الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

40/10/20

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: سيرة النبي وامير المؤمنين في الحكم من انهم لم يلجئوا على قهر الناس لقبول ولايتهم /کتاب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر الأمر بالمعروف

كان كلامنا في سيرة النبي وامير المؤمنين في الحكم من انهم لم يلجئوا على قهر الناس لقبول ولايتهم .

كذلك الامام الحسن عليه السلام بعد شهادة ابيه عرض نفسه على الناس و طلب منهم البيعة باختيارهم فبايعه الناس على الولاية والخلافة، وعندما نقضوا عهدهم ونكثوا بيعتهم و رأى انهم خذلوه ترك الامر الى معاوية بتفصيل ورد في كتب التاريخ، والحسين عليه السلام ايضا ما اجبر الناس على بيعته، ولكنه سلام الله عليه عزم على ان لا يبايع يزيداً و التجئ الى جوار الكعبة فلما سمع اهل الكوفة انه لم يبايع يزيداً ارسلوا اليه بكتبهم داعين اياه الى الكوفة ليأمّهم و يتولى شؤونهم فارسل ابن عمه عقيلا اليهم فبايعوه باسم الحسين عليه السلام واخبره ببيعتهم فتوجه الحسين اليهم فلما بلغ القاضرية و واجه جيوش ابن زياد و علم بنقض الناس بيعتهم، اراد ان يعود من حيث جاء فصدوا طريقه ولم يسمحوا له بالعودة ولا دخول الكوفة وقاتلوه ليبايع يزيدا وهو سلام الله عليه ابا الا رفض البيعة كما كان قراره من اول الامر فانه كان يرى ان بيعته ليزيد اعطاء الشرعية له الذي ينتهي الى محو الاسلام كما قال عليه السلام : "وعلى الاسلام السلام اذ قد بليت الأمة براعي مثل يزيد" وقال: "الا وانّ الدعيّ ابنُ الدّعيّ قد ركزني بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذّلة يَأبى اللهُ لنا ذلك ورسوله و المؤمنون وحجور طابت و طهرت و انوف حميّة ونفوس ابيّة على ان نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"،

ولم يرد من ائمتنا عليهم السلام ان يجمعوا سلاحا و يجيشوا جيشاً ليرغموا الناس على بيعتهم و الخضوع لولايتهم

واما ادلة التي استندنا اليه فيه ايضا تفيد هذا المعنى وها هي مقبولة عمر بن حنظلة: "يَنْظُرَانِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مِمَّنْ قَدْ رَوَى حَدِيثَنَا- وَ نَظَرَ فِي حَلَالِنَا وَ حَرَامِنَا وَ عَرَفَ أَحْكَامَنَا- فَلْيَرْضَوْا بِهِ حَكَماً فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ حَاكِماً"[1]

رواية ابي خديجة: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ رَجُلًا قَدْ عَرَفَ حَلَالَنَا وَ حَرَامَنَا- فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ قَاضِياً- وَ إِيَّاكُمْ أَنْ يُخَاصِمَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِلَى السُّلْطَانِ الْجَائِرِ"[2]

جواب رسالة اسحاق بن يعقوب: " أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا «2» فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ"-[3]

حديث الاحتجاج عن علي بن محمد الهادي عليه السلام: " فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ حَافِظاً لِدِينِهِ مُخَالِفاً عَلَى هَوَاهُ مُطِيعاً لِأَمْرِ مَوْلَاهُ فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوهُ"[4]

لا يقال ادلة التي استندوا اليها لاثبات ولاية الفقيه ليست حصرا على ما ذكرتم

« اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ خُلَفَاؤُكَ قَالَ الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي وَ يَرْوُونَ عَنِّي أَحَادِيثِي وَ سُنَّتِي فَيُعَلِّمُونَهَا النَّاسَ مِنْ بَعْدِي‌»[5]

علماء امتي كانبياء بني اسرائيل.[6]


[1] وسائل الشیعة، الشیخ الحر العاملي، ج27، ص300، ابواب کیفیة الحکم، الباب31، ح2، ط آل البیت.
[2] وسائل الشیعة، الشیخ الحر العاملي، ج27، ص139، ابواب صفات القاضي، الباب11، ح6، ط آل البیت.
[3] وسائل الشیعة، الشیخ الحر العاملي، ج27، ص140، ابواب صفات القاضي، الباب11، ح9، ط آل البیت.
[4] وسائل الشیعة، الشیخ الحر العاملي، ج27، ص131، ابواب صفات القاضي، الباب10، ح20، ط آل البیت.
[5] وسائل الشیعة، الشیخ الحر العاملي، ج27، ص92، ابواب صفات القاضي، الباب8، ح53، ط آل البیت.
[6] مستدرک الوسائل، المیرزا النوري، ج17، ص320.