الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

38/06/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الحاجة إلى علم الرجال.

     بقية رجال القرن الثالث.

     رجال القرن الرابع.

كنا في مقام سرد اجمالي لعلماء الرجال في القرن الاول والثاني والثالث، وقلنا ان الغاية من هذا السرد امران:

الامر الاول هو تاريخ هذا العلم، من هم أهل الكتب، والكتب المعتمدة، وهو ما ينفعنا كثيرا في التحقيقات وفهم المفردات حتى قال بعضهم ان دراسة التاريخ البشري هي اساس كل علم.

والامر الثاني الذي اقصده هو انه قد يفيدنا في حل بعض معضلات واشكالات هذا العلم الجديرة بالدراسة والالتفات، من قبيل: ان النجاشي وثقة فلان وفلان من الرواة مع ان النجاشي جاء بعد الرواة بمأتين او ثلاث مئة سنة، لم يعاشرهم، فهو توثيق عن حدس لا عن حس. فإذا كان كذلك كيف آخذ بحدسه واجتهاده؟ كذلك الشيخ الطوسي في توثيقاته. هذا الاشكال ذكره صاحب " مجمع البحرين " الطريحي وذكره بعض كبار العلماء.

هناك ثمار عديدة في هذا السرد بعدها نشرع في التوثيقات الثلاثة: نص المعصوم، والقواعد العامة، والاطمئنان.

بقية رجال القرن الثالث:

    1. محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب نوادر الحكمة.

    2. أحمد بن إسحاق بن عبد الله الاشعري القمي: وهو من خواص الامام العسكري (ع)، وثقه الطوسي وله في الرجال: " مسائل الرجال لابي الحسن الثالث (ع) "، (أي الهادي).

    3. على بن مهزيار الاهوازي: قال النجاشي: علي بن مهزيار الأهوازي ابو الحسن دورقي الأصل، مولى. كان ابوه نصرانيا فاسلم. وقد قيل: إن عليا اسلم وهو صغير... ، ثقة، له في الرجال كتاب " المثالب " وكتاب " الانبياء " ذكرهما النجاشي.

    4. عيسى بن مهران: ثقة، ذكر النجاشي كتابه وهو كتاب " المحدثين "، وذكره الطوسي. [1]

    5. محمد بن عيسى اليقطيني: ذكره الشيخ الطوسي (ره) في رجاله، من اصحاب الرضا (ع) والهادي (ع) والعسكري (ع)، وله في علم الرجال كتاب: " الرجال "، وقد ذكر النجاشي سنده اليه.

والنجاشي لم يذكر اسناد الكتب جميعا التي وصلته، بينما يذكر سند كتاب محمد بن عيسى اليقطيني وهو ثقة، فيمكن ان نستفيد من هذا الاسناد شيئا في معالجة المعضلة السابقة. إلا ان يقال: من قال ان النجاشي اتكل على هذا الكتاب في توثيق فلان وفلان. هذه معضلة سنرى كيف نخرج منها.

القرن الرابع الهجري:

    1. محمد بن زياد الدهقان الكوفي، ت 310 ه ذكره النجاشي والطوسي، وانه انتقل إلى نينوى – قرية على العلقمي إلى جانب الحائر على صاحبه السلام- [2] كان ثقة، واقفا وجها فيهم، له في الرجال كتاب " الرجال "، و " من روى عن الصادق (ع) " و " فهرست " ذكره النجاشي في ترجمة عبيد الله بن أحمد بن نَهيك.

    2. اسماعيل بن علي بن إسحاق بن ابي سهل النوبختي، كان شيخ المتكلمين من اصحابنا، وله جلالة في الدنيا والدين، له كتاب " الانوار في تواريخ الائمة (ع) ".

    3. محمد بن ابي الثلج ت 322 ه، ثقة، عين، له في الرجال: " أخبار النساء الممدوحات "، و " من قال بالتفضيل من الصحابة وغيرهم "، ذكرهما النجاشي.

    4. محمد بن يعقوب الكليني ت 328 او 329 ه، ثقة، عين، من اركان الحديث عاش زمن السفراء الاربعة، له كتاب " الرجال " ذكره النجاشي.

    5. عبد العزيز يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الازدي، له كتب كثيرة خصوصا في " محبي علي (ع) ومن أبغضه وسبّه " وقد ذكر ذلك النجاشي.

