الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

43/07/10

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: كتاب الصلاة/صلائ الجماعة /البحث في شرط طهارة المولد في الامام

قال المصنف (فصل في شرائط إمام الجماعة يشترط فيه أُمور: البلوغ، والعقل، والإيمان، والعدالة، وأن‌ لا يكون ابن زنا، و الذكورة إذا كان المأمومون أو بعضهم رجالًا....)

قد تحدثنا في المباحث السابقة حول أربعة مما لابد ان تتوفر في الامام واليوم نبحث حول الخامسة وهي: وأن‌ لا يكون ابن زنا،

قال في الجواهر: [في اعتبار طهارة المولد للإمام] كذا يعتبر في الإمام من غير خلاف أجده فيه بيننا، بل عليه الإجماع منقولا إن لم يكن محصلا طهارة المولد فلا يجوز الائتمام حينئذ بولد الزنا).[1]

استدل على هذا الحكم بعد الاجماع بروايات:

منها: صحيحة ابي بصير: ما رواه مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ يَعْنِي لَيْثاً الْمُرَادِيَّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: خَمْسَةٌ لَا يَؤُمُّونَ النَّاسَ عَلَى كُلِّ حَالٍ- وَعَدَّ مِنْهُمُ الْمَجْنُونَ وَوَلَدَ الزِّنَا"[2]

في سندها حسين بن عثمان وهو اسم لثلاثة اشخاص: اما الاحمسي قال نجاشي فيه: (الاحمسي البجلي كوفي ثقة) او هو حسين بن عثمان الرواسي قال في الكشي: (فاضل خير ثقة) او حسين بن عثمان بن شريك العامري الوحيدي، وثقه النجاشي. فهو على كل حال ثقة وبقية السند اجلاء فالسند صحيح لا غبار عليه.

واما الدلالة فولد الزنا من المعدودين في مَن "لا يؤمّون الناس"، وجملة الخبرية اشدّ في الإنشاء في افادة الحكم.

ومنها: صحيحة زرارة: كليني عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ خَلْفَ الْمَجْنُونِ وَوَلَدِ الزِّنَا الْحَدِيثَ.[3]

سنده صحيح والتهي فيها مؤكد بنون التأكيد الثقيلة فدلالتها واضح في النهي.

ومنها: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: خَمْسَةٌ لَايَؤُمُّونَ النَّاسَ- وَلَا يُصَلُّونَ بِهِمْ صَلَاةً فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ- وَعَدَّ مِنْهُمْ وَلَدَ الزِّنَا. [4]

سند الصدوق الى محمد بن مسلم ضعيف لأنه قال في مشيخته: (وما كان فيه عن محمد بن مسلم الطحان الثقفي فقد رويته عن علي بن احمد بن عبد الله بن احمد بن ابي عبد الله عن ابيه عن جده احمد بن ابي عبد الله البرقي عن ابيه محمد بن خالد عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم)

في سندها علي بن احمد بن عبد الله بن احمد بن ابي عبد الله، وعليٌ لم يرد له توثيق ولكن الصدوق ذكره مراراً في أوائل مشيخته مقروناً بالرضا والرحمة، فقالوا هذا كاشف عن اعتبار الرجل، ولكن كثير من الفقهاء لا يقتنعون بذلك فيقولون ان سند الصدوق الى محمد بن مسلم ضعيف وليس بصحيح ولا موثق. ولكن دلالتها لا بأس بها فيفيد للتأييد.

ومنها: ما رواه الصدوق فِي الْخِصَالِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ: سِتَّةٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَؤُمُّوا النَّاسَ- وَلَدُ الزِّنَا وَالْمُرْتَدُّ- وَالْأَعْرَابِيُّ بَعْدَ الْهِجْرَةِ- وَشَارِبُ الْخَمْرِ وَالْمَحْدُودُ وَالْأَغْلَفُ الْحَدِيثَ. [5]

في سنده عباس بن معروف قال فيه النجاشي: (قمي ثقة صحيح) وفيه ابي جميلة هو الاسدي المفضل بن صالح قال فيه الغضائري: (أبو جميلة الاسدي النحاس مولاهم ضعيف كذاب يضع الحديث) ولم يرد له توثيق. وفيه سعد بن طريف او ظريف ضعّفه الغضائري وقال فيه النجاشي (الحنظلي مولاهم الاسكاف الكوفي يعرف وينكر روى عن اصبغ بن نباتة) ولم يوثقه، فالسند ساقط عن الاعتبار ولكن دلالتها جيد للتأييد.

هنا لابد من الدقة في ان طهارة المولد هو شرط في الامام او كونه ولد الزنا مانع عن الامامة صاحب العروة جعل الولادة عن الزنا مانعا عن الامامة ولكن في الشرائع بعض الكتب الاخرى جعلوا طهارة المولد هي الشرط في الإمامة للصلاة. ونحن نتابع هذا البحث غدا ان شاء الله.

 


[1] جواهر الکلام ج14 ص324.
[2] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص322، أبواب صلاة الجماعة، باب13، ح، ط آل البيت.
[3] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص321، أبواب صلاة الجماعة، باب14، ح2، ط آل البيت.
[4] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص322، أبواب صلاة الجماعة، باب14، ح4، ط آل البيت.
[5] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج8، ص322، أبواب صلاة الجماعة، باب14، ح6، ط آل البيت.