينما انتقل أمير المؤمنين عليه السلام استطاع من خلال أربع سنوات وبضع شهور أن ينشر تلك المعارف العالية، وأن يربي أهل عراق تربية إسلامية صحيحة، ولأجل ذلك نرى أنه تخرجت الشخصيات الكبرى من مدرسة الكوفة في مختلف المجالات.
ثانياً – ذكر التاريخ أن أمير المؤمنين عليه السلام عانى معاناة كبيرة ممن كانوا حوله في الكوفة، وخير شاهد على ذلك ما نقل من كلامه في نهج البلاغة، فهذا الكلام يحكي لنا حالة أمير المؤمنين عليه السلام مع الكوفيين، وهنا لابد من أن ننتبه إلى نكتة مهمة، وهي أن تسمية هؤلاء الكوفيين باسم الشيعة - كمصطلح متداول في عصرنا الراهن – ليست في محلها، لأن الشيعة يرون أن الإمام مفترض الطاعة، معصوم من الله، وإمامته منصوصة من الله كذلك، أما الكوفيين آنذاك فلم يعتقد أغلبهم أن أمير المؤمنين عليه السلام أمام مفترض الطاعة معصوم، بل بايعوه على غرار الخلفاء الآخرين، ومن هنا فما كانوا يطيعونه حق الطاعة، فتارة يخطئونه في الرأي، وتارة أخرى يقولون إنه لا يعرف السياسة، أو لا يعرف الحرب، أو يخاف من الموت، أو يحرص على الملك، يقول أمير المؤمنين عليه السلام : ( إِنْ أَقُلْ يَقُولُوا حَرَصَ‏ عَلَى‏ الْمُلْكِ‏ وَإِنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا جَزِعَ مِنَ الْمَوْتِ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي وَاللَّهِ لَابْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ وَمِنَ الرَّجُلِ بِأَخِيهِ وَعَمِّهِ وَلَقَدِ انْدَمَجْتُ عَلَى عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لَاضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ الْبَعِيدَةِ وَ ذَكَرَ كَلَاماً كَثِيراً).[1]-[2]
وقال في موضع آخر :
( فَيَا عَجَباً عَجَباً، وَاللَّهِ يُمِيتُ‏ الْقَلْبَ‏، وَيَجْلِبُ‏ الْهَمَ‏، مِنِ اجْتِمَاعِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ فَقُبْحاً لَكُمْ وَتَرَحاً حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى، يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَلَا تُغِيرُونَ، وَتُغْزَوْنَ وَلَا تَغْزُونَ، وَيُعْصَى اللَّهُ فِيكُمْ وَتَرْضَوْنَ. فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ، قُلْتُمْ : هَذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ. وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ: هَذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ. كُلُّ هَذَا فِرَارٌ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ، فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ تَفِرُّونَ، فَأَنْتُمْ وَاللَّهِ مِنَ‏ السَّيْفِ أَفَرُّ. يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ، حُلُومُ الْأَطْفَالِ، وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً. وَاللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ ذَمّاً. قَاتَلَكُمُ اللَّهُ، لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً، وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً، وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً، وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ، حَتَّى قَالَتْ قُرَيْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَلَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ. لِلَّهِ أَبُوهُمْ، وَهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً، وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي؟! وَلَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ، فَهَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ، وَلَكِنَّهُ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ).[3]
هذه الكلمات المباركة خير تصوير لما كانت عليه حال الكوفيين، ولما كانت عليه حال أمير المؤمنين من وراء تصرفاتهم المخجلة والمزعجة. فكانت أوساطهم متفرقة، وتركوا الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الدين والأرض والعرض، فيحنما كانوا يُطالَبون بالجهاد في سبيل الله ضد الطغاة في الصيف يرفضون، وحينما كانوا يُطالبون في الشتاء يرفضون، حتى تمنى الإمام عليه السلام عدم رؤيتهم وعدم معرفتهم.وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم لم يبايعوا الإمام على أنه أمام مفترض الطاعة، بل اعتقدوا فيه ما كانوا يعتقدون تجاه الخلفاء السابقين.
