الأستاذ السيد عبدالکریم فضلالله
بحث الرجال
38/06/24
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: الحاجة إلى علم الرجال.
بقية رجال القرن الرابع.
رجال القرن الخامس.
المراكز العلمية.
من رجال القرن الرابع:
عبد العزيز بن اسحاق: وله كتاب في طبقات الشيعة، ذكره الطوسي. [1]
رجال القرن الخامس:
في هذا القرن استقطبت بغداد أعدادا كبيرة من العلماء والمفكرين، ولعلّ هذا القرن وما قبله أي القرن الرابع الهجري كان من أهم القرون من جهة التطور العلمي، وليس في العالم الإسلامي فحسب، بل في العالم أجمع، بل في التاريخ [2] ، وإذا بحثنا في الاسباب فقد نجد السبب هو في سيطرة الحكومات الاسلامية ذات الطابع الشيعي على الجزء الاكبر من العالم الاسلامي آنذاك [3] ، فقد سيطر البويهيون في الشرق وكانت عاصمتهم بغداد، والفاطميون في الغرب والحمدانيون وآل عمار في شمال سوريا والعراق [4] .
وإذا امعنا النظر نجد أن النمو العلمي الذي بدأت بذوره منذ عهد المأمون العباسي [5] قد بلغ حداّ كبيرا في القرنين الرابع والخامس.
ولعلّ في سيطرة الحكومات ذات الطابع الشيعي نكتة مهمّة وهي أنها أعطت الحريات العامة لكل العلوم ولكل المذاهب، فلم تفرض نظاما تعليميا خاصا [6] ، ولم تكن متعصبة قمعية لبعض المذاهب دون الآخر، كما فعل السلاجقة الذين خلفوا البويهيين، واستمر بالقمع وعدم إعطاء الحرية فيما جاء بعدهم من المماليك والعثمانيين الأتراك.
ولذا أعتقد أن بداية التراجع في المجمعات الاسلامية بدأت منذ سيطر السلاجقة على بغداد، حيث الوزير السلجوقي الاول نظام الملك، فرض نظام الملك انظمة خاصة تعليمية، رغم انه اهتم بفتح المراكز العلمية والمدارس والجامعات.
ونحن نعلم ما لإعطاء الحرية في التفكير والنظم التعليمية من ازدهار للعلم وانطلاق للفكر الانساني، ولذا استقطبت بغداد وكانت تحت سيطرة البويهيين العلماء من أنحاء الارض، كذلك حلب والقاهرة.
وكان عضد الدولة بن بوبه الذي ولد سنة 324 ه وحكم ما بين سنة 367-372 ه يعطي الاعطيات لكل المدارس على اختلافها.
من علماء الرجال في القرن الخامس:
الحسين بن عبيد الله الغضائري ت 411 ه قال الطوسي له كتاب " تكملة رسالة ابي غالب الزراري ".
أحمد بن الحسين ابن الغضائري: ابو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري الشهير بابن الغضائري وله في علم الرجال:
فهرست كتب الاصحاب.
فهرست أصول الاصحاب.
كتاب الممدوحين.
كتاب المذمومين، المعروف بكتاب (الضعفاء)
وقد ذكر الطوسي (ره) في مقدمة كتاب الفهرست: " فاني لما رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من اصحاب الحديث عملوا فهرست كتب اصحابنا وما صنفوه من التصانيف ورووه من الاصول، ولم أجد منهم أحدا استوفى ذلك، ولا ذكر اكثره، بل كل منهم كان غرضه ان يذكر ما اختص بروايته واحاطت به خزانته من الكتب، ولم بتعرض أحد منهم لاستيفاء جميعه، إلا ما كان قصده ابو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله رحمه الله فانه عمل كتابين: أحدهما ذكر فيه المصنفات والاخر ذكر فيه الاصول، واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه، غير ان هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من اصحابنا، واخترم هو (ره) وعمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب، على ما يحكي بعضهم عنهم ". [7]
أحمد بن علي النجاشي: ت 450 ه، ابن العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس المعروف بالنجاشي الاسدي [8] وله في علم الرجال:
كتاب فهرست أسماء مصنّفي الشيعة المعروف برجال النجاشي.
كتاب انساب بني نصر بن قٌعين وايامهم واشعارهم.
محمد بن الحسين الطوسي: ت460 ه. قال النجاشي: " محمد بن الحسن بن علي الطوسي ابو جعفر جليل في اصحابنا، ثقة، عين، من تلامذة شيخنا ابي عبد الله " [9] (الشيخ المفيد). وله كتب في علم الرجال ذكرها النجاشي في ترجمته له وهي:
" اختيار معرفة الرجال " المعروف " برجال الكشي ".
فهرست كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنفين واصحاب الاصول المشتهر بـ " الفهرست ".
الرجال المعروف برجال الطوسي.
هذه الكتب ذكرها النجاشي في ترجمته له.
محمد بن عمر التميمي الجعابي:
قال النجاشي: " محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار التميمي ابو بكر المعروف بالجعابي، الحافظ، القاضي، كان من حفاظ الحديث وأجلاء أهل العلم " [10] .
