الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

33/07/09

بسم الله الرحمن الرحیم

 الأصول/مقدمات /موضوع كل علم / الإشكالات
 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
 ذكرنا أمس أن الإشكالات التي وردت على المشهور بسبب ثلاثة أمور:
 الأول: لا بد لكل علم من موضوع، التزموا به والتزم صاحب الكفاية.
 الثاني: التزموا بأن الموضوع هو ما يبحث عن عوارضه الذاتية دون الغريبة.
 الثالث: التزموا أن لا تكون عوارض الجنس ولا عوارض النوع ذاتية.
 هذه الالتزامات الثلاثة هي التي أدت إلى هذه الإشكالات، وزدنا عليها إشكالا آخر أنه أحيانا بعض مسائل العلم تعرض بواسطة المباين وهو كما مثلنا في درس أمس بالنحو، ومثال آخر مسألة في علم الطب، المرض يعرض على الإنسان تارة بأمر داخلي فيه، وتارة بواسطة فايروس خارجي من خارج البدن، أي بواسطة المباين. وعليه فمسائل الطب التي يكون سببها فايروس خارجي تخرج عن مسائل علم الطب. إذا أردنا هذه التعريفات وهذه التقسيمات وهذه الالتزامات الثلاثة سنقع بإشكالات كثيرة. هم ذكروا إشكالين لكن يوجد أكثر من ذلك، وهو الذي أدى إلى صاحب الكفاية للخروج عن المصطلح المعروف إلى اصطلاح آخر، فقال: أن موضوع كل علم هو ما يبحث عن عوارضه الذاتية أي بلا واسطة في العروض. يعني أنه التزم بأمرين:
 أولا: بأنه لا بد لكل علم من موضوع، وأن المبحوث عنه هو العوارض الذاتية دون الغريبة. ومع هذا الالتزام تقع الإشكالات جميعا، وحتى يخرج من الإشكال قال: أن مقصودي من الغريب هو ما كان بلا واسطة في العروض، أي يعرض حقيقة عليه سواء كان هذا العارض بواسطة الأخص أو الأعم أو المباين، أو المساوي الداخلي أو الخارجي، جزء الماهية أو خارج الماهية، كلها تدخل، لكن بشرط أن يكون العروض حقيقيا وليس مجازيا [1]
  [2]
 
 بعبارة أخرى عندما يعرض الأمر على الموضوع حقيقة فهو ذاتي، وإذا عرض عليه بالواسطة فهو غريب.
 اصطلاح صاحب الكفاية الذاتي والغريب، يختلف عن اصطلاح المشهور قال: مرادي من الذاتي ما كان بلا واسطة في العروض، والغريب ما كان بواسطة في العروض. بعبارة أخرى، ما كان مجازا في الإسناد فهو غريب لا يدرس في العلوم، وما لم يكن مجازا فهو ذاتي يدرس في العلوم، سواء كان بواسطة أو بدون واسطة، أو بواسطة الأعم أو بواسطة المساوي الداخل والخارج.
 
 
 والحمد لله رب العالمين.
 


[1] - العروض تارة عروض حقيقي " زيدٌ قائمٌ "، قائم ليس جزءا من ماهية زيد يقوم به قياما حقيقيا، مثلا: في تعريف الفاعل في النحو: الفاعل هو إما وقع منه الفعل أو قام به، مثلا: ضرب زيدٌ أو مات زيدٌ. زيد لم يقع منه الموت بل تلبس به.
[2] المجاز على قسمين: تارة مجاز في الإسناد، وتارة مجاز في المفرد، كزيدٌ أسد. ومجاز الإسناد مثل: بنى فرعون الأهرام. فرعون لم يبن الأهرام، العمال هم اللذين بنوا، وعليه أسند البناء إليه أمر مجازي سمي مجاز في الإسناد.