ثالثاً – لم يتمكن الإمام عليه السلام أن ينفذ أحكام الله سبحانه وتعالى كما هي في بعض الأمور، وكما لم يتسن له أن يقوم بإصلاح المجتمع سياسيا باقتلاع جذور بعض المفسدين من مفاصل النظام السياسي أو من محكمة القضاء، ومن هذه الأمور أن ثمة صلوات يستحب الإتيان بها في ليالي شهر رمضان المبارك وهي ألف ركعة موزعة على لياليه بتفصيل ذكر في محله، ومن المعلوم أنه لا تجوز الجماعة في الصلاة النافلة، وكانت تلك الصلوات تقرأ فرادى في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحتى في زمان الخليفتين أبي بكر وعمر، إلا أن عمر أمر بإتيانها جماعة، جاء في صحيح البخاري، :  وعن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر نعم البدعة هذه.[4]
فما نقله البخاري يدل بوضوح أن إتيان نوافل رمضان مع الجماعة بدعة ابتدعها عمر، حتى هو بنفسه لم يشارك فيها، وعلى أي حال لما رجع الأمر إلى أمير المؤمنين عليه السلام، أراد أن يمنع الناس من هذا الأمر، لأنه لم يكن موجودا في دين الله تعالى، بل كان استحسانا من عمر بن خطاب، لكن لم يتمكن من المنع، فانه لما دخل شهر رمضان أمر ابنه الحسن عليه السلام لينادي بإتيان نوافل رمضان فرادى كما كانت في عهد رسول الله، فخرج جمع من الناس صائحين : واسنة عمراه، فاضطر الإمام عليه السلام أن يتراجع عن هذا القرار الصائب، جاء في وسائل الشيعة : محمد بن الحسن بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيِّ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: ( سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي رَمَضَانَ فِي الْمَسَاجِدِ فَقَالَ لَمَّا قَدِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْكُوفَةَ- أَمَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَنْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ لَا صَلَاةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْمَسَاجِدِ جَمَاعَةً فَنَادَى فِي النَّاسِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع بِمَا أَمَرَهُ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع- فَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ مَقَالَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع- صَاحُوا وَا عُمَرَاهْ وَا عُمَرَاهْ- فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع- قَالَ لَهُ مَا هَذَا الصَّوْتُ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع- النَّاسُ يَصِيحُونَ‏ وَا عُمَرَاهْ‏ وَا عُمَرَاهْ- فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قُلْ لَهُمْ صَلُّوا ).[5] وتسمية التراويح للنوافل الرمضانية إنما حدثت بعد هذه البدعة حيث أن أئمة الجماعة كانوا يتراوحون في الامامة،
ومنها أن أمير المؤمنين عليه السلام لم یکن راضیا ببقاء شريح القاضي في منصب القضاء، حیث لم یتوفر فیه شرط العدالة وکان الإمام عليه السلام عالما بسوء سريرته، رغم ذلك عرض الإمام عليه السلام عن عزله، لئلا تثار الفتنة بين الناس، وللخوف من شق صفوف المسلمين، فارسل لیه کتابا قال فیئه مخاطیا لشریح : (يَا شُرَيْحُ قَدْ جَلَسْتَ‏ مَجْلِساً لَا يَجْلِسُهُ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ أَوْ شَقِيٌّ).[6]-[7] فحذره عن الحکم بالجور واشترط عليه أن لا يصدر الحكم إلا بعد اطلاع الإمام عليه السلام عليه وتوقيعه، فجاء في الكافي : عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: ( لَمَّا وَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ص شُرَيْحاً الْقَضَاءَ اشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُنْفِذَ الْقَضَاءَ حَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ.)[8] وهذا الرجل هو الذی أفتى بجواز قتل السيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام فی حکومة یزید لعنة الله علیه، فمن کانت خباثته إلى هذا الحد هل يستحق أن يكون قاضيا للمسلمين؟
