الأستاذ السید حسین الحکیم

بحث الفقه

38/06/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : حرمة الغناء : نقد أدلة الجواز

9_ ما رواه الشيخ عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن سعيد ( عيسى ) عن سماعة قال : سألته عن كسب المغنية والنائحة فكرهه[1] .

وقد عبر في الحدائق عن الحديث بالموثق وقال : (يجب حمل الكراهة في المغنية على التحريم البتة) [2] وعلى أي حال فالحديث لا يصلح لنفي الحرمة بل هو مناسب لها لان الكراهة عرفا تجتمع مع الحرمة دون الكراهة اصطلاحا .

10_ ما رواه علي بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال : وسألته عن الرجل يتعمد الغناء يجلس إليه ؟ قال : " لا " [3]

11_ ما في تفسير الإمام العسكري : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أعان ضعيفا في بدنه على أمره أعانه الله على أمره ، ونصب له في القيامة ملائكة يعينونه على قطع تلك الأهوال وعبور تلك الخنادق من النار حتى لا يصيبه من دخانها ، وعلى سمومها ، وعلى عبور الصراط إلى الجنة أمنا - وساق الحديث إلى أن قال - : وإن الله عز وجل إذا كان أول يوم من شعبان أمر بأبواب الجنة فتفتح ، ويأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا ، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى فتعلقوا بها تؤديكم إلى الجنان وهذه أغصان شجرة الزقوم فإياكم وإياها لا تؤديكم إلى الجحيم .. الى أن قال : ومن تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه .. الحديث)[4] .

وسندها كما ترى ودلالتها غير مناسبة لحرمة مطلق الغناء نعم هي لا تتناسب مع كونه بطبعه محللا

12_ ما رواه الصدوق في الخصال قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن نصر بن قابوس قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : المنجم ملعون ، والكاهن ملعون ، والساحر ملعون ، والمغنية ملعونة ، ومن آواها وأكل كسبها ملعون [5]

والحسن بن علي الكوفي هو نفسه ابن المغيرة الذي وثقه النجاشي واسحاق بن ابراهيم من القريب انه موثق لكن ذلك لم يتم لدينا تماما واما نصر فحاله واضح فقد قال فيه النجاشي : نصر بن قابوس اللخمي القابوسي : روى عن أبي عبد الله ، وأبي إبراهيم ، وأبي الحسن الرضا ، عليهم السلام ، وكان ذا منزلة عندهم . له كتاب [6]

وعده الشيخ من السفراء الممدوحين قائلا : " ومنهم : نصر بن قابوس اللخمي ، وروى أنه كان وكيلا لأبي عبد الله عليه السلام عشرين سنة ولم يعلم أنه وكيل ، وكان خيرا فاضلا .[7]

فالرواية قريبة من الاعتبار خصوصا مع ملاحظة تشدد القميين في الرواية لكن لا يمكن الجزم بذلك

اضافة الى الإجماع المستفاد من كلمات قدماء الاصحاب الذين عثرنا على كلماتهم :

1_ علي بن بابويه القمي الذي قال (واعلم أن الغناء مما قد وعد الله عليه النار)[8] .

2_ وكذا ولده الشيخ الصدوق الذي نقل عنه مستحسنا لكلامه ومضيفا عليه ما يشبهه من مضامين روايات الحرمة (وإيّاك والغناء، فإنّ اللّه توعّد عليه النّار)[9] .

3_ الشيخ المفيد ره (وكسب المغنيات حرام وتعلم ذلك وتعليمه مخطور ( محظور) في شرع الإسلام )[10] .

4_ الشيخ الديلمي في المراسم حيث عد من المحرمات كسب المغنيات [11] .

5_ الشيخ الطوسي في النهاية [12] حيث حكم بحرمته مطلقا وان كان ذكر في ما بعد ما يصلح لتقييده فقال (ولا بأس بأجر المغنية في الأعراس ، إذا لم يغنين بالأباطيل ولا يدخلن على الرجال ولا يدخل الرجال عليهن )[13] فيستفاد منه أنه لا يجيز الغناء بطبيعته بين النساء او من دون دخول الرجال في غير الاعراس .

 


[1] الاستبصار، الطوسي، محمد بن الحسن، ج3 ص60.
[2] الحدائق الناضرة، البحراني، الشيخ يوسف، ج18 ص139.
[3] مسائل علي بن جعفر ومستدركاتها، العريضي، علي بن جعفر، ص148.
[4] بحار الانوار، العلامة المجلسي، محمد باقر، ج8 ص166و 167.
[5] الخصال، الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، باب الخمسة ص297.
[6] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي)، النجاشي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس الأسدي الكوفي، ص427.
[7] الغيبة، الطوسي، محمد بن الحسن، ص348.
[8] فقه الرضا، 281.
[9] المقنع، الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، 455.
[10] المقنعة، العكبري البغدادي الملقب (المفيد )، محمد بن محمد بن النعمان، ص588.
[11] المراسم العلوية، الديلمي، سلار بن عبدالعزيز، ص172 .
[12] النهاية، الطوسي، محمد بن الحسن، 365.
[13] النهاية، الطوسي، محمد بن الحسن، 367 .