الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه - کتاب الجهاد

39/07/22

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: شروط أهل البغی/قتال اهل البغی/رکن الرابع/المهادنه/ احکام اهل الذمه/کتاب الجهاد

كان بحثنا حول قول المصنف حيث قال: (و من كان من أهل البغي لهم فئة يرجع إليها جاز الإجهاز على جريحهم و اتباع مدبرهم و قتل أسيرهم.و من لم يكن له فئة فالقصد بمحاربتهم تفريق كلمتهم فلا يتبع لهم مدبر و لا يجهز على جريحهم و لا يقتل لهم مأسور. [1]

وقد ذكرنا رواية الحفص وهي كانت صريحة في المطلوب الا ان سنده كان ضعيفاً ومن قال بانجبار ضعف السند بالشهرة فتصبح حجة كما اشار اليه صاحب الجواهر.

الرواية الثانية: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي جَوَابِ مَسَائِلِ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ- وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ عَلِيّاً علیه السلام قَتَلَ أَهْلَ صِفِّينَ مُقْبِلِينَ وَ مُدْبِرِينَ وَ أَجَازَ عَلَى جَرِيحِهِمْ وَ إِنَّهُ يَوْمَ الْجَمَلِ لَمْ يَتْبَعْ مُوَلِّياً وَ لَمْ يُجِزْ عَلَى جَرِيحٍ وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ آمَنَهُ وَ مَنْ دَخَلَ دَارَهُ آمَنَهُ؟ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ قُتِلَ إِمَامُهُمْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِئَةٌ يَرْجِعُونَ إِلَيْهَا وَ إِنَّمَا رَجَعَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ غَيْرَ مُحَارِبِينَ وَ لَا مُخَالِفِينَ وَ لَا مُنَابِذِينَ وَ رَضُوا بِالْكَفِّ عَنْهُمْ، فَكَانَ الْحُكْمُ فِيهِمْ رَفْعَ السَّيْفِ عَنْهُمْ وَ الْكَفَّ عَنْ أَذَاهُمْ إِذْ لَمْ يَطْلُبُوا عَلَيْهِ أَعْوَاناً، وَ أَهْلُ صِفِّينَ كَانُوا يَرْجِعُونَ إِلَى فِئَةٍ مُسْتَعِدَّةٍ وَ إِمَامٍ يَجْمَعُ لَهُمُ السِّلَاحَ وَ الدُّرُوعَ وَ الرِّمَاحَ وَ السُّيُوفَ وَ يُسَنِّي لَهُمُ الْعَطَاءَ وَ يُهَيِّئُ لَهُمُ الْأَنْزَالَ وَ يَعُودُ مَرِيضَهُمْ وَ يَجْبُرُ كَسِيرَهُمْ وَ يُدَاوِي جَرِيحَهُمْ وَ يَحْمِلُ رَاجِلَهُمْ وَ يَكْسُو حَاسِرَهُمْ وَ يَرُدُّهُمْ فَيَرْجِعُونَ إِلَى مُحَارَبَتِهِمْ وَ قِتَالِهِمْ فَلَمْ يُسَاوِ بَيْنَ‌ الْفَرِيقَيْنِ فِي الْحُكْمِ لِمَا عَرَفَ مِنَ الْحُكْمِ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ التَّوْحِيدِ لَكِنَّهُ شَرَحَ ذَلِكَ لَهُمْ فَمَنْ رَغِبَ عُرِضَ عَلَى السَّيْفِ أَوْ يَتُوبَ عَنْ ذَلِكَ".[2]

هذه ايضا مرسلة ليست بحجة الا من يعتمد على تحف العقول. والدلالة صريحة واضحة.

الرواية الثالثة: وما عن كليني عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا هُزِمَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لَا تَتْبَعُوا مُوَلِّياً وَ لَا تُجِيزُوا عَلَى جَرِيحٍ- وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ- فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ قَتَلَ الْمُقْبِلَ وَ الْمُدْبِرَ- وَ أَجَازَ عَلَى جَرِيحٍ- فَقَالَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ‌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ- هَذِهِ سِيرَتَانِ مُخْتَلِفَتَانِ فَقَالَ- إِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ قُتِلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ- وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ قَائِماً بِعَيْنِهِ وَ كَانَ قَائِدَهُمْ".[3]

في سنده مجاهيل ولكن الدلالة لا بأس بها لما قص فعل الامام عليه السلام.