رابعاً – يذكر التاريخ أن حكام بني أمیة الذين اتخذوا من شام مقرا لهم، بذلوا قصارى جهودهم في تزوير الحقائق، وطمس فضائل أهل البيت عليهم السلام التي نزلت في القرآن الكريم، وقالها رسول الله عليه وآله وسلم في حقهم وشأنهم، فقد اشتروا كبار الشخصيات ليضعوا أحاديث كاذبة في منقصة علي عليه السلام، وأحاديث كاذبة في فضائل أعداءه عليه السلام، كما أمر معاوية أئمة المساجد أن يسبوا عليا عليه السلام في خطب الجمعة، فقد كان يسب أمير المؤمنين عليه السلام مما يقارب ثمانين ألفا منبر، وقد استمرت هذه السنة القبيحة لمدة أربعين سنة حتى بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام، حتى ذكر في بعض الكتب التاريخية، أنه حين وصل استشهاد خبر أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة إلى شام، استغرب أهل شام من ذلك، وبدأ يتسأل البعض عن بعض : ما ذا كان يفعل علي في المسجد؟ بعبارة أخرى : ما علاقة علي بالمسجد؟ والعياذ بالله تعالى. وذكر أن الحاكم الحسكاني صاحب كتاب شواهد التنزيل جالساً في المجلس، فسأل الخليفة الحضور عن الآيات التي نزلت في أهل البيت عليهم السلام، فقيل له لا توجد آية واحدة في شأنهم، فحينما سمع الحاكم الحسكاني هذا الكلام - الذي يكشف عن مدى الحقد الدفين في قلوب بعض الأفراد لأهل البيت عليهم السلام – بدأ يجمع الآيات التي تتحدث عن فضائل أهل البيت عليهم السلام، فقد جمع ما يقارب مئتين وخمسين آية في مناقب آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. المهم كانت محاولة حثيثة من حكام بني أمية لمحو فضائل أهل البيت عليهم السلام عن أذهان المسلمين، ولا سيما شخصة أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا لأجل ابتعاد الناس عنهم، والاستمرار في طغيانهم ونهب خیرات المسلمين باسم الاسلام عن طريق ادعاء الخلافة الكاذبة.
خامساً – حكم أمير المؤمنين عليه السلام لمدة أربع سنين وبضع شهور، وفي هذه المدة القليلة، نشبت ثلاثة حروب مع الطوائف الثلاثة، وهي حرب الجمل ( الناكثون)، وحرب صفين، (القاسطون) وحرب النهروان، ( المارقون )، رغم ذلك ذكر التأريخ أن الإمام عليه السلام أسس نظاماً عادلاً وصلت بركاتُه وخيراته إلى جميع المسلمين في كافة الدولة الإسلامية الممتدة آنذاك.
بعد تناوُلِ هذه النكات أود أن أتبرك بذكر الحديث عنه عليه السلام، مع التعليق الموجز، وقد رواه ابن شاذان القمي في كتابه الروضة في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام حيث جاء فيه :  وَ بِالْإِسْنَادِ- يَرْفَعُهُ- إِلَى الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: ( لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الضَّرْبَةَ الَّتِي كَانَتْ وَفَاتُهُ فِيهَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ بِبَابِ‏ الْقَصْرِ، وَكَانُوا يُرِيدُونَ قَتْلَ ابْنِ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ قَالَ: فَخَرَجَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ أَبِي أَوْصَانِي أَنْ أَتْرُكَ قَاتِلَهُ إِلَى يَوْمَ وَفَاتِهِ قَالَ : فَإِنْ كَانَ لَهُ الْوَفَاةُ، وَإِلَّا نَظَرَ هُوَ فِي حَقِّهِ، فَانْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ قَالَ: فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَلَمْ أَنْصَرِفْ. قَالَ: وَخَرَجَ ثَانِيَةً، وَقَالَ: يَا أَصْبَغُ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلِي عَنْ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ-؟قُلْتُ: بَلَى، وَلَكِنِّي إِذَا رَأَيْتُ حَالَهُ (ف)- أَحْبَبْتُ النَّظَرَ إِلَيْهِ، فَأَسْمَعُ مِنْهُ حَدِيثاً، فَاسْتَأْذِنْ لِي رَحِمَكَ اللَّهُ.[9]
اجتمع الناس على باب أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن جرح بضربة ابن ملجم المرادي لعنة الله تعالى عليه، وكانوا يريدون القصاص من ابن ملجم الملعون، غير أن الإمام الحسين عليه السلام أمرهم بالانصراف، فانصرف الجميع إلا الأصبغ بن نباتة، حيث نوى أن يزور الإمام علي ويسمع منه الحديث، فطلب الإذن من الإمام الحسين عليه السلام، ثم تابع الراوي قائلا :
