الأستاذ السيد علي‌رضا الحائري

بحث الأصول

36/06/24

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: تحدید دائرة حجیة خبر الواحد- حجیة الخبر الواحد في الموضوعات
کنا نتکلم في الدلیل الاول لاثبات حجیة الخبر الواحد في الشبهات الموضوعیة و الذي کان التمسک بنفس دلیل حجیة الخبر الواحد في الشبههات الحکمیة، حیث قلنا انه یمکن تمسک بنفس هذا الدلیل لاثبات حجیة الخبر في الموضوعات و ذلک باحد تقریبین و التقریب الاول هو الذي تقدم بالامس و هو ادعاء رجوع الشبهة الحکمیة الی الشبهة الموضوعیة و تقدم النقاش فیه ایضا و قلنا بناء علی هذا النقاش لا یمکن القول بشمول دلیل حجیة الخبر الواحد للخبر في الموضوعات
کلام السید الحکیم:
و من هنا نرید ان نبین مطلبا آخر و هو ان ما قد یتصور -من ان الدلیل دل علی حجیة عنوان الخبر عن الحکم الکلي- غیر صحیح و هذا ما یظهر من کلام السید الحکیم حیث ذهب في المستمسک[1]  الی نظیر ما ذهبنا الیه لا مطلقا بل في الموضوعات التي هي من قبیل اجتهاد الشخص او وثاقة الراوي فیرید ان یبین ان دلیل الحجیة یشمل الاخبار عن اجتهاد الشخص او وثاقة الراوي ببیان ان المراد من عموم ما دل علی حجیة الخبر في الاحکام الکلیة ما یودي الی الحکم الکلي فاي خبر عن اي شیء یودي الی الحکم الکلي حجة -سواء بمدلوله المطابقي او بمدلوله الالتزامی-
فالثقة اذا اخبر عن اجتهاد شخص فهذا الاخبار و ان یدل بمدلوله المطابقي علی اجتهاد شخص و لکن یدل بدلالته الالتزامیة علی ان ما یودي الیه نظر هذا المجتهد هو الحکم الکلي الالهي فهو یخبر بالملازمة عن الحکم الشرعي الکلي
ثم نَظَّرَ ذلک باخبار زرارة الذي -تکلمنا عنه بالامس- و قال: کذلک اخبار زرارة فهو عندما یخبر عن الحکم الکلي فهو یخبر بالدلالة الالتزامیة عن الحکم الکلي لا بالدلالة المطابقیة فان المدلول المطابقي لکلامه هو الاخبار عن ظهور کلام الامام لا الحکم الشرعي الکلي فلا فرق بین خبر زرارة و بین اخبار الثقة عن اجتهاد شخص فان کان الاول حجة فالثاني ایضا حجة
و علی هذا یکفي توثیق ثقة واحدة لاحد الرواة لانه مشمول لدلیل حجیة الخبر الواحد و یکفی قول اللغوي الواحد ایضا اذا کان ثقة و ان کان اخبارهما عن الموضوع الخارجي
الاشکال علی کلام السید الحکیم:
اقول: ان دلیل حجیة الخبر الواحد في الشبهة الحکمیة لم یدل بالاساس علی حجیة عنوان «الخبر عن الحکم الکلي» حتی نبذل الجهد لارجاع الاخبار عن الموضوع الی الاخبار عن الحکم الکلي بل ان الدلیل دل علی حجیة عنوان آخر غیر هذا العنوان الذي افترضه رحمة اللة من قبیل عنوان «الاداء عن الامام» و هذا العنوان هو الذي جُعل حجة في دلیل الحجیة -کما في روایة الحمیري- و من الواضح ان هذا العنوان ینطبق علی خبر زرارة لانه یودي عن الامام و لا ینطبق علی اخبار الثقة عن وثاقة شخص لانه لا یودي عن الامام
و من اجل ذلک کان یقول السید الشهید في کتاب الخمس ان روایات التحلیل یشملها دلیل حجیة خبر الواحد -حتی لو حملت علی انها تحلیل مالکي اي: ان الامام حلل الخمس لشیعته بوصفه مالکا لا بوصفه اماما و مشرعا- لانها و ان لم تکن مخبرة عن الحکم الکلي الشرعي – حیث انها تخبر عن تحلیل الامام بوصفه مالکا- لکن الرواي في هذه الروایة تودي عن الامام ایضا و ان لم یخبر عن الحکم الکلي الشرعي بل اخبر عن موضوع خارجی
فهذا التقریب الاول غیر تام فلا یمکن التعدي من مثل اخبار زرارة الی اخبار الثقة عن الموضوع الخارجی
و ستاتي تتمة البحث ان شاء الله


[1]  مستمسک العروة الوثقی، السید محسن الحکیم، ج1، ص38.