الرواية الرابعة: شيخ عن محمد بن حسن صفار عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ الْحَكَمِ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام بِمَا سَارَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ أَبَا الْيَقْظَانِ كَانَ رَجُلًا حَادّاً رَحِمَهُ اللَّهُ- فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا تَسِيرُ فِي هَؤُلَاءِ غَداً- فَقَالَ بِالْمَنِّ كَمَا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه وآله فِي أَهْلِ مَكَّةَ".‌

الروایة الخامسة: و عن الأصبغ: «أن أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل لما قتل طلحة و الزبير و قبض على عائشة و انهزم أصحاب الجمل نادى مناديه لا تجهزوا على جريح، و لا تتبعوا مدبرا، من ألقى سلاحه فهو آمن، ثم دعا ببغلة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله الشهباء فركبها، ثم قال: تعال يا فلان، و تعال يا فلان حتى جمع إليه زهاء من ستين شيخا، كلهم من همدان قد تنكبوا الترسة و تقلدوا السيوف و لبسوا المغافر، فسار و هم حوله حتى انتهى إلى دار عظيمة فاستفتح ففتح له، فإذا هو بنساء يبكين بفناء الدار، فلما نظرن إليه صحن صيحة واحدة و قلن هذا قاتل الأحبة، فلم يقل لهن شيئا، و سأل عن حجرة عائشة ففتح له بابها و سمع بينهما كلام شبيه بالمعاذير لا و اللّٰه و بلى و اللّٰه، ثم خرج فنظر إلى امرأة أدماء طويلة فقال لها يا صفية فأتته مسرعة، فقال أ لا تبعدين هؤلاء الكلبات يزعمن أني قاتل الأحبة و لو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذه الحجرة و من في هذه و أومأ إلى ثلاث حجر، فذهبت إليهن و قالت لهن فما بقيت في الدار صائحة إلا سكتت و لا قائمة إلا قعدت، قال الأصبغ و كان في إحدى الحجر عائشة و من معها من خاصتها".[4]

الرواية السادسة: و في الأخرى مروان بن الحكم و شباب من قريش، و في الأخرى عبد اللّٰه بن الزبير و أهله فقيل للأصبغ فهلا بسطتم أيديكم على هؤلاء فقتلتموهم أ ليس هؤلاء كانوا أصحاب القرحة فلم استبقيتموهم قال: قد ضربنا و اللّٰه بأيدينا إلى قوائم سيوفنا و أحددنا أبصارنا نحوه لكي يأمرنا فيهم بأمر فما فعل و أوسعهم عفوا». [5]

و من هاتين الروايتين يستفاد سيرة امير المؤمنين عليه السلام.

الرواية السادسة: للمرسل: «أن عليا عليه السلام كان يخطب فقال رجل بباب المسجد لا حكم إلا لله تعريضا بعلي عليه السلام أنه حكم في دين اللّٰه الرجال، فقال علي عليه السلام:كلمة حق أريد بها باطل، لكم علينا ثلاث، لا نمنعكم مساجد اللّٰه أن تذكروا اسم اللّٰه فيها، و لا نمنعكم الفي‌ء ما دامت أيديكم معنا و لا نبدؤكم بقتال»‌. [6]

هذه مما يفيد ان المعارضين ما دام يعيشون في اوساط المسلمين لا يتعرض لهم ولكن عند ما خرجوا واتخذوا لهم موقعا مستقلا ليهجموا على اهل الحق يقاتلون وهم محسوبون بغاةً.

الرواية السابعة: ما في دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ،: وَ إِذَا انْهَزَمَ أَهْلُ الْبَغْيِ وَ كَانَتْ لَهُمْ فِئَةٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهَا طُلِبُوا وَ أُجْهِزَ عَلَى جَرْحَاهُمْ وَ أُتْبِعُوا وَ قُتِلُوا مَا أَمْكَنَ إِتْبَاعُهُمْ وَ قَتْلُهُمْ وَ كَذَلِكَ سَارَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي أَصْحَابِ صِفِّينَ لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ وَرَاءَهُمْ وَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِئَةٌ لَمْ (يُطْلَبُوا) وَ لَمْ يُجْهَزْ عَلَى جَرْحَاهُمْ لِأَنَّهُمْ إِذَا وَلَّوْا تَفَرَّقُوا". [7]

فهذه الرواية صريحة في التفصيل بين الفئتين من المعارضين البغاة.