فَدَخَلَ وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، وَقَالَ: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ، فَإِذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُعَصَّبٌ بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ، وَقَدْ عَلَا صُفْرَةٌ فِي وَجْهِهِ عَلَى تِلْكَ الْعِصَابَةِ. فَإِذَا هُوَ يَرْفَعُ فَخِذاً وَيَضَعُ أُخْرَى، مِنْ شِدَّةِ الضَّرْبَةِ، وَكَثْرَةِ السَّمِّ. فَقَالَ لِي: يَا أَصْبَغُ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْحُسَيْنِ‏[10]عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِي؟ قُلْتُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُكَ فِي حَالَةٍ، فَأَحْبَبْتُ النَّظَرَ إِلَيْكَ، وَأَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ حَدِيثاً فَقَالَ لِي: اقْعُدْ، فَلَا أَرَاكَ تَسْمَعُ مِنِّي حَدِيثاً بَعْدَ يَوْمِكَ هَذَا.
بعد أن دخل الأصبغ بن نباتة لاحظ حالة الإمام علي عليه السلام الحرجة، حيث يتململ من شدة الضربة وأثر السم القاتل، فطلب منه أن يروي له الحديث، فقال له الإمام عليه السلام :
اعْلَمْ يَا أَصْبَغُ، أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَائِداً، كَمَا جِئْتَ إِلَيَّ السَّاعَةَ فَقَالَ لِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: اخْرُجْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، فَنَادِ بِالنَّاسِ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، وَاصْعَدْ مِنْبَرِي، وَقُمْ دُونَ مَقَامِي بِمِرْقَاةٍ وَقُلْ لِلنَّاسِ:
أَلَا مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ، فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
أَلَا مَنْ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ، فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
أَلَا مَنْ ظَلَمَ أَجِيراً أُجْرَتَهُ، فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
يَا أَصْبَغُ، فَقُلْتُ‏[11]: مَا أَمَرَنِي بِهِ حَبِيبِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ مِنْ أَقْصَى الْمَسْجِدِ رَجُلٌ، وَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، تَكَلَّمْتَ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ وَأَوْجَزْتَهُنَّ، فَاشْرَحْهُنَّ لَنَا، فَلَمْ أَرْدُدْ جَوَاباً، حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. وَقُلْتُ لَهُ مَا قَالَ الرَّجُلُ؟
أشار الإمام عليه السلام مخاطباً الأصبغ إلى أنه أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن ينادي بين الناس من منبره أن الثلاثة ممن يستحق لعنة الله تعالى، وهم عاق الوالدين، والآبق، أي : الفار من المولى، ومن ظلم الأجير، فبعد أن قال الإمام هذه الكلمات الثلاثة أمام الناس قام الشخص من بين الحضور وطلب منه شرح وتوضيح ما قاله الإمام، غير أن الإمام لم يستجب لطلبه، بل ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما جرى،
فَقَالَ الْأَصْبَغُ: فَأَخَذَ بِيَدِي عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وقَالَ: يَا أَصْبَغُ، ابْسُطْ يَدَكَ، فَبَسَطْتُ يَدِي فَتَنَاوَلَ إِصْبَعاً مِنْ أَصَابِعِ يَدِي وَقَالَ: يَا أَصْبَغُ، كَذَا تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِصْبَعاً مِنْ أَصَابِعِ يَدِي، كَمَا تَنَاوَلْتُ إِصْبَعاً مِنْ (أَصَابِعِكَ).[12]
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَلَا وَإِنِّي وَأَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَمَنْ عَقَّنَا فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
أَلَا وَإِنِّي وَأَنْتَ مُوْلَيَا هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَعَلَى مَنْ أَبَقَ عَنَّا لَعْنَةُ اللَّهِ. أَلَا وَ إِنِّي وَأَنْتَ أَجِيرَا هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَمَنْ ظَلَمَنَا أُجْرَتَنَا، فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ.
