الأستاذ السيد حیدر الموسوي

بحث الأصول

33/07/16

بسم الله الرحمن الرحیم

 الأصول/ مباحث القطع /منجزية العلم الإجمالي/ أركان منجزية العلم الإجمالي
 كان الكلام فيما أجاب به السيد الخوئي على نقض المحقق العراقي وقلنا بأنه استثنى صورتين، الأولى وهي ما لو جرى الأصلان العرضيان من سنخ واحد أو من سنخين وكان احدهما محكوما لأصل إلزامي فهنا سوف ينحل العلم الإجمالي على مسلكي العلية والاقتضاء ولا تجب الموافقة القطعية لجريان الأصل الحاكم بلا معارض.
 وقد أجاب عن ذلك السيد الشهيد بان نكتة المعارضة الثلاثية تامة.
 وأما مناقشة الصورة الثانية:وهي ما لو كان الأصلان العرضيان من سنخ واحد، كالعلم الإجمالي بنجاسة الماء أو الثوب حيث تسقط أصالة الطهارة الجارية في كل منهما بالمعارضة وتصل النوبة إلى أصالة الحل الجارية في خصوص الماء لتجويز شربه دون الثوب، فدليل الأصل الترخيصي من سنخ واحد لا يشمل كلا الطرفين لكونه يؤدي إلى الترخيص في المخالفة القطعية وجريانه في احدهما بالخصوص ترجيح بلا مرجح فلا مانع من شمول الأصل الطولي للطرف الآخر المختص به اعني أصالة الحل بالنسبة للماء.
 وحاصل ما أجاب به السيد الشهيد: أن المعارضة بين دليل أصالة الطهارة الجارية في الثوب ودليل أصالة الطهارة الجارية في الماء هي معارضة داخلية لأنهما من سنخ واحد بينما المعارضة بين أصالة الحل وأصالة الطهارة هي خارجية لأنهما أصلان من سنخين مختلفين. وهذا يعني انه سوف لن ينعقد إطلاق لدليل أصالة الطهارة فيما لو كانت المعارضة داخلية ليشمل المورد كما مر مرارا، بخلاف صورة المعارضة الخارجية، والأصل غير المسانخ فان المعارضة على مستوى الحجية وليست على مستوى الظهور، وفي المقام حيث إن أصالة الطهارة ابتليت بالمعارضة الداخلية فسوف لا تعارض أصالة الحل، وتكون النجاة للأصل غير المسانخ أي أن العبرة ليست في كون أصالة الحل أصلا طوليا بل لأنه أصل غير مسانخ، فانه لا معارضة بين الأصلين من سنخين مختلفين حتى لو كانا عرضيين، ويؤيد هذا المطلب ما لو كان عندنا علمان إجماليان منفصلان يشتركان في طرف واحد من غير أن يكون بين العلمين سببية ، كما لو علمنا إجمالا بنجاسة إما الجبن أو الثوب ثم علمنا بعلم إجمالي آخر بنجاسة نفس ذلك الثوب أو الإناء، ولم يكن بين هذين العلمين طولية وسببية، وهما يشتركان في طرف واحد اعني الثوب، فلو فرضنا جريان أصالة الطهارة في كل من الجبن والثوب، واختص الإناء بجريان استصحاب الطهارة كما لو كانت حالته السابقة هي الطهارة فهنا أصالة الطهارة في الثوب لن تقوى على معارضة استصحاب الطهارة في الإناء لابتلائها بالمعارضة الداخلية مع أصالة الطهارة في الجبن، وسوف لن يدخل استصحاب الطهارة في الإناء في حلبة المعارضة مع كونه في عرض واحد مع أصالة الطهارة، وليس ذلك إلا لأنهما أصلان من سنخين مختلفين.
 والحمد لله رب العالمين.