الأستاذ السيد علي‌رضا الحائري

بحث الأصول

36/05/17

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: تحدید دائرة حجیة خبر الواحد
قلنا ان هناک محاولة من قبل المحقق الحائري الموسس[1] لارجاع الخبر مع الواسطة الی الخبر بلاواسطة و لکن هذه المحاولة قُرِّرت و بُیِّنت ببیان یختلف عن البیانات التي ذکرناها نحن فیماسبق
و حاصل ما ذکره هو ان الکلیني عندما یخبرنا عن الوسیط عن الامام یخبر في الواقع عن اخبار الوسیط عن الامام، فخبر الکلیني امارة علی اخبار الوسیط عن الامام و ذلک لوضوح ان الاخبار عن الاخبار بشیء یکون امارة علی الامارة علی الشیء، فهو امارة علی الشیء فاذا کان خبر الکلیني امارة علی خبر الوسیط و خبر الوسیط امارة علی کلام الامام فیکون خبر الکلیني امارة علی کلام الامام فیکون حجة کالامارات الاخری علی کلام الامام
نقد کلام المحقق الحائري:
الا ان هذا البیان رغم انه یتجه اتجاها صحیحا -في ارجاع الخبر مع الواسطة الی الخبر بلاواسطة- الا ان هذا النمط من التقریب لا یمکن قبوله لاننا نسال ماذا یقصد المحقق الحائري عن کون خبر الکلیني امارة عن کلام الامام؟
فان قصد ان خبر الکلیني امارة خبریة علی کلام الامام بمعنی ان خبر الکلیني اخبار بکلام الامام، فعلیه ان یبین انه کیف یکون خبر الکلیني اخبارا عن الامام، مع ان الکلیني یخبر ظاهرا عن خبر الوسیط و هذا المقدار من البیان الذي افاده رحمه الله لا یکفي في اثبات ان اخبار الکلیني اخبار عن الامام حیث انه قال ان کلام الکلیني امارة علی الامارة علی کلام الامام و هذا المقدار لا یکفي في اثبات ان اخبار الکلیني اخبار عن الامام
فمجرد ان کلام الکلیني امارة علی الامارة علی کلام الامام لا یعني ان کلامه اخبار عن الکلام لان الاخبار عن الاخبار بشیء لا یکون اخبارا بذلک الشیء
و ان رجع الی ما قلناه فهذا رجوع الی بیاناتنا فاثبات ان اخباره اخبار عن الامام یحتاج الی احدي بیاناتنا
و ان قصد بقوله ان الخبر مع الواسطة -مثل خبر الکلیني- امارة علی کلام الامام، ان کلام الکلیني له کشف ذاتي تکویني عن کلام الامام و یکشف کشفا ظنیا عن الواقع فهذا صحیح، لکن لیس کل ظن و کشف ظني حجة و الشان کل الشان في اثبات حجیة هذا الکشف و انما دل دلیل الحجیة علی حجیة الکاشف الخبري و لم یدل علی حجیة کل کاشف حتی یکون  الاخبار عن الاخبار حجة
ان قلت: وحدة المناط في الحجیة -و هو الکشف- موجود و محفوظ ضمن کل ظن حاصل من الخبر مع الواسطة و ان لم یکن ظنا خبریا فلا فرق بین اخبار الوسیط عن الامام و بین اخبار الکلیني عن الوسیط عن الامام في الکشف
قلت: سیاتي قریبا -في الجواب علی کلام المحقق الخراساني- ان المناط في الحجیة في الخبر المباشر مثل خبر زرارة عن کلام الامام هو الکشف لکن هذا النوع من الکشف الموجود في خبر زرارة غیر موجود في خبر الکلیني عن الوسیط عن الامام فتختلف درجة الکشف هنا عن درجة الکشف الموجودة في الخبر المباشر
و بعبارة اخری لیست حجیة الخبر بلاواسطة مستلزما لحجیة الخبر مع الواسطة فلعل مناط الحجیة هي تلک الدرجة العالیة من الکشف
هذا تمام الکلام في مناقشة هذه المحاولة التي ذکرها المحقق الحائري رحمه الله و التي نقلها عنه المحقق الاصفهاني[2]
هذا تمام الکلام في المقام الاول و بهذا اتضح انه یمکن ارجاع الخبر مع الواسطة الی الخبر بلاواسطة من خلال التقریبین الاولین
المقام الثاني:
و اما المقام الثاني و هو البحث عن موقف الاصحاب تجاه هذا الاشکال الموجود في الخبر مع الواسطة
 ان الاصحاب سلموا بحفظ موضوع الاشکال – بخلاف تجاهنا- و توجد هنا عدة وجوه نذکر بعضا منها
الوجه الاول: هو ماذکره المحقق الخراساني[3] و قال ان الاشکال لو سلمناه فغایة ما ینتجه عبارة عن انه لیس من الممکن ان یشمل دلیل الحجیة الخبر مع الواسطة و لکن هذا الاشکال لا یجري فیما اذا عرفنا من خارج عدم الفرق في الحجیة بین الخبر مع الواسطة و الخبر بلاواسطة فمن باب القطع بعدم الفرق نثبت حجیة الخبر مع الواسطة فکما ان خبر الواحد حجة بالنسبة الی سائر الاثار فکذلک حجة بالنسبة الی حجیة کلام الوسیط فخبر الکلیني حجة باعتباره اخبارا عن موضوع الحجیة
فحجیته ثابته بدعوی القطع بعدم الفرق لان المناط في الحجیة واحد
هذا هو جواب المحقق الخراساني و سوف یاتي النقاش في هذا الجواب ان شاء الله



[1] درر الفوائد، الحائری عبدالکریم، ج2، ص53.
[2] نهایة الدرایة، الشیخ محمدحسین. الاصفهانی، ج3، ص224
[3] کفایة الاصول، المحقق الخراساني، ص297.