في هذا المقطع من الحديث أشار الإمام علي عليه السلام إلى ما أوضح النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الكلمات الثلاثة، حيث نبه صلى الله عليه وآله وسلم، على أن العاق هو من عصى النبي الأكرم والإمام علي عليهما السلام؛ لأنهما أبوا هذه الأمة، فعلى الأمة أن تعمل حسب ما أمرا، ولا تقترب عما نهيا عنه، كما لفت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن من أعرض عنهما فهو كالعبد الآبق الملعون، لأنهما عليهما السلام موليا هذه الأمة، وكذلك بالنسبة إلى الأجير، هذا المقطع من الحديث يبين حقوق النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام على هذه الأمة، والملفت للنظر أن من يقوم بحقوقهما بحيث يعمل حسب ما أرشدا يصل إلى طريق السعادة والنجاح. إلى هنا انتهى الحديث الأول الذي سمعه الأصبغ بن نباتة من أمير المؤمنين عليه السلام.
ثُمَّ قَالَ الْأَصْبَغُ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ أَفَاقَ، قَالَ لِي: أَ قَاعِداً أَنْتَ يَا أَصْبَغُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا مَوْلَايَ، فَقَالَ: أَزِيدُكَ حَدِيثاً آخَرَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا مَوْلَايَ، زَادَكَ اللَّهُ مَزِيدَ خَيْرٍ، قَالَ: يَا أَصْبَغُ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي بَعْضِ طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ وَ أَنَا مَغْمُومٌ قَدْ بُيِّنَ‏ الْغَمُّ فِي وَجْهِي، فَقَالَ:يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَرَاكَ مَغْمُوماً، أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ لَا تَغْتَمَّ بَعْدَهُ أَبَداً؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَصَبَ اللَّهُ لِي مِنْبَراً يَعْلُو مَنَابِرَ النَّبِيِّينَ وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ يَأْمُرُنِي اللَّهُ أَنْ أَصْعَدَ فَوْقَهُ، ثُمَّ يَأْمُرُكَ اللَّهُ تَصْعَدُ فَوْقَهُ دُونِي بِمِرْقَاةٍ ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ مَلَكَيْنِ فَيَجْلِسَانِ دُونَكَ بِمِرْقَاةٍ فَإِذَا اسْتَقْلَلْنَا عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ [وَ] الْآخِرِينَ إِلَّا يَرَانَا[13]، فَيُنَادِي الْمَلَكُ الَّذِي دُونَكَ بِمِرْقَاةٍ:
مَعَاشِرَ النَّاسِ: مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسِي: أَنَا رِضْوَانُ خَازِنُ الْجِنَانِ، أَلَا إِنَّ اللَّهَ بِفَضْلِهِ وَ كَرَمِهِ وَ جَلَالِهِ أَمَرَنِي أَنْ أَدْفَعَ مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِي تَحْتَ ذَلِكَ الْمَلَكِ بِمِرْقَاةٍ فَيَقُولُ مُنَادِياً يَسْمَعُ أَهْلُ الْمَوْقِفِ:
مَعَاشِرَ النَّاسِ: مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسِي: أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ النِّيرَانِ، أَلَا إِنَّ اللَّهَ بِفَضْلِهِ وَ مَنِّهِ وَ كَرَمِهِ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْفَعَ مَفَاتِيحَ النَّارِ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاشْهَدُوا لِي عَلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ أَخَذَ مَفَاتِيحَ الْجِنَانِ وَ النِّيرَانِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، فَتَأْخُذُ بِحُجْزَتِي، وَ أَهْلُ بَيْتِكَ يَأْخُذُونَ بِحُجْزَتِكَ. وَشِيعَتُكَ يَأْخُذُونَ بِحُجْزَةِ أَهْلِ بَيْتِكَ. قَالَ: وَصَفَقْتُ بِكِلْتَا يَدَيَّ، وَ قُلْتُ إِلَى الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ الْأَصْبَغُ: فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْ مَوْلَايَ عَلَيْهِ السَّلَامُ دُونَ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏.)[14]