    6. ابو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ت 333 ه، المعروف بابن عقدة. وهو رجل حافظ جليل في اصحاب الحديث، ثقة، وكان كوفيا، زيديا، جاروديا، له كتب " في من روى عن امير المؤمنين (ع)" و " مسنده " و " من روى عن الحسن والحسين وعلى بن الحسين وابي جعفر والجواد وزيد بن علي " و " مسنده "، وله كتاب " الرجال " وهو كتاب في من روى عن جعفر بن محمد الصادق (ع). وقد صرّح الشيخ المفيد (ره) بأن فيه أربعة ألاف رجل من ثقات أصحاب الصادق (ع) [3] .

    7. محمد بن الحسن بن الوليد ت 343 ه، شيخ الشيخ الصدوق، له في علم الرجال كتاب " الفهرست "، ذكره النجاشي ونقل عنه في ترجمة اسماعيل بن جابر الجعفي.

    8. محمد بن عمر التميمي ابو بكر، المعروف بالجعابي، له كتب عديدة في الرجال ذكرها النجاشي.

    9. ابو غالب الزُراري ت 368 ه، شيخ العصابة في زمنه [4] ، جليل القدر، له في علم الرجال " الرسالة إلى ابن ابنه ابي طاهر في ذكر آل أعين ".

    10. محمد بن عمرو الكشي 368 ه، قال النجاشي عنه: محمد بن عمر بن عبد .... الكشي ابو عمرو، كان ثقة عينا، روى عن الضعفاء كثيرا، صحب العياشي وأخذ عنه وتخرّج عليه. وفي داره التي كانت مرتعا للشيعة وأهل العلم. له كتاب " الرجال "، كثير العلم وفيه أغلاط كثيرة. وهذا الكتاب هو الموسوم بـ " معرفة الناقلين عن الائمة الصادقين " المشهور بـ " رجال الكشي " وهذا الكتاب ليس موجودا بين ايدينا، والذي اختصره الطوسي في كتابه " اختيار معرفة الرجال " وسنتعرض لهذا الكتاب الموجود بين ايدينا لاحقا.

    11. الشيخ الصدوق القمي ت 381 ه، محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ابو جعفر نزيل الري، ثقة جليل حافظ بصير. له في علم الرجال: كتاب " الرجال من أصحاب النبي (ص) وكتاب " المصابيح " التي يذكر فيها كل من ذكر عن النبي (ص) والائمة (ع) وفاطمة (ع)، والرجال " الذي خرجت إليهم التوثيقات ".

    12. محمد بن احد بن داوود بن علي القمي ت 386 ه، يقول عنه ابن الغضائري: " لم ير احدا أحفظ منه، وله كتاب " الممدوحين والمذمومين " ذكره النجاشي والطوسي.

غدا ان شاء الله نكمل القرن الخامس.


[1] نلاحظ من اختلاف العناوين للكتب بداية تطور علم الرجال، من " المثالب " إلى كتاب " المحدثين ". عبيد الله بن ابي رافع كتب" من حضر في صفين من صحابة رسول الله "، من خلال العنوان نري ان الاهتمام بدأ يتطور ويختلف.
[2] ذكرت ان " نينوى " قرب العلقم لانه هناك اشتراك لفظي بنها وبين محافظة نينوى التي يقصد بها الموصل في هذه الايام.
[3] فمجرد كونه من اصحاب الصادق (ع) فهو ثقة، هذه قاعدة - وان لم نسلّم بها -. وهناك نقطة مهمّة في القواعد وهي ان القاعدة امر عام ولا يخرج منه إلا بدليل. فإذا شككنا ان فلان ثقة او لا وكان من اصحاب الصادق (ع)، فهو ثقة. لكن هذه القاعدة غير تامة عندنا، ورغم ذلك نستفيد منها ان الجو العام للرواة هو التوثيق. وهنا ما يعيننا في تحصيل الاطمئنان بوثاقة الراوي.
[4] تعبير " العصابة " في ايامنا هذا التعبير فيه نوع من الذم، بينما سابقا كانت تستبطن معنى مجموعة متماسكة. اختلاف المعنى من زمن إلى زمن. والامثلة كثيرة على ذلك، من قبيل: " يمكرون ويمكر الله "، المكر يستبطن امرا قبيحا، هل الله عز وجل ينسب لنفيه امرا قبيحا. نقول ان المكر ليس امرا سلبيا، وكذلك " الاحتيال " ليس امرا سلبيا. في الحديث الشريف " ما عسر على فقيه مسلك يحتال عليها "، كل هذا ليس امرا سلبيا. يقال ايضا " ابلى بلاء حسنا ". ما يكون في زمن ما للفظ قد يكون في هذا الزمن شيء آخر.