الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

43/07/04

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: كتاب الصلاة/صلائ الجماعة /شرط العدالة في الامام

وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴿ابراهیم5﴾

کان بحثنا فی تعریف العدالة كشرط من شروط الامام في الجماعة وقلنا في تعريف العدالة:

القول الصحيح ما عليه مشهور المتأخرين من ان العدالة ملكة باعثة الى الالتزام بإتيان الواجبات وترك المحرمات فهي صفة قائمة على النفس باعثة الى الصالحات، والعمل غير مأخوذ في حقيقتها بل العدالة تستتبع الصالحات، ولذا لو فرض ان لشخص حصل هذه الملكة ولكن لمّا وَجَدَ مجالاً للعمل، فلا ينقص من عدالته شيئاً ولو شهد الطلاق في تلك الفترة يقع الطلاق صحيحاً.

قال السيد الخوئي رضوان الله عليه: (أن العدالة ليست من الأوصاف النفسانية، وإنما هي صفة عملية لأنها في اللغة - كما عرفت - هي الاستقامة وعدم الجور، وفي الشرع هي الاستقامة في جادته وإلى ذلك أشير في جملة من الآيات المباركة كما في قوله عز من قائل: ﴿فإن خفتم أن لا تعدلوا﴾ وقوله: ﴿ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء﴾ لإضافة العدالة فيهما إلى الذات بلحاظ استقامتها في جادة الشرع وتطابق أعمالها لأحكامه). (مركز الامام الخوئي في نيويورك على النت تعريف العدالة)

أقول: كما قلنا الأقوى العدالة هي ملكة او حالة قائمة بالنفس فهي من الصفات التي اذا أضيفت الى النفس تكون من مقولة الكيف النفساني واذا اضيفت الى الأفعال او الأشياء فهي من مقولة الفعل او كيف المرئي كما اذا قلت اعتدلت الشجرة او الكيف المحسوس كما تقول اعتدلت البرودة او الحرارة للجو ومثلها مثل التقوى فهي من صفات النفس ولكن الاتّقاء هو الفعل فان مثل هذه الصفات اذا اضيف الى الذات كقوله "اتقوا الله"، "اتقوا النار"، "اتقوا فراسة المؤمن" فهي فعل جوانحي فقوله: "وان خفتم ان لا تعدلوا" أي خفتم ان لا تعدلوا في عملكم بين النساء و لذلك لا يصدق المتقي او العادل على من اتقى شيءً او عدلَ في قضيّةٍ ما، فان المتقي بقول مطلق هو الذي يعيش حالة التقوى في نفسه والعادل بقول مطلق هو الذي سيرته العدالة كما ان أسماء الحِرَفْ اذا نسبت الى شخص أي انه متحلي بهذه الحرفة والفن فتامل جيداً.

نعم الكاشف عن هذه الصفة هي الاعمال العادلة إذا استمر عليها، كما هو صادق في سائر الصفات أيضا كالسخاوة والشجاعة والبخل والحسد فهذه هي صفات قائمة على النفس أي من مقولة كيف النفساني، ويقال فلان سَخِىَ بماله لفلان، او بَخِلَ عنه وفلان وقف في وجه الملك بكل جرأة وشجاعة او حَسِدَ زيدٌ عمراً وقس على هذا فعلل وتفعلل.

بعد ما تنقّح موضوع مسألتنا وهو العدالة فنراجع الى ادلة لزوم توفرها في امام الجماعة فندخل في حقل الروايات غدا ان شاء الله