40/05/10
الموضوع: تلخيص مباحث علم الرجال.
قاعدة مشايخ الثقات:
نكمل الكلام في الاشكال الاخير على قاعدة مشايخ الثقات، هو ان هؤلاء الثلاثة قد رووا عن ضعاف، فكيف يقول الشيخ الطوسي (ره) انهم لا يروون إلا عن ثقة؟!
إذا استطعنا ان نخرج من هذا الاشكال كما خرجنا من الاشكالات الاخرى ان القاعدة تتم ونستطيع البناء عليها. [1]
الاحتمال السادس: إن الرواية عن ضعيف أو ضعيفين لا تخدش القاعدة، فما من عام إلا وقد خصّ.
وفيه: إن الحكم يتعلّق بالطبيعة لا بالافراد، بلحاظ وجودها الخارجي، لا وجودها الذهني وإلا اصبحت قضية ذهنية، فكلما انطبقت الطبيعة على فرد انطبق عليه الحكم، استلزام المقتضي لمقتضاه والعلّة للمعلول، لكن العلاقة والعليّة بينهما اعتبارية، فلو كان بعض الافراد خارجا عن الحكم لوجب بيان ذلك على الآمر الحكيم، وإذا لم يبيّن فهو خدش في حكمته، لانه يكون قد أوقع المكلف في المفسدة من دون مبرر.
ولذا لا يكون الاستثناء غالبا إلا عندما يجتمع ملاكان متنافيان: احدهما في موضوع العام، والآخر في فرده، فإذا كان ملاك الفرد أقوى من ملاك العام قدّم عليه، وهكذا يكون التخصيص والاستثناء. [2]
ولما كان بعض الافراد في اغلب العمومات يتضمن ملاكا خاصا أقوى، كان اغلب العمومات مخصَّصا، ولهذا اشتهر قول الناس: " ما من عام إلا وقد خص ". [3]
رد الاشكال على القاعدة بالنقل عن الضعاف:
بعدما بيّنا احتمالات وتوجيهات النقل عن الضعاف نشرع في استعراض الضعاف المروي عنهم راويا راويا. ولكن قبل ذلك لا بد من بيان المسقط لنقل القاعدة.
المسقط للنقل: إذا كان مضمون القاعدة عموما نقل بواسطة الحس أو اللب، فلا بد من العمل به إذا كان الراوي ثقة موثوقا به يطمأن إلى حديثه، إلا في اربعة حالات:
الاولى: معارضته للعقل أو للكتاب أو السنة القطعية المتواترة أو المحفوفة بالقرائن، وحينئذ لا بد من اسقاط حجيته او تأويله من قبيل ) يد الله فوق ايديهم ( إذا قلنا ان اليد موضوعة للعضو. ولكن هذا المسقط غير موجود، يعني " كل من يروي عنه صفوان فهو ثقة " هذا هو العموم، المعارض القطعي غير موجود لا في آية ولا في نص.
الثانية: وجود معارض ظني حجة ثابت بنقل حسي أو لبي عن ثقة موثوق به، فإذا نقل الشيخ الطوسي (ره) هذا العام: " كل من يروي عنه ابن ابي عمير هو ثقة "، فلو فرضنا ورود نقل آخر كمثل: " كل من يروي عنه ابن ابي عمير هو كذاب "، فحينئذ نحكِّم علاجات باب التعارض.
الثالثة: استثناء اكثر الافراد، فهذا لا يكون عرفا لانه مستهجن في لغة الناس.
الرابعة: خروج بعض الافراد عن حكم العام من دون مبرر عقلائي او احتمال مبرر عقلائي. نكمله ان شاء الله غدا.