الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

42/10/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: فائدة: المكنى بابي بصير.

     البحث في وثاقة الباقين ممن يكنّى بابي بصير والنتائج: ليث بن البختري المرادي ثقة، يحيى بن القاسم الاسدي ثقة، يوسف بن الحارث وعبد الله بن محمد وحماد بن عبيد الله مجهولون.

     يحيى بن القاسم الاسدي.

     عبد الله بن محمد الاسدي كوفي.

     يوسف بن الحارث.

     حماد بن عبيد الله بن اسيد الهروي.

     أذا أطلق لفظ ابي بصير فهو ينصرف إلا أحد الثقتين: ليث بن البختري أو يحيى بن القاسم، إلا أن يقوم دليل خلاف ذلك، كأن يسمّى المكنّى.

بعد التذكير بما مرّ نكمل البحث في من يطلق عليه كنية أبو بصير ومن هم، هل ثقاة أو لا؟

بحثنا في توثيق ليث بن البختري وقلنا انه من كبار الثقاة الاجلاء.

يحيى بن القاسم الاسدي:

قال النجاشي: 13599 - يحيى بن القاسم: " يحيى بن القاسم، أبو بصير الأسدي، وقيل أبو محمد: ثقة، وجيه، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام، وقيل: يحيى بن أبي القاسم، واسم أبي القاسم إسحاق، وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام، له كتاب يوم وليلة. أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير بكتابه، ومات أبو بصير سنة خمسين ومائة ". [1]

وفي المقابل في مقام التضعيف: روى الكشي عن محمد بن مسعود قال: 296 - محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير فقال: وكان اسمه يحيى بن أبي القاسم، فقال: أبو بصير كان يكني أبا محمد وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو: فلا لم يتهم، ولكن كان مخلطا. [2]

والتخليط كما عن السيد الخوئي (ره) في معجمه: أن يروي الرجل ما يعرف وما ينكر ".

وحلّ التعارض بين توثيق النجاشي وتضعيف الكشي لرواياته أن يقال: إن بعض روايات أبي بصير منكرة عند ابن فضّال، مع العلم ان ابن فضال فطحي ولذلك فلا يخدش هذا الحديث لو تمّ بتوثيق النجاشي.

النتيجة: ابو بصير الاسدي ثقة وجيه كما قال النجاشي.

الثالث: عبد الله بن محمد الاسدي الكوفي يكنى ابا بصير، ذكره الشيخ في رجاله:

يقول الشيخ محمد آصف محسني: وصاحب قاموس الرجال (التستري) أنكر وجود هذا الرجل، وحكم بتحريف نسخة رجال الكشي، وخطّأ الشيخ ايضا، وقال إنه اغتر بالنسخ المحرّفة والمغلوطة من الكشي.... وربما يظهر من بعض الرجاليين اتحاده مع عبد الله بن محمد الاسدي الحجال، وأطال كلامه في ذكر القرائن، غير انه واضح الفساد. فإن المعنون من اصحاب الباقر (ع) والحجال من اصحاب الرضا (ع) كما صرّح به الشيخ (ره).

مناقشة التستري: هذه الدعوى من التستري بعدم وجوده وبان المعنون من اصحاب الباقر (ع) والحجال من اصحاب الرضا (ع) غير تامّة، بل يحتمل تعددهما، فإن بين وفاة الباقر (ع) وولادة الرضا (ع) حوالي أربعة وثلاثين عاما وهي مسافة زمنيّة تسمح بالتعدد.

ثم إن الرجل مجهول لم يرد فيه مدح ولا ذم، فصار مشتركا بين المجهول والثقة فصارت الروايات ضعيفة، ولكن جهالته لا تضرّ باعتبار الروايات المعتبرة سندا إلى ابي بصير، وإن لم يفهم كونه المرادي أو الاسدي، وذلك لانصراف لكنيته المذكورة إليهما دون عبد الله، كما هو المعروف وسنذكر ذلك لاحقا.

الرابع: يوسف بن الحارث: قال الكشي: ابو بصير بن يوسف بن الحارث بتري.

قال الشيخ في الرجال: يوسف بن الحارث بتري يكنى ابا بصير.

أنكر الفاضل عناية القهباني وجوده وقال: إن في الكشي: ابو نصر بن يوسف بن الحارث بتري واشتبه الأمر على الشيخ فقرأ: ابا بصير مبدلا النون بالباء الموحدّة ومزيدا للياء المثناة بعد الصاد، وحذف كلمة الابن فعدّه من اصحاب الباقر (ع)، فأبو بصير يوسف بن الحارث لا وجود له في الاسانيد ولا في الرجال.

الخامس: حماد بن عبيد الله بن اسيد الهروي: قال الكشي: وروى عن ابي بصير حماد بن عبيد الله بن اسيد الهروي عن داوود بن القاسم عن ابي الهاشم الجعفري، وهو مجهول خلت كتب الرجال عن ذكره وتكنيته.

الامر الثاني:

إذا أطلق لفظ " ابو بصير " في الاسناد فهو منصرف إلى أحد اثنين: إلى المرادي أو إلى الاسدي وكلاهما ثقة.

في معجم رجال الحديث السيد الخوئي (ره) يقول: وقد ذكر بعضهم أن أبا بصير مشترك بين الثقة وغيره، ولأجل ذلك تسقط هذه الروايات الكثيرة عن الحجّية، ولكنا ذكرنا في ترجمة يحيى بن القاسم، أن أبا بصير عندما أطلق، فالمراد به هو: يحيى بن أبي القاسم، وعلى تقدير الاغماض فالأمر يتردد بينه وبين ليث بن البختري المرادي، الثقة، فلا أثر للتردد، وأما غيرهما فليس بمعروف بهذه الكنية، بل لم يوجد مورد يطلق فيه أبو بصير، ويراد به غير هذين. [3]

ونحن ثقة بالسيد الخوئي (ره) وتتبعه نقول: عندما يطلق ابو بصير تنصرف إلى الاسدي أو المرادي الثقة الجليل، إلا ان يبيّن اسمه في السند، فيقال مثلا ابو بصير يوسف بن الحارث.

 


[1] رجال النجاشي، النجاشي، أبو العبّاس، ج1، ص441.
[2] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص173.
[3] معجم رجال الحديث، الخوئي، السيد أبوالقاسم، ج22، ص52..