قال الطوسي: " احد الحفاظ والناقدين للحديث " [11] .
وله كتب في علم الرجال منها:
كتاب الشيعة من اصحاب الحديث وطبقاتهم.
كتاب طرق من روى عن امير المؤمنين (ع).
كتاب الموالي الاشراف وطبقاتهم.
كتاب من روى الحديث من بني هاشم ومواليهم.
كتاب من روى حديث غدير خم.
كتاب اخبار بغداد وطبقات اصحاب الحديث بها.
هذه الكتب ذكرها النجاشي في رجاله وكذلك الطوسي في الفهرست في ترجمته.
ننتقل إلى ذكر المراكز العلمية وقبلها نتحدث عن عضد الدولة البويهي كان عاقلا فاضلا حسن السياسة ... كان باذلا في موطن العطاء [12] كان عضد الدولة بن بويه يحب العلم والعلماء ويجري الجرايات على الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمفسرين والنحات والقراء والنسابين والاطباء والحساب والمهندسين، وكان قصره محط انظار كبار رجال العلم والآدب، فقصده العلماء من كل بلد وصنّفوا له الكتب ..... يذهب مصطفى جواد إلى ان اسباب التقدم والتطور العلمي الشامل في عهد آل بويه ( الشيعة الاثني عشرية) الحرية التي كان العلماء يتمتعون بها في ذلك العصر قائلا: " اخذت العلوم تزدهر ازدهارا سريعا، حتى صارت أيامها من أزهر العصور العلمية الاسلامية، وذلك لتوفر الحرية الفكرية والقلمي، وكانت الحريات قبلهم مزمومة مكمومة، وقد عوقب عليها قبلهم بالموت، كما جرى على الحسين بن منصور الحلاج لشذوذه في التحرر، فظهرت الاقلام الحرّة وصرحت النفوس الكاتمة، وتنفست الصدور المحرجة ...... . ويذكر بعدها قسم من العلماء .
وعن عضد الدولة بن بويه، يقول: في سنة 369 ه افرد في دار عضد الدولة لأهل الخصوص، والحكماء من الفلاسفة موضع يقرب من مجلسه وهو الحجرة التي يختص بها الحجاب فكانوا يجتمعون فيها للمفاوضة آمنين من السفهاء ورعاع العامة ... فعاشت العلوم وكانت مواتا، وتراجع اهلها وكانوا اشتاتا، ورغب الاحداث في التأدب والشيوخ في التأديب، وانبعثت القرائح ونفقت اسواق الفضل وكانت كاسدة، واخرج من بيت المال اموال عظيمة صرفت في هذه الابواب وفي غيرها من الصدقات على ذوي الحاجات من أهل الملّة، وتجاوزهم إلى أهل الذمة ". وان عضد الدولة البويهي كان يكرم العلماء أوفى اكرام، وينعم عليهم أهنأ انعام، .....
والمراكز العلمية منها:
دار العلم: وتسمى بمكتبة سابور او خزانة سابور شيدها الوزير البويهي أبو نصر سابور بن أرشير والتي بناها لاهل العلم ببغداد في سنة 381 ه وحمل اليها كتب العلم من كل فن، مسماها دار العلم، وكان فيها اكثر من عشرة الاف مجلد، ووقف عليها الوقوف. وكان يتردد عليها العلماء والادباء والفلاسفة والباحثون على اختلاف اجناسهم.
دار العلم للشريف الرضي: انشأ الشريف الرضي ببغداد.
كان الشريف الرضي يضع الاموال أمام أهل العلم، وكان كل واحد يأخذ القدر الذي يريد. كانت دار علم ودراسة، وسكن للطلاب، وهي أشبه بالمدرسة ذات القسم الداخلي، ومما يؤيد ذلك ان الوزير ابا محمد المهلبي دفع للشريف الرضي [13] مبلغا من المال مقداره ألف دينار يوم ولد له مولود، فردّ الشريف المبلغ لصاحبه، ولكن الوزير أرجعه له على ان يفرقه الشريف على ملازميه من طلاب العلم فلما جاءه الطبق وحوله طلاب العلم قال: هاهم حضور فليأخذ كل أحد ما يريد فقال رجل منهم وأخذ دينارا فقرض من جانبه قطعة، وامسكها ورد الدينار إلى الطبق فسأله الشريف عن ذلك فقال: إني احتجت إلى دهن السراج ليلة ولم يكن الخازن حاضرا، فاقرضت من فلان البقال دهنا للسراج فأخذت هذه القطعة لادفعها إليه عوض دهنه .... فلما سمع الرضي ذلك أمر في الحال أن يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطلبة ويدفع إلى كل منهم مفتاح ليأخذ منها ما يحتاج اليه ولا ينتظر خازنا يعطيه، ورد الطبق على هذه الصورة. [14]
ومن المراكز العلمية خزانة الشريف المرتضى في بغداد.
غدا الدراسي إن شاء نبدأ بالمصنفات الاصولية الاساسية، برجال الكشي، فهرست الطوسي، رجال الطوسي، ابن الغضائري، البرقي، والنجاشي. وبعدها نبدأ بالقواعد