42/05/01
الموضوع: ذكر بعض الفوائد في علم الرجال:
1. الفائدة السابعة: ألفاظ التعديل والتوثيق وألفاظ المدح وألفاظ التضعيف والجرح.
2. ما نفهمه حاليا من ألفاظهم هو نفس مرادهم، ومع الشك تجري أصالة عدم النقل.
الفائدة السابعة: ألفاظ التعديل والتوثيق وألفاظ المدح وألفاظ التضعيف والجرح.
لا اظن ان هناك اصطلاحات خاصة بنفس الالفاظ في علم الرجال مثلا حين يقول " قريب الامر " لها حقيقة اصطلاحية معنى خاص في علم الرجال انما ذكرها بعض علماء الارجال ونحن نريد ان نفهمها حتى نفهم مراده حتى نستطيع ان نبني عليه معرفة الراوي المبحوث عنه.
من ألفاظ التعديل والتوثيق:إعلم أن الشيخ بهاء الدين (في الوجيزة) ذكر أن ألفاظ التعديل: ثقة، حجة، عين، وما أدى مؤداها قال: أما متقن، حافظ، ضابط، صدوق، مشكور مستقيم، زاهد قريب الامر، ونحو ذلك، فيفيد المدح المطلق انتهى. [1]
وقال الشهيد الثاني (شرح الدراية): ألفاظ التعديل: عدل، ثقة، حجة، صحيح الحديث وما أدى معناه انتهى. [2]
نلاحظ أن في دلالة بعضها على التعديل نظر، من أن الراوي قد يكون ثقة وليس عدلا، فالمشهور وثاقة عثمان بن عيسى الواقفي، وعبد الله بن بكير الفطحي، والسكوني العامي.
ومن ألفاظ المدح:قال الشيخ بهاء الدين العاملي في كتابه الوجيزة: " أما متقن، حافظ، ضابط، صدوق، مشكور، مستقيم، زاهد، قريب الامر، ونحو ذلك، فيفيد المدح المطلق " [3] .
كلمة متقن ليست توثيقا ليس معناها انه ينقل الكلام بشكل صادق، التوثيق نقل الكلام بصدق، والاتقان ان يفعل العمل على نحو جيّد. وكلمة حافظ ليس معناها انه صار صدوقا ثقة. ما ذكره كله مدح لكن هل يدل على الوثاقة؟
وفيه: أن لفظ صدوق يدل على المبالغة في الصدق، ولفظ مستقيم يدلان على الوثاقة لغة بالتبادر العرفي اللغوي وليس هناك حقائق اصطلاحية، أي لم يثبت نقل من المعنى اللغوي إلى معنى خاص في مصطلحات علم الرجال، نعم كثرة الاستعمال في التوثيق قد تؤدي إلى نقل من المدح إلى التوثيق، لكنه لم يثبت.
ومن ما يدل في بعض التراجم على مدح أعظم من التوثيق والعدالة كقولهم: عظيم المنزلة، جليل القدر، شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم [4] .
ألفاظ التضعيف والجرح:
واعلم أن الشيخ بهاء الدين (في الوجيزة) ذكر أن ألفاظ التضعيف: " وألفاظ الجرح: ضعيف، مضطرب، غال، مرتفع القول، متّهم، ساقط، ليس بشيء، كذوب، وضّاع، وما شاكلها، دون: يروى عن الضّعفاء، لا يبالي عمّن أخذ، يعتمد المراسيل، وامّا نحو يعرف حديثه وينكر، ليس بنقيّ. [5]
إذن " يروي عن الضعفاء " ليس بتضعيف وهو وصف للراوي اما هو نفسه قد يكون ثقة لكن يروي عن الضعفاء، لم يثبت لدينا ان الثقة لا يروي إلا عن ثقة. نعم هذه الاوصاف جرح في استنباطاته واعتماداته لكن هل هو جرح في شخصيته كناقل للحديث؟ لا أظن ذلك، إذ لا علاقة بينهما. ولذلك ذكروا ان مثل: كذاب، وضّاع، متروك الحديث، مطعون عليه، متهم، حديثه يعرف وينكر، مضطرب الحديث، مخلّط، يروي عن المجاهيل، وما يؤدي مؤداها قالوا انه تضعيف.
أقول وانا الفقير إلى رحمة الله تعالى: إلا إن في دلالة مثل: متروك الحديث، مطعون عليه، متهم، على التضعيف في النقل، فيه تأمل، إذ قد يكون الاتهام وترك الحديث والطعن فيه بسبب الغلو أو الانحراف في العقيدة، وليس بسبب النقل.
كذلك التعبير بـ " مضطرب الحديث "، فليس ظاهرا في الكذب، بل في عدم التوازن في حديثه، كما نقول في العامية (مخربط).
وكذلك التعبير بـ " حديثه يعرف وينكر " فان ظاهره هو الإتيان بالمستغربات، أو بما يخالف المسلّمات الفقهية أو العقائدية.
وكذلك التعبير بـ " يروي عن المجاهيل " أو " يروي عن الضعفاء " و " يعتمد المراسيل " فلا يدل على كذبه وضعفه في النقل. فقد قال الشيخ والعلامة عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمي أبو جعفر صاحب " نوادر الحكمة المعروف بدبة شبيب ": إنه كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل، ولا يبالي عمّن أخذ، وما عليه في نفسه طعن في شيء.