هذا هو الحديث الثاني الذي سمعه الأصبغ من الإمام عليه السلام هو كان في آخر لحظات حياته، وكان يعاني من شدة الضربة وأثر السم، وهذا الحديث يؤكد على منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وذلك أن هذا اليوم يوم صعب وعسير، ما من إنسان إلا وسوف يشعر بخوف شديد من شدة أهوال يوم القيامة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى وهو يصف هول هذا اليوم، { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }[15] فمن شدة هول يوم المعاد سوف تنسى الأم ابنها الرضيع، وتبدو الناس سكارى، وهو ليسوا سكارى، غير أن شدة هذا اليوم تكون بحيث تخيف كل الحاضرين، ولكن في مثل هذا اليوم العسير يكون رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام في منبر من نور، وسيقسمان النار والجنة، اللهم اجعلنا في يوم القيامة ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وارزقنا شفاعة محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام.
مع الالتفات أن الأخذ بحجزتهم ليس مجرد إظهار الحب بل هو عبارة عن الأخذ بخطهم وجعلهم ولاة علينا في جميع شئوننا وولاية أمير المؤمنين وأولاده المعصومين عليهم السلام، مستمرة إلى يوم القيامة، فکما کان فی زمنهم يتمثل تولیهم فی إطاعة نوابهم فی البلاد کذلک ولایة إمام العصر علیه السلام وتولیه تتمثل فی الأخذ بولایة الفقیه وطاعته فإن الفقیه الجامع لشرائط النیابة العامة للإمام العصر طاعته طاعة له علیه السلام فهم سفراؤه وكلائه في زماننا هذا، کما أن مالك أشتر أو محمد ابن أبی بکر کانا مفترض الطاعة فی ما ولاهم أمیر المؤمنین علیه السلام فی ولایة مصر كذلك يجب علينا أن نطيع ولي الفقيه الذي هو ولي أمر المسلمين ونائب الإمام بحكم الإمام عليه السلام، والراد عليه كالراد على الإمام والراد على الإمام كالراد على الله تعالى.


[1] مناقب ابن الجوزي ( تذكرة خواص الأمة)75.
[2] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج28، ص234.
[3] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج34، ص64.
[4] صحيح البخاري، ج2، ص252.
[5] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص46، أبواب نافلة شهر رمضان، باب10، ح2، ط آل البیت.
[6] يحتمل أن يكون الغرض بيان صعوبة القضاء و انه لغير المعصوم غالبا يستلزم الشقاء أو بيان انه من زمن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إلى هذا الزمان ما جلس فيه الا هذه الثلاثة الاصناف. و يؤيده ما في الفقيه« ما جلسه».( آت).
[7] الكافي، الشيخ الكليني، ج7، ص406، باب ان الحكومة إنما هي للإمام عليه السلام، ط الإسلامية.
[8] الكافي، الشيخ الكليني، ج7، ص406، باب ان الحكومة إنما هي للإمام عليه السلام، ط الإسلامية.
[9]بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج40، ص44، ط مؤسسةالوفاء.
[10] في البحار:( الحسن).
[11] في البحار:( ففعلت).
[12] في البحار:( أصابع يدك).
[13] في البحار:( حضر).
[14] الروضة في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام،  أبو الفضل شاذان بن جبرائيل المعروف بابن شاذان، الملقب بسديد الدين، ص132.
[15] حج/سوره22، آیه2.