الرواية الثامنة: "وَ كَذَلِكَ رُوِّينَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ سَارَ فِي أَهْلِ الْجَمَلِ لَمَّا قُتِلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ قُبِضَ عَلَى عَائِشَةَ وَ انْهَزَمَ أَصْحَابُ الْجَمَلِ نَادَى مُنَادِيهِ لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ثُمَّ دَعَا بِبَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه وآله الشَّهْبَاءِ فَرَكِبَهَا ثُمَّ قَالَ تَعَالَ يَا فُلَانُ وَ تَعَالَ يَا فُلَانُ حَتَّى جَمَعَ إِلَيْهِ زُهَاءُ سِتِّينَ شَيْخاً كُلُّهُمْ مِنْ هَمْدَانَ قَدْ شَكُّوا الْأَتْرِسَةَ وَ تَقَلَّدُوا السُّيُوفَ وَ لَبِسُوا الْمَغَافِرَ فَسَارَ وَ هُمْ حَوْلَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَارٍ عَظِيمَةٍ فَاسْتَفْتَحَ فَفُتِحَ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِنِسَاءٍ يَبْكِينَ بِفِنَاءِ الدَّارِ فَلَمَّا نَظَرْنَ إِلَيْهِ صِحْنَ صَيْحَةً وَاحِدَةً وَ قُلْنَ هَذَا قَاتِلُ الْأَحِبَّةِ فَلَمْ يَقُلْ لَهُنَّ شَيْئاً وَ سَأَلَ عَنْ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَفُتِحَ لَهُ بَابُهَا وَ دَخَلَ وَ سُمِعَ مِنْهُمَا كَلَامٌ شَبِيهٌ بِالْمَعَاذِيرِ لَا وَ اللَّهِ وَ بَلَى وَ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّهُ علیه السلام خَرَجَ فَنَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ فَقَالَ لَهَا- ‌إِلَيَّ يَا صَفِيَّةُ (فَأَتَتْهُ مُسْرِعَةً) فَقَالَ أَ لَا تُبْعِدِينَ هَؤُلَاءِ (الْكُلَيْبَاتِ) يَزْعُمْنَ أَنِّي قَاتِلُ الْأَحِبَّةِ لَوْ كُنْتُ قَاتِلَ الْأَحِبَّةِ لَقَتَلْتُ مَنْ فِي هَذِهِ الْحُجْرَةِ وَ مَنْ فِي هَذِهِ وَ مَنْ فِي هَذِهِ وَ أَوْمَأَ ع بِيَدِهِ إِلَى ثَلَاثِ حُجَرٍ (فَذَهَبَتْ إِلَيْهِنَّ) فَمَا بَقِيَتْ فِي الدَّارِ صَائِحَةٌ إِلَّا سَكَتَتْ وَ لَا قَائِمَةٌ إِلَّا قَعَدَتْ قَالَ الْأَصْبَغُ وَ هُوَ صَاحِبُ الْحَدِيثِ وَ كَانَ فِي إِحْدَى الْحُجُرَاتِ عَائِشَةُ وَ مَنْ مَعَهَا مِنْ خَاصَّتِهَا وَ فِي الْأُخْرَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَ شَبَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَ فِي الْأُخْرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَ أَهْلُهُ فَقِيلَ لِلْأَصْبَغِ فَهَلَّا بَسَطْتُمْ أَيْدِيَكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ أَ لَيْسَ هَؤُلَاءِ كَانُوا أَصْحَابَ الْقَرْحَةِ فَلِمَ اسْتَبْقَيْتُمُوهُمْ قَالَ قَدْ ضَرَبْنَا بِأَيْدِينَا إِلَى قَوَائِمِ سُيُوفِنَا وَ حَدَّدْنَا أَبْصَارَنَا نَحْوَهُ لِكَيْ يَأْمُرَنَا فِيهِمْ بِأَمْرٍ فَمَا فَعَلَ وَ وَاسَعَهُمْ عَفْواً‌" [8]

فهي كذلك تفيد التفصيل المعروف.

وقد اكثرنا من ذكر الروايات مما يوجب الاطمئنان بسيرة امير المؤمنين في التفصيل بين الفريقين من البغاة وهناك روايات اخرى على هذا السياق.

ان المصنف بعد ذكر هذه الفقرة من كلامه ذكر مسائل فقال: (الأولى لا يجوز سبي ذراري البغاة و لا تملك نساؤهم إجماعا [9] ) قال في الجواهر تضمينا لكلام المصنف: (محصلا و محكيا عن التحرير و غيره بل عن المنتهى «نفي الخلاف فيه بين أهل العلم» و عن التذكرة «بين الأمة» لكن في المختلف و المسالك نسبته إلى المشهور، و لعله لما في الدروس، قال: و نقل الحسن أن للإمام عليه السلام ذلك إن شاء، لمفهوم‌قول علي عليه السلام «إني مننت على أهل البصرة كما من رسول اللّٰه (ص) على أهل مكة، و قد كان لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله أن يسبي فكذا الإمام عليه السلام»‌ و هو شاذ، قلت: بل لم نعرفه لأحد‌ منا، مع احتمال كون مراده أنه قد كان ذلك لأمير المؤمنين عليه السلام لو أراده، إلا أن التقية جعلت الحكم كذلك كما استفاضت به النصوص، ففي‌خبر عبد اللّٰه بن سليمان «1» «قلت لأبي عبد اللّٰه عليه السلام: إن الناس يروون أن عليا عليه السلام قتل أهل البصرة و ترك أموالهم، فقال: إن دار الشرك يحل ما فيها، و إن دار الإسلام لا يحل ما فيها، فقال: إن عليا عليه السلام إنما من عليهم كما من رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله على أهل مكة، و إنما ترك علي عليه السلام لأنه كان يعلم أنه سيكون له شيعة، و أن دولة الباطل ستظهر عليهم فأراد أن يقتدى به في شيعته، و قد رأيتم آثار ذلك هو ذا سائر في الناس سيرة علي عليه السلام، و لو قتل علي عليه السلام أهل البصرة جميعا و اتخذ أموالهم لكان ذلك له حلالا، لكنه من عليهم ليمن على شيعته من بعده»‌

و خبر زرارة «وسائل جهادباب 25حديث8» عن أبي جعفر عليه السلام «لو لا أن عليا عليه السلام سار في أهل حربه بالكف عن السبي و الغنيمة للقيت شيعته من الناس بلاء عظيما، ثم قال: و اللّٰه لسيرته كانت خيرا لكم مما طلعت عليه الشمس»‌و خبر أبي بكر الحضرمي «3» «سمعت أبا عبد اللّٰه عليه السلام يقول: لسيرة علي عليه السلام في أهل البصرة كانت خيرا لشيعته مما طلعت عليه الشمس، إنه علم أن للقوم دولة، فلو سباهم لسبيت شيعته، قلت فأخبرني عن القائم عليه السلام يسير بسيرته قال: لا إن عليا سار فيهم بالمن لما علم من دولتهم، و إن القائم عليه السلام يسير فيهم بخلاف تلك السيرة، لأنه لا دولة لهم»‌[10]

اقول: بما ان الآية الكريمة تقول "فان فائوا فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين" فان هذه الآية تفيد ان الحرب تنتهي بكفهم عن الحرب سواء كان غصباً عليهم او بارادتهم، وما قد يقال بان البغاة على الامام عليه السلام هم كفار، فنقول هم كفار في الواقع ولعلهم اشد الكفار ولكن في الحكم الظاهري انهم محسوبون على الاسلام لدلالة الآية وسيرة ائمتنا عليهم السلام في التعامل معهم من امير المؤمنين الى غيره من الائمة عليهم صلوات المصلين. فلا يجوز سبيهم و لا قتلهم بعد انتهاء الحرب ولا نهب اموالهم من بيوتهم مما هو خارج عن المعسكر، الا اذا ارتكبوا ما يوجب عليهم القتل كسائر المسلمين . فعليكم ان تتحروا في الروايات وكتب التاريخ والسير تجد ما قلناه بوضوح و نكتفي هنا بهذا المقدر حرصا على الاقتصار والاختصار.


[1] شرایع الاسلام، المحقق الحلی، ج1، ص307.
[2] وسائل الشيعة، الشیخ حر العاملی، ج15، ص75، أبواب جهاد العدو وما يناسبه، ب24، ح4، ط آل البیت.
[3] وسائل الشيعة، الشیخ حر العاملی، ج15، ص75، أبواب جهاد العدو وما يناسبه، ب25، ح4، ط آل البیت.
[4] جواهر الکلام، الشیخ محمد حسن النجفی، ج21، ص331.
[5] مستدرک الوسائل، المحدث النوری، ج11، ص52.
[6] مستدرک الوسائل، المحدث النوری، ج11، ص65.
[7] دعائم الاسلام، القاضی نعمان مغربی، ج1، ص394.
[8] مستدرک الوسائل، المحدث النوری، ج11، ص51.
[9] شرایع الاسلام، المحقق الحلی، ج1، ص308.
[10] جواهر الكلام، الشيخ محمد حسن النجفي، ج